أصدرت مجموعة من الدعاة والعلماء ومفكري الأمة الإسلامية يتقدمها الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق من الكويت، والشيخ محمد الامين الحسن سيدي عبد القادر، رئيس منتدى العلماء والأئمة من موريتانيا - بيانا حول الأحداث الجارية في ليبيا، نددت فيه بما أسمته الإعلان الخبيث المسمى ب «عملية الكرامة»، الذي أدلى به المدعو خليفة حفتر في أعقاب الهجوم الذي تعرضت له مدينة بنغازي، مهد الثورة الليبية، بحجة تطهير البلاد من الإرهاب والحفاظ على الأمن. وقال العلماء في بيانهم الذي وقعه نحو ثلاثة وثمانين مفكرا وداعية من أكثر من نحو عشرين دولة عربية واسلامية :"ما زلنا نتابع بقلق بالغ سير الأحداث المفجعة، بكل ما تنذر به من خطورة على وحدة المجتمع والدولة الليبيين فضلا عن التمهيد للتدخلات الدولية والإقليمية التي تحاول نسخ النموذج المصري في ليبيا، غير آبهة بما يترتب على فعلها هذا من سفك للدماء المعصومة، وتهجير قسري للآمنين، وتدمير متعمد للممتلكات العامة والخاصة". وواصلت مجموعة العلماء في تشريح الواقع الليبي مؤكدة: "إن ما أقدم عليه المدعو حفتر، جنرال القتل والدم في زمن المقبور القذافي، من ادعاء للشرعية والتفويض الشعبي له، والإعلان عن حل المؤتمر العام، وتعطيل الإعلان الدستوري، واستخدامه السلاح والقوة ضد الشعب الليبي، لإجباره على القبول بسلطته والاستسلام لانقلابه، هو تمرد صارخ على الشرعية التي أفرزتها ثورة 17فيفري، وافتئات على حق الشعب، باعتباره صاحب الكلمة الفصل في تقرير مصيره وإدارة شؤونه". وتوعد موقعوا البيان من أسمتهم" الفئة الباغية"، بأن ما قدمه الشعب الليبي من تضحيات فداء الحرية والعدل والكرامة لن يذهب سدى، بقولهم "هكذا فعل الشعب الليبي المسلم الذي ثار على الظلم والاستبداد، وأسقط من هو أشد من هذه الفئة الباغية، قوة وبطشا وحقدا، وقدم من أجل ذلك تضحيات عظيمة، وهو قادر، بعون الله، على الاصطفاف كالبنيان المرصوص، لإفشال ما تسعى إليه هذه العصابة المتمردة، والحفاظ على ثورته المجيدة من أن تُغتال من بين يديه". و بخصوص موقفهم من دعاة وعلماء ليبيا قال محرروا البيان "وبقدر ما أقلقتنا محاولات البغاة بقدر ما أسعدنا ما جاء في البيان الصادر عن "مجلس البحوث بدار الإفتاء وهيئة علماء ليبيا"، من انتصار للشرعية في ليبيا، ورفض لمحاولة اختطاف الثورة لصالح أجندات خارجية مشبوهة تريد إرجاع الشعوب لعصور الاستبداد والظلم والقمع".