أكثر من 1000 شاب صادروا الشوارع وحولوها إلى '' باركينغ '' * 200 دج ثمن توقف السيارة في '' مارشي دي 15 بالحراش ''. * ولاية العاصمة أوقفت منح التراخيص منذ أكثر من 8 أشهر. * سرقة 34 سيارة من نوع واحد في 3 أشهر الأخيرة. أفادت مصادر مطلعة أنه يتم التحضير لتنظيم حظائر توقف السيارات عبر العاصمة كإجراء أمني احتياطي يدخل في إطار ضمان الأمن والمراقبة والتحري عن السيارات المسروقة، وحتى المشبوهة، وكشفت نفس المصادر أن قرار منع الترخيص لاستغلال مساحات توقف السيارات منذ أكثر من 8 أشهر حول أكثر من 1000 شاب من فئة البطالين '' إلى عصابات اقتنصت أرصفة الشوارع وحولتها '' إلى باركينغ دون رخصة '' يسيطر على بلدية باش جراح أكثر من 20 شابا يتوزعون على محيط السوق الموازي للبلدية، وأغلبهم يعمل دون رخصة من طرف البلدية، ومنهم من تم منعه من الحصول على رخصة تسيير المساحة المخصصة لتوقف السيارات منذ أكثر من 8 أشهر لكنه لا يزال يعمل كصاحب '' للباركينغ '' ، الملفت في تسيير محطات التوقف في بلدية باج جراح أنه لكل مساحة بمسافة 30 مترا شابا من أبناء ''الحومة '' يقوم بتسييج المكان المخصص للباركينغ بما يسع 20 سيارة، رفقة شاب آخر، أحدهما يتولى القبض والآخر يتولى الحراسة، ليتم اقتسام المبلغ نهاية كل يوم، ويصل أجرة الواحد منهم في اليوم إلى أكثر من 1500 دج، وفي هذا يتحدث أحدهم للشروق اليومي قائلا : '' قبل 08 أشهر كنا نقوم بطلب ترخيص من البلدية ونجدده كل شهر وكنا ندفع 1000 دج شهريا كجباية تقدم للبلدية لكن اليوم لا نزال نعمل رغم عدم منحنا الترخيص '' إما تدفع .. وإما تسرق .. ظاهرة '' قناص الشوارع '' كما يسميهم البعض طغت على الكثير من الأرصفة بما فيها تلك التي لا علاقة لها بوجود سوق أو مناطق سياحية .. فحتى لو نزلت من سيارتك لتشتري خبزا أو دواء فعليك أن تدفع .. في مثل هذه الوقائع يروي صاحب إحدى المحلات ببلدية باج جراح حادثة نزول أحدهم لشراء الدواء ليتفاجئ بعد عودته بطلب صاحب ''الباركينغ'' منه مبلغ 50 دج، وهو ما لم يتحمله صاحب السيارة بحجة أنه نزل ل 5 دقائق لا أكثر مما جعل هذا الأخير يقوم بتكسير زجاج السيارة ..'' مثل هذه الحوادث وأكثر تتكرر بانتظام وعبر كل '' باركينغ '' ويزداد الأمر سوءا فيما لو تعلق الأمر بباركينغ الفترات المسائية. مارشي '' دي 15 '' واحد من بين أكبر الأسواق في العاصمة يفتح أبوابه مساء كل يومي الخميس والأحد، حيث يدفع التجار مبلغ 1000 دج مقابل دخولهم لأماكن البيع، لكن الغريب في الأمر أن يدفع المشتري أو الزبون مبلغ 200 دج وهو ما يستغرب له عامة المواطنين، وأغلب هذه الأموال التي يتم أخذها من الزبائن لا تذهب لبلدية الحراش وإنما لشباب يقول عنه أحد الزبائن أنهم من اللصوص، كون الكثير من السيارات التي تتوقف ليلا بعيدا عن مكان الباركينغ تتعرض للسرقة وحتى إلى محاولة خدشها، لإعطاء مفهوم عن وجود لصوص خطرين وهو ما يدفعك لا محالة لدفع مبلغ 200 دج. من جهة أخرى يتحدث أحد التجار من إحدى محلات باج جراح أنه يحدث الكثير من الشجارات بسبب '' الباركينغ '' حيث يرفض البعض من المواطنين تسديد ثمن 20 دج مما يخلق صعوبات لدى صاحب الباركينغ '' .. رأي ينظر إليه محمد أحد البطالين المسيرين للباركينغ بالخاطئ كونه تعرض لإعتداء بالسلاح الأبيض بعد إقدام جماعة من اللصوص على سرقة إحدى السيارات قائلا : '' أن البطالة هي التي دفعته لمثل هذه المهنة قائلا : '' لسنا سراقين .. أعطونا عملا نترك المكان للبلدية '' . العاصمة تحصي أكثر من 100 '' باركينغ '' مرخص .. ولكن ؟ تحصي ولاية العاصمة وجود أكثر من 100 مساحة تخصصها معظم البلديات البالغ عددها 57 بلدية كمواقف خاصة بالسيارات، وتقوم في غالب الأحيان بكرائها مقابل ثمن معين يعود للبلدية كل شهر أوكل سنة، ومن بين أهم حظائر التوقف في العاصمة '' باركينغ الجرف '' بباب الزوار واحد يعرف بتنظيمه الحسن بالرغم من توافد أكثر من 800 سيارة يوميا ويصل مع نهاية الأسبوع إلى أكثر من 1200 سيارة ويأخذ صاحب الباركينغ مبلغ 30 دج لكل سيارة، ويؤكد صاحبه أن الباركينغ بالرغم من قربه لأحد أكبر أسواق العاصمة إلا أنه لا يزال غير معبد وهي المشكلة التي ترجع إلى بلدية باب الزوار . وإلى جانب ذلك تتحول معظم أرصفة الشوارع المجاورة للأسواق إلى مكان مفضل للشباب البطال للإسترزاق، والظاهرة وصلت حتى إلى حواشي المؤسسات الرسمية ، التربوية، وأمام الملاعب والمستشفيات، وازدادت الظاهرة بعد لجوء هذه الأخيرة إلى منع دخول السيارات في إطار احتياط أمني وهو ما انعكس سلبا على تفشي الظاهرة ، مما يحتم على السلطات إيجاد حلول إما لرسكلة هؤلاء الشباب كمسيرين فعليين مقابل منحهم الترخيص، أو بناء وتخصيص مواقف خاصة بالسيارات، على غرار بلدية حيدرة التي تنوي بناء مكان يخصص ل 700 سيارة وهو المشكل العسير التي تعاني منه البلدية، أمام كثرة لافتات '' ممنوع الوقوف والتوقف ''. يذكر أن حظيرة التوقف التابعة لحي 5 جويلية على مستوى بلدية باب الزوار شهدت الأسبوع الماضي سرقة سيارة من نوع '' تونغو '' كانت متوقف بالحظيرة بالرغم من حراستها، فيما تؤكد أرقام أمنية أن عدد حالات السرقة من الحظائر وصل خلال ثلاثة أشهر الأخيرة إلى 34 سيارة . روبورتاج: فضيلة مختاري