كشفت الإذاعة الإسرائيلة عن تخلي السلطات المصرية عن القضية الفلسطينة، مشيرة إلى أن مصر قلصت من خلال جهاز مخابراتها الجهود المعتادة التي تمارسها السلطات المصرية دومًا كوسيط بين حركة المقاومة الفلسطينة "حماس" وبين سلطات الاحتلال، في التهدئة والتوصل لإتفاق على وقف إطلاق النار بين الطرفين. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، الإثنين، أنه ومنذ نهاية الأسبوع الماضي أعلنت المخابرات المصرية، تقليص جهودها في الوساطة بين حماس و"إسرائيل" التي تبذلها من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، مدعية أن حماس لم تستجب لطلب المخابرات المصرية بتهدئة الأوضاع الميدانية. وأوضحت إذاعة الاحتلال، أنّ رئيس المخابرات المصري محمد تهامي قد زار مؤخراً دولة الاحتلال، وقد امتدت الزيارة لعدة ساعات، والتقى خلالها عددا من المسئولين الكبار في المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وذلك في إطار الوساطة المصرية في تهدئة الأوضاع الميدانية المشتعلة في قطاع غزة. وأضافت الإذاعة، أن التهامي بحث مع مسئولي الاحتلال عمق العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين، إضافة إلى الوضع الميداني في سيناء. ويأتي هذا التصعيد ضمن رد الفعل الصهيوني على اختطاف ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في "الضفة الغربية"، يوم 12 من الشهر الماضي، والعثور عليهم قتلى يوم الاثنين الماضي. وتحمل سلطات الاحتلال "حماس"، المسؤولية عن اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة، وهو اتهام ترفضه الأخيرة، فيما لم تقدم أي دليل تبرهن به هذا الاتهام. ومنذ اختفاء المستوطنين الثلاثة، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية تشملُ غاراتٍ جوية وقصفٍ بري وبحري على "غزة"، سقط إثرها قتلى وجرحى، واعتقالات طالت أكثر من 500 فلسطيني في "الضفة الغربية"، معظمهم من قادة ونشطاء "حماس". وخلال ال24 ساعة الماضية، قتل ثمانية فلسطينيين، بينهم ستة من "كتائب القسام"، وأصيب آخرون، في سلسلة غاراتٍ جوية، شنها سلاح الجو الإسرائيلي، مستهدفًا مناطق متفرقة في "غزة"، بحسب مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان. وكان "أبو عبيدة"، الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد "عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة"حماس"، ذكر مساء أمس أن صواريخ القسام تضع بصمتها ورسالتها في قلب الكيان الصهيوني. وقال "أبو عبيدة" في تغريدةٍ له عبر شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر": "لا هدوء و لا أمن للمحتلين على حساب شعبنا"، مشددًا على أن "القصف بالقصف وعلى العدو أن يدفع الثمن". وأضاف أن المقاومة في "غزة" تنتقم لشهداء "فلسطين"، من "يافا" إلى "القدس" إلى "الخليل" إلى "البريج" إلى "رفح"، "فدمنا واحد ومقاومتنا واحدة".