استحسن عدد كبير من الطلبة الجامعيين القادمين من الجنوب الاتفاق الأخير المبرم بين كل من وزارة التعليم العالي، التضامن الوطني والنقل والذي أسفر عن ضرورة التكفل ب 267 طالب مصاب بالسرطان عبر الجامعات زيادة على استفادة 6000 طالب جزائري يقيم بالجنوب من تذاكر سفر مجانية مرة في السنة. وقد اعتبر الطلبة أن هذا الإجراء من شأنه تحفيز الطلبة الذين طالبوا في عدة مرات بضرورة التكفل ولو بجزء صغير من مصاريف النقل التي تبقى مرتفعة وليست في متناول الجميع من أجل تمكينهم من مواصلة الدراسة وتحفيزهم في ذات الوقت جراء ثمنها الباهظ. وقد كلفت هذه المبادرة التي جاءت عقب مطالب عديدة من قبل الطلبة الجامعيين خزينة الدولة ما لا يقل عن 16 مليون دينار بغرض التكفل بالطلبة الذين أرهقتهم مصاريف التنقل الباهظة إلى ذويهم، وفي كثير من الأحيان تمنعهم من مغادرة إقاماتهم الجامعية. تندرج الإتفاقية التي وقعها كل من وزير التعليم العالي ووزير التضامن الوطني إلى جانب وزير النقل ضمن تطبيق برنامج التضامن الوطني الرامي إلى توفير النقل مجانا مع كل دخول جامعي جديد لفائدة الطلبة الجامعيين القاطنين بالجنوب والمسجلين بمعاهد وجامعات المناطق الشمالية. وبموجب هذا الاتفاق الذي جمع الأطراف الثلاثة يلتزم الديوان الوطني للخدمات الجامعية تحت وصاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بإقامة جدول مفصل يتضمن عدد الطلبة المعنيين، مع تحديد ولاياتهم الأصلية، والأحياء الجامعية التي يقيمون بها يسلم إلى كل من وزارة التضامن الوطني وشركة الخطوط الجوية الجزائرية، في الوقت الذي تلتزم فيه هذه الأخيرة تحت وصاية كل من وزارة النقل والتضامن بالتكفل ب 50 بالمائة من التكاليف على مستوى الخطوط الداخلية للطلبة الجامعيين. وتجدر الإشارة إلى ان هذه العملية تخص بالدرجة الأولى الطلبة المعوزين الذين يعانون ظروفا اجتماعية صعبة، إذ يتم حصولهم على تذكرة سفر واحدة ذهابا وإيابا. وقد جاءت هذه العملية بعد الارتفاع المتزايد للطلبة القادمين من الجنوب من 2408 سنة 2002 إلى أكثر من 5000 طالب سنة 2008. نسيمة بلعباس