لا يزال هاجس المواصلات يشكل عبئا على كاهل الطلبة المنحدرين من المناطق الصحراوية في ظل ارتفاع تكاليف النقل التي وصلت إلى 17 ألف دينار. وهو سيناريو معاناة سكان الجنوب المتكرر سنويا رغم إطلاق وزارة التضامن الوطني مبادرة التكلف الفعلي بالتذاكر بالتنسيق مع الخطوط الجوية الجزائرية. اعتبر أغلب طلبة الجنوب التكفل بنسبة 70 بالمائة من ولايات تمنراست، إليزي، بشار وورفلة انتقادا لاذعا للجهات الوصية وعلى رأسها المسؤول الأول بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية الذي تجاهلهم ولم يلتفت إلى انشغالهم العالق منذ أمد بعيد والمتمحور أساسا حول مسألة النقل المعقّدة رغم نداءاتهم المتكررة. وأبرزوا في لقائهم بالبلاد أن أغلب طلبة الجنوب محرومون من زيارة ذويهم خلال العطل بسبب هاجس تذاكر النقل المرتفعة مقارنة بضعف المنحة الجامعية. حيث أقرت مصادر مقربة أن نسبة 70 بالمائة من الطلبة لا يقدرون على تسديد تكاليف النقل سواء عبر الطائرة أو عبر حافلات الخواص. هذا في الوقت الذي تعهدت فيه وزارة التضامن الوطني بتكفل حقيقي بتذاكر طلبة الجنوب بالتنسيق مع الخطوط الجوية الجزائرية. وقد كشف الطالب (ش.م)، سنة ثانية حقوق، من ولاية تمنراست، أن حق الاستفادة من تذاكر الوزارة مرهون بآجال 15 يوما، بعدما منحت مؤخرا لطلبة الجنوب، باستثناء ولاية ورفلة، شهادة محدودة الأجل، وإذا لم يتمكن الطالب من الذهاب لزيارة ذويه في تلك الفترة لظروف طارئة يسحب منه حق الاستفادة. فيما شددت الطالبة (ج•ع) سنة ثالثة أدب عربي، من ولاية إيليزي، على أن الطالب ينبغي أن يكون له حق الاستفادة من 3 تذاكر في السنة وليس مرة واحدة. طلبة ورفلة مقصون من تذاكر ولد عباس عبّر طلبة ورفلة عن سخطهم الشديد على وزارة التضامن الوطني التي أقصتهم من حق الاستفادة من تذاكر النقل، على اعتبار أنهم غير مصنفين ضمن الجنوب بالجزائري. وأكدوا في ذات الشأن أن هذا الحق اقتصر فقط على فئة خاصة من طلبة الجنوب، والأغلبية لم يستفيدوا من تذاكر ولد عباس لاسيما الذين اصطدموا بالمشاكل المطروحة على الخدمات الجامعية (كحق الإيواء)، زيادة على التأخر في تسجيل الدخول الجامعي. وهو ما اعتبره الطلبة تكفلا مزيفا لنقل طلبة الجنوب.