"شرف لي أن أتحدث عن الإسلام.. لا أبغي من ذلك جزاء ولا شكورا».. هكذا قالت الأستاذة الإيطالية الكبيرة ريتا دي ميليو، وهي تقدم كتابها " الإسلام.. ذلك المجهول في الغرب ".فكثير من المؤلفون الأوروبيون الذين يتحدثون اليوم عن الإسلام، ولكن القليل منهم من يتحدث عن علم حقيقي، والكثير منهم هم من يجرون وراء الأفكار المسبقة السطحية، التي تدين الإسلام وتبحث في تاريخه وسلوك التابعين له عما يدينهم، ويصم الدين نفسه بأبشع التهم. ومن هذا القليل تبرز هذه المؤلفة الإيطالية التي عاشت وتجولت في مدن العالم الإسلامي، ولم تكتب عن الإسلام إلا بعد أن قرأته ودرسته وعاشته. مع كتابها " لإسلام.. ذلك المجهول في الغرب: الدين الإسلامي في ضوء القرآن والسنة"، الذي تجري ترجمته الآن إلى العربية، نقدم هذه القراءة السريعة لأهم محتوياته. الكتاب في مجمله جديد على الثقافة الأوروبية، فهو صادر من أوساطها ويتكلم بإحدى لغاتها، ورغم أنه بدا محايدا في عرض الإسلام كحضارة وثقافة، إلا أنه، ربما للمرة الأولى، يقدمه على أنه دين سماوي، يقف على قدم المساواة مع الأديان السماوية الأخرى، بعد أن كان ديدن الغرب والمستشرقين على وجه خاص اعتبار أن الإسلام في أفضل الظروف طائفة منشقة عن المسيحية وخارجة عليها. أما في هذا الكتاب فإن ريتا دي ميليو تعلن منذ بداية سطوره أنها سوف تكتب عن الدين الذي تحبه وتحترمه، وتعمل على تبليغ محتواه لمن لم يعرف، ليس لأنها تعمل في مجال الدعوة، بل لما ترى من تعرض الإسلام إلى ظلم كبير من جانب من لم يعرفه من الغرب، وقدم إليه بصورة مشوهة، أحيانا عمدا، وأحيانا عن جهل وضيق أفق. الشروق أون لاين. الوكالات