بدت حركة الإدارات شبه مشلولة، في اليوم الثالث بعد العيد، حيث غصت جل البلديات والدوائر ومراكز البريد في النوم إلى ما بعد أسبوع من عيد الفطر المبارك، الذي تزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، حيث اغتنم الكثير من الموظفين والمستخدمين في الإدارات والمؤسسات الاقتصادية والعمومية الفرصة للدخول في عطلة فرضوها علي إداراتهم، والتي من شأنها أن تؤجل مصالح المواطنين إلى الأسبوع المقبل. في جولة ل"الشروق" أمس، عبر المرافق العمومية للعاصمة، على غرار بعض البلديات والدوائر ومراكز البريد، وقفنا على تمديد عطلة العيد إلى أيام أخرى، بدليل شغور جل الهيئات من الموظفين والعمال، وهو ما وقفنا عليه في بلديات على غرار مقر بلدية جسر قسنطينة ودائرة حسين داي ومقر دائرة بئر مراد رايس وبلدية براقي وبعض مراكز البريد والبنوك. وعند الاستفسار أكد لنا أحد الموظفين أنهم غير متواجدين هنا، مضيفا أن اليوم الثالث للعيد "ويمكن راحو يشوفو لافامي"، وعندما توجهنا إلى مكتب رئيس إحدى بلديات العاصمة، تفاجأنا بعدم تواجده في المكتب وقال أحد الموظفين بالحرف الواحد "الرئيس لم يأت اليوم ارجعوا الأسبوع القادم". مقر بلدية جسر قسنطينة بالعاصمة لم يسلم من الفرار الجماعي لعماله بسبب الاحتفال بالعيد، حيث كانت البلدية خاوية على عروشها ولم يتواجد بها سوى عدد قليل من الموظفين، وهذا ما عطل مصالح المواطنين الذين عبّروا عن غضبهم الشديد من حال التسيب التي عرفتها البلدية عقب العيد المبارك، في حين أن مقر دائرة بئر مراد رايس ومراكز البريد لا تختلف كثيرا عن المقرات الأخرى على غرار مركز بريد ومقر بلدية براقي، بالإضافة إلى مراكز البريد بجسر قسنطينة والقبة وبعض المراكز الاستشفائية التي زرناها، حيث كان الغياب واللامبالاة سيّدا الموقف. وفي سياق متصل، تشهد أحياء العاصمة انتشارا رهيبا للنفايات خلال الأيام التي أعقبت العيد، حيث عبّر العديد من السكان عن تذمرهم بسبب إهمال المؤسسات وعمال البلديات، ما جعل مشكل تكدس القمامة يضاعف انتشار الروائح الكريهة والحشرات خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة.