لم يتردد عدد من الأئمة في خطبتي الجمعة، بعدد من مساجد الجزائر العاصمة، وما جاورها في التطرق إلى الهزة الأرضية التي ضربت المنطقة وأحدثت هلعا شديدا لدى السكان، إلى درجة أن البعض منهم رموا بأنفسهم من الشرفات والنوافذ للفرار بجلدهم من شدة الهلع، حيث قال الإمام الشيخ محمد سعيود، إمام جامع عمر بن الخطاب برغاية، ل "الشروق اليومي"، بأنه على مدار أسابيع وهو يتطرق إلى العدوان على غزة، ولكن زلزال العاصمة جعله يذكّر المصلين بما يحدث في غزة التي أصابها الزلزال الصهيوني الهمجي، الذي لا يرحم الأطفال والنساء، واعتبر مثل هذه الهزات الأرضية تذكيرا من الله للإنسان إذا ما بالغ في المعاصي، وكل ما يحدث- حسب الشيخ سعيود- هو بما كسبت أيدي الناس. وبالرغم من أن الشباب هم أكثر الهاربين من الزلزال إلى الشوارع والأماكن الخالية من المباني إلا أنهم حافظوا على إدمانهم على وسائل التواصل الاجتماعي بفضل الجيل الثالث، وأعطوها هذه المرة بعدا فقهيا في باب الزلازل والهزات الأرضية، حيث تم نقل حديث كامل للشيخ المرحوم محمد الغزالي ألقاه من منبر التلفزيون الجزائري عندما كان مدرسا بقسنطينة في خريف 1985 عندما ضرب المدينة زلزال بقوة 6 . 2 درجة على سلّم ريشتر، جعل السكان يبيتون قرابة أسبوع في الشوارع فخرج عن صمته، وراح يذكر الجزائريين بشجاعتهم إبان الاستعمار الفرنسي، ويرى الخوف المبالغ فيه ليس من شيم الجزائريين، وكان حديثه هو السبب الذي أعاد سكان قسنطينة الخائفين إلى بيوتهم، وبينما ركز الشباب في تقديم شجاعة المؤمنين، في مواجهة المخاطر، ردّ آخرون على أن الخوف من طبيعة البشر، والهروب لا يعني بأن صاحبه لا يؤمن بقضاء الله، كما حدث في طاعون عمواس في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، عندما قتل الطاعون المئات من الصحابة، في المدينة التي كان أميرها أمين الأمة أبو عبيدة بن الجراح، ولما زارها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعلم بالفاجعة طلب من موكبه العودة إلى المدينةالمنورة، وهنا لامه الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح، وقال له.. أهروبا من قضاء الله، فردّ عليه عمر بن الخطاب.. ولكن إلى قضاء الله.