الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح، رضي الله عنه، أحد العشرة المبشّرين بالجنة، وكان من أحبّ النّاس إلى الرّسول، صلّى الله عليه وسلّم. فقد سُئِلت عائشة، رضي الله عنها: ''أيّ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان أحبّ إليه؟ قالت: أبو بكر. قيل: ثمّ مَن؟ قالت: عمر. قيل: ثمّ مَن؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح'' رواه الترمذي وابن ماجه. وسمّاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمين النّاس والأمّة، حيث قال: ''لكلّ أمّة أمين، وأمين هذه الأمّة أبو عبيدة بن الجراح'' رواه البخاري. ولمّا جاء وفد نجران من اليمن إلى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، طلبوا منه أن يرسل معهم رجلاً أميناً يُعلّمهم، فقال لهم: ''لأبعثن معكم رجلاً أميناً، حق أمين''. فتمنّى كلّ واحد من الصّحابة أن يكون هو، ولكن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم اختار أبا عبيدة، فقال: ''قُم يا أبا عبيدة'' رواه البخاري. وقد هاجر أبو عبيدة إلى الحبشة ثمّ إلى المدينة، وفي المدينة آخى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بينه وبين سعد بن معاذ رضي الله عنهما. ولم يتخلّف أبو عبيدة عن غزوة غزاها النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، وكانت له مواقف عظيمة في البطولة والتّضحية، وتوفي رضي الله عنه بالطاعون وعمره 58 سنة، بعدما أخرج جيشه من عمواس إلى منطقة الجابية بأمر من الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وأوصى بإمارة الجيش إلى مُعاذ بن جبل، وصلى عليه معاذ، ودُفِن ببيسان بالشام. وقد روى أبو عبيدة، رضي الله عنه، أربعة عشر حديثاً عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.