صدمت الإحصائيات التي كشفها الديوان الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان عليها، وقبله التقرير الأممي الخاص بالمخدرات والمرصد الأوروبي للإدمان والمخدرات، المغرب، بعدما صنفت كأول منتج ومصدر للكيف في العالم، وهو ما تعكسه الكميات التي حجزت منذ بداية السنة في الجزائر والمقدرة ب 96 طنا. وقدم المغرب نفسه كمحارب لزراعة الكيف وقال في تصريح رسمي: "يؤكدُ المغرب أنه يعالج قضية زراعة القنب الهندي بشفافيَّة وحزمٍ، دون مزايدة"، وكالعادة رمى بسهام اتهاماته إلى الجزائر زاعما أنها قد أغرقته بالحبوب المهلوسة وأنها متقدمة في زراعة الأفيون! سارع المغرب في الردِّ على تقرير الديوان الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان عليها، والذي أحصى حجز 96 طنا من المخدرات منذ بداية السنة، وأكد مدير الديوان بالنيابة محمد بن حلة أن "كل كمية القنب الهندي المحجوزة مصدرها المغرب" مشيرا إلى أن الجزائر "لطالما طرحت هذا المشكل"، وقالت الحكومة المغربية ردا على ذلك في تصريح رسمي، أمس، في أعقاب لقاءٍ جمع بين وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، ووزير الداخلية محمد حصَّاد، والوزير المنتدب في الدّاخليّة الشرقي الضريس، تولى تلاوته وزير الداخلية، زعمت أنها "تعالج قضية زراعة القنب الهندي بشفافيَّة وحزمٍ، دون مزايدة"، وتابع تصريح الحكومة المغربية: "وبحكمِ لجوء المسؤولين الجزائريِّين إلى تقديرات مكتب الأمم المتحدَة لمكافحة المخدرات، في الهُجوم على المغرب"، أورد التصريحُ أن المملكة تعاونت مع المكتب الأممي، في إجراء دراسة تروم تقليص المساحة المزروعة بالقنب الهندي، البالغة حوالي 134 ألف هكتار. وتابعت الحكومة المغربيَّة أنَّ اتهامات الجزائر الممنهجة إلى المغرب غير مفهومة، وهي التي ترأسُ اللجنة الفرعيَّة المكلفة بمحاربة المخدرات في الاتحاد المغاربي. فيما كان من الممكن الدعوة إلى انعقاد اللجنة بغرض توحيد الجهود الجماعية في المنطقة. وادعى المغرب أن "ما تقومُ به الجزائر في تهجمها، من مدخل المخدرات، صورة لخيار سياسي نابع من قناعة لدى السلطات الجزائرية يسعى إلى الحفاظ على الوضع القائم الذي لا يخدم سوى مصالح الشبكات الإجرامية، على اعتبار أنَّ تهريب السجائر انطلاقا من الجزائر يظلُّ شريان حياة للشبكات الإجرامية بما فيها الشبكات الإرهابية التي تنشط بمنطقة الساحل". ونبه التصريحُ إلى كون الجزائر المصدر الأكبر للأقراص المهلوسة، ذات التداعيات الفتاكة على صحَّة مستهلكيها، والتي نجحت المصالح الأمنية بالمغرب من حجز 143 ألف وحدة أقراص منها، منذُ بداية العام، بينما كانت قد حجزت أكثر من 450 ألف قرص مهلوس، في 2013. المغربُ ذكَّر السلطات الجزائرية بأنها تعترف رسميًّا بتطور زراعة الأفيون، وأنه يأملُ أن تتخذ الإجراءات الضرورية لتفادي اكتساح المخدر للمغرب كما هو الشأنُ بالنسبة إلى الأقراص المهلوسة باعتبارهما مادتين على خطورةٍ عاليَة. الحكومة المغربيَّة دعت السلطات الجزائرية إلى الانخراط في ما وصفتهُ بنهج بناء يهدف إلى محاربة الجرائم العابرة للحدود، سيما، الاتجار في المخدرات. على أنَّ المغرب يظلُّ منفتحًا في منهجيته للتعامل مع الظاهرة، وفقًا التصريح.