كشف عبد العزيز غرمول، الرئيس الحالي لاتحاد الكتّاب الجزائريين، عن أنه سيضع استقالته أمام المجلس الوطني للاتحاد قريبا، لأن "المجلس الوطني هو الهيئة الوحيدة المخولة بالفصل في القرار لأنها الهيئة التي انتخبتني". وأضاف غرمول لدى نزوله ضيفا على منتدى الشروق الثقافي أن دورة المجلس الوطني كانت مقررة في الرابع والعشرين من هذا الشهر وتم تأجيلها إلى وقت لاحق بسبب قرار المحكمة الأخير الذي ألغته مؤخرا. وبخصوص مؤتمر سكيكدة قال "زعيم الأقلية الساحقة" إنه قبل رئاسة الاتحاد نزولا عند رغبة الزملاء والأصدقاء لأنه لم يكن لديه خيار آخر، وقال غرمول إنه قبل بهذه المهمة رغبة في لمّ شمل الكتاب بعيدا عن المحاكم ونشر الغسيل على حبال الصحافة، ونفى أن تكون له في ذلك أهداف شخصية أو أطماع أخرى لأنه كما قال "ليس في حاجة إلى الاتحاد الذي لم يعد يضم اليوم حتى الكتاب الحقيقيين للجزائر بل أضحى جمعية سياسية لتحقيق الأطماع، ولا بد من تغيير هذا القدر والخروج بالاتحاد من مقاييس وأطروحات الحزب الواحد أو إلغاء الاتحاد والتفكير بجدية في جمعية أو شكل آخر يجمع الكتاب كما يحدث في كل دول العالم". بيان الأمانة طعنة في الظهر أما بخصوص خلافه مع الأمانة الوطنية التي اختار أعضاءها شخصيا بعد مؤتمر سكيكدة، قال المتحدث إن الخلاف كان بسبب تصريحاته بشأن عاصمة الثقافة العربية، وقال إن ذلك لا يفسد للود قضية. وأضاف غرمول قائلا إن "الأصدقاء لهم كل الحق في انتقاد تصرفاتي أو تقصيري تجاه الاتحاد أما أن يتحول الاتحاد إلى جمعية تصدر بيانات المساندة فهذا غير مقبول"، واعتبر تصريحاته بشأن عاصمة الثقافة العربية ضمن مهامه ككاتب ومواطن ورئيس للاتحاد يرى أن السنة مرت بيضاء على الكتاب والمثقفين. وقال بشأن البيان إنه "طعنة في الظهر من قبل الرجال الذين اعتمد عليهم" لدخول المعركة، لذا قرر"قررت الانسحاب بعدما افتقدت للرجال" يقول غرمول. لا داعي للقاء الوزيرة أما بشأن إشاعات لقائه بالوزيرة، أكد "رسول المطر" أنه لم يلتقِ بالوزيرة خاصة وأنه لم يبق اليوم من دواعي لهذا اللقاء "بعد أن انتهى العرس وانفضّ المدعوون، وأنا رجل أرفض غسل مواعين الولائم ". وكشف عن سبب خلافه مع الوزيرة الذي قال إنه يعود لبداية العام عندما كذّب غرمول على صفحات "الشروق" أن يكون الوفد الذي زار سويسرا بالاتفاق مع رئيس الاتحاد كما أعلن عنه مسؤول في الوزارة، وقد طلبت منه الوزيرة يومها بتكذيبه كشرط لاستقباله أو تعاملها مع الاتحاد و"هذا ما رفضته" يقول غرمول الذي أكد من جهة أخرى أن العلاقة بين الوزيرة والقيادة الجديدة لاتحاد كانت على ما يرام حتى أن الوزيرة دعمت الاتحاد في البداية بمبلغ مائة مليون سنتيم في إجراء مستعجل لدفع الديون المتراكمة على الاتحاد في الكهرباء الهاتف والماء وأشياء أخرى كانت من مخلفات المرحلة البائدة، وهذا قبل أن تغير الوزيرة نظرتها إلى الاتحاد بعد تعيين لجنة عقلاء عاصمة الثقافة العربية التي ضمت كما قال "الانقلابيين وأعداء الاتحاد". وأضاف قائلا "أنا اعترف للوزيرة ببقائها مناضلة من أجل قضيتها رغم أنها تنتمي لحكومة لا تؤمن بهذه القضية". العهدة الثالثة سبب الأزمة ولم يستبعد غرمول أن يكون الصراع الدائر في بيت الاتحاد اليوم في بعض تفاصيله يتعلق بالانتخابات وحديث العهدة الثالثة الذي انطلق مبكرا. وأكد غرمول أن بقاءه على رأس الاتحاد لن يخدم الداعين إلى العهدة الثالثة ورأيه كما قال معروف في هذا المجال وسبق أن كتبه في إحدى الجرائد "فضفضة على شاطئ الرئيس". كما كشف غرمول على هامش حديثه ل "الشروق" على مشروعه الجديد"انظر إلى عصري بغضب" الذي يضم مجموعة مقالات نقدية تتناول الواقع الثقافي بنقد جريء وحاد، مؤكدا في ذات السياق أنه حان الوقت ليتخذ المثقف مواقف صريحة تجاه العفن الذي تعرفه الساحة الثقافية. وفي هذا السياق، فتح غرمول النار على المثقفين الذين وصفهم "بأسماك القرنيس عقولهم في معدتهم بعد أن تحولوا إلى شلة مهادنين يتمسحون بأذيال السلطة بحثا عن الريع". زهية منصر