أيمن الظواهري زكى الرقم الثاني في تنظيم "القاعدة"، أيمن الظواهري، العمليات الانتحارية التي ينفذها تنظيم درودكال في الجزائر، ونفى أن يكون ضحايا العملية التي استهدفت مقر الأممالمتحدةبالجزائر أبرياء، بل صنفهم "في عداد (الكافرين) مع القوات الحكومية التي كانت تدافع عنهم"(...)، وصنف الظواهري الجزائر ضمن "ساحات الجهاد العالمية"، التي دعا المصريين والعرب "للنفير إليها"!. في أحدث تسجيل صوتي له، بث نهاية الأسبوع الماضي على الانترنت، لم يظهر فقط أيمن الظواهري عاجزا عن فهم واقع وتحولات النشاط الإرهابي في الجزائر، بل طرح كلامه الحديث عن التساؤلات والألغاز حول مغزى مواقفه المتشددة من حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني، ودافع الذراع الأيمن لبن لادن، لأول مرة بهذا الوضوح، عن الاعتداءات الإجرامية التي أزهقت خلال العام الماضي العشرات من أرواح الأبرياء الجزائريين، أغلبهم من العمال البسطاء والمارة الذين ساقتهم الأقدار إلى محيط مقرات حكومية وأمنية فجرها التنظيم الارهابي في عملياته الانتحارية.وجاءت تعليقات الظواهري في تسجيله، الذي يحمل شعار مؤسسة "السحاب"، الذراع الإعلامي لتنظيم "القاعدة"، ردا على مجموعة من الأسئلة التي كانت مواقع للانترنت قريبة من تنظيم "القاعدة"، قد طلبت سابقا من الصحفيين والمهتمين توجيهها عبر البريد الالكتروني، وكان الظواهري يجيب على أسئلة طالب جزائري سأله لماذا تعرضت مكاتب الأممالمتحدة في الجزائر لاعتداءات أدت إلى مقتل وجرح العشرات من الأبرياء، ونفى الظواهري أن يكونوا كذلك، واستشهد مصدقا موقفه من الضحايا بما جاء في بيان "قاعدة المغرب" الذي تبنى العملية وقال "بدلا من ذلك، وكما جاء في بيان للإخوة في فرع القاعدة في المغرب الإسلامي، هم في عداد (الكافرين) مع القوات الحكومية التي كانت تدافع عنهم"!. ووصف الظواهري الأممالمتحدة بأنها "عدو للإسلام والمسلمين"، مضيفا "لم نقتل الأبرياء لا في بغداد ولا في المغرب ولا الجزائر ولا في أي مكان. وإن كان من بريء قد قتل في عمليات المسلحين، فهو إما خطأ غير مقصود أو اضطرارا كما في حالات التترس"!، وعن الموقف الذي يجب أن يتخذه المسلحون في مصر، فقد دعاهم الظواهري إلى "ضرب المصالح الصليبية اليهودية أينما وجدت.. فمن لم يتمكنْ من ذلك فعليه بالنفير لساحات العمل المسلح المفتوحة مثل الصومال والعراق والجزائر وأفغانستان"!.واستغل الظواهري السؤال لتوجيه نقد حاد ومطول إلى الداعية الإسلامي، يوسف القرضاوي، بسبب مواقفه الرافضة للعمليات الانتحارية والإرهابية في الدول الغربية والإسلامية التي لا تخضع للاحتلال، فوصفه بأنه "يصدّق أكابر المجرمين ويكذب (المجاهدين)"، وإن زكى قتل المدنيين في الجزائر ومصر والمغرب، فقد انتقد الظواهري صواريخ حركة حماس الفلسطينية ضد إسرائيل وقال أنها "تستهدف الأطفال"، متقدماً ب"التعزية" إلى "الأمة" بالقيادة السياسية لحماس. كما شدد على فضح ما أسماه مواقف "حزب الله" في لبنان.وأجاب الظواهري في التسجيل، على 94 سؤالا كانت قد وصلته، واعدا باستكمال الإجابات في تسجيلات مقبلة. وفي الموقف من إيران، قال إن موقفه من "عوام الشيعة" هو أنهم "معذورون بجهلهم" ويتوجب "كشف الحقائق" أمامهم. وتجنب الظواهري تأكيد العلاقة بين تنظيمه وجماعة "فتح الإسلام" التي قاتلت الجيش اللبناني طوال أربعة أشهر تقريباً في مخيم نهر البارد الصيف الماضي، وأحال السائل إلى التسجيل الصوتي لزعيم الجماعة، شاكر العبسي، الذي وصفه بأنه "الشيخ الفاضل حفظه الله". كما سُئل الظواهري عن صحة زعيم التنظيم، أسامة بن لادن فأجاب بأنه: "في صحةٍ وعافيةٍ بفضل الله، والمغرضون يحاولون دائماً إشاعة أنباءٍ كاذبةٍ عن مرضه".