أيمن الظواهري..الرقم الثاني في تنظيم القاعدة قالت مصادر أمنية تتابع ملف التنظيم الارهابي "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، إن هناك شبه "حلف دموي مقدس" يتكرس تدريجيا بين أيمن الظواهري مساعد أسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة" وقيادة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) أمير التنظيم الإرهابي. وذلك استنادا إلى خرجاته الإعلامية الأخيرة التي زكى فيها الاعتداءات الانتحارية التي خلفت مئات الضحايا أغلبهم من المدنيين، وأعلنت قيادة "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" من جهتها مبايعة ضمنية للظواهري في ظل تساؤلات حول موقف أسامة بن لادن الذي تجاهل نشاطات هذا التنظيم في تسجيلات صوتية ومصورة حديثة.وكانت قيادة التنظيم المسلح قد نشرت في موقع البراق فيلم "ظلال السيوف"، تسجيلات مصورة عن الإعتداءين على ثكنة للشرطة بدلس بولاية بومرداس ومعسكر تابع للجيش الوطني بسيدي علي بوناب، حيث نشرت تفاصيل العمليتين الارهابيتين انطلاقا من التحضير لهما وحاولت من خلال بث صور عن الجريمتين التأكيد على "استهداف أفراد الأمن وليس المدنيين"(...) بعد أن رافقت العمليات الانتحارية موجة استياء كبيرة في صفوف التنظيم، خاصة في ظل العجز عن تقديم تبرير شرعي لهذه العمليات. لكن اللافت في هذه التسجيلات، أنها كانت مرفوقة بصورة أيمن الظواهري وليس بن لادن كما جرى في تقاليد هذا التنظيم، ويفسر مراقبون ذلك بأنها محاولة من قيادة درودكال إثبات مبايعة ضمنية للظواهري والتأكيد على انه بات المرجعية الرئيسية للتنظيم الذي يفتقد منذ تبنيه العمليات الانتحارية لمرجعية حقيقية.وكان أيمن الظواهري قد قام لأول مرة بتزكية العمليات الانتحارية في الجزائر في رده على أسئلة على الانترنيت، لكنه عاد إلى الموضوع في إجابات لاحقة في محاولة للتراجع بشكل ذكي عن تصريحاته السابقة التي زكى فيها العمليات وأثارت أضرارا معنوية و"احتجاجات" حتى من طرف أنصار التنظيم، حيث خاطب الظواهري الجزائريين بعبارة "أطمئنكم"...ويرى مراقبون للوضع الأمني، أن لكل من الظواهري ودرودكال غرض من المبايعة والتزكية، ويحتمل أن يكون الظواهري يسعى لتوظيف ورقة "قاعدة المغرب الإسلامي" في صراع قيادة محتملة، وتكون "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" من جهتها قد وجدت فيه ضالتها لتزكية جرائمها ضد المدنيين. والجدير بالإشارة، أن أيمن الظواهري هو من أعلن عن انضمام "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" إلى "القاعدة" في وقت سابق، وباركها وقال يومها في تسجيل صوتي إن ذلك بموافقة بن لادن.لكن المثير في القضية، انه بعد حوالي مرور سنة ونصف من هذا الإنضمام، لم يتحدث أسامة بن لادن عما يسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وكانت له عدة خرجات إعلامية، لكنه لم يتطرق فيها إلى "الجماعة السلفية" أو نشاطها الارهابي في الجزائر وخارجها، ويرى مراقبون أن تجاهل بن لادن لهذه العمليات يعكس عدم رضاه عنها، ولذلك لم يقم بمباركتها عكس الظواهري الذي يبدو انه أراد أن يفرض نفسه كرمز أساسي للتنظيم في المرحلة المقبلة!.