زعم أحد الكتاب في مقال نشره في أحد المواقع العربية، أن شيعة الجزائر اتخذوا من ضريح سيدي خالد، مزارا لهم يحيون فيه عاشوراء بممارسة اللطم ومختلف الطقوس الشيعية، ما شجبه سكان المدينة بعد أن بلغ مسامعهم محتوى المقال من طرف من اطلعوا عليه على الانترنت. وقد استهل الكاتب المقيم بباريس مقاله بصيغة "سيحدث" قائلا: "يستعد شيعة الجزائر كعادتهم وبصفة سرية لإحياء ذكرى عاشوراء بضريح خالد بن سنان العبسي بولاية بسكرة". وأضاف في فقرة أخرى بأنهم دأبوا على ذلك دون أن يعرف بأمرهم أحد أو ربما عرف ذلك من طرف الأجهزة الأمنية، لكن تمّ تجاوزه لأسباب مختلفة قد تدخل في إطار استراتيجية فكرية تمارسها الدولة للتقليل من نفوذ السلفيين، حسب قراءة كاتب المقال الذي يحوز على حدّ قوله، معلومات مفادها أنه بعدما يعود الزوّار الآخرون إلى بيوتهم في آخر النهار وباتفاق مسبق مدفوع الأجر مع صاحب الضريح يقضون ليلتهم بعيدا عن الأنظار يمارسون اللطم. ويواصل الكاتب محددا الأسباب التي تدفع الشيعة لزيارة هذا الضريح في ذكرى عاشوراء ووجود ضريح الولي عبد الرحمن بن خليفة الذي ينتهي نسبه إلى آل البيت. هذه المزاعم وأخرى، تضمنها المقال، جوبهت بردود من طرف الطبقة المثقفة في سيدي خالد، وأعرب كثير منهم للشروق اليومي عن استيائهم، مما قيل عن مفخرتهم المتمثلة في المعلم الديني الثقافي مسجد سيدي خالد، مؤكدين تمسكهم بمذهبهم المالكي وبسنة آخر الأنبياء والمرسلين. وكان أكثرهم تأثرا واستياء المشرف على المعلم المذكور الذي يتقاضى راتبا شهريا من وزارة الثقافة، أو المتهم بتقاضي أجرة نظير السماح للشيعة بممارسة طقوسهم داخل الضريح، هذا الأخير لم يهضم ورود اسمه على شبكة الانترنت لدرجة أنه يفكر في ترك عمله. وأوضح لموفد الشروق أن عائلته توارثت الإشراف على المسجد منذ 4 قرون وأنه تولى الإشراف عليه سنة 1986، وثمة صنفان من الزوار الذين يتوافدون عليه بغرض التعبّد أو السياحة، علما أن الموقع يضم أيضا قبر حيزية. وردّا عن المزاعم، نفى ما جاء في المقال، مؤكدا أنه لا أحد زار الضريح ليلة عاشوراء، سواء من سيدي خالد أو من خارجها. وحسبه، فإن عبد الرحمان بن خليفة، الذي دفن داخل المسجد، سني مالكي المذهب من أتباع الطريقة الرحمانية كان يدرس العلوم الفقهية والقرآن، وهو ما أكده لنا أحد أحفاده المتخصص في تدريس الإجتماعيات والاهتمام بالتراث المحلي، مضيفا أن جده المدفون قرب ضريح سيدي خالد كان متصوّفا وينحدر من آل البيت على غرار قبائل كثيرة في الجزائر، مؤكدا تمسك عرشه بالمذهب المالكي. ووصف محدثنا صاحب المقال بالمفتري الذي جاء بما يتنافى والحقيقة، خصوصا في حديثه عن ما أسماه بالخرافات. وخلص محدثنا إلى استنكار المقال ودحض مزاعم كاتبه داعيا إياه إلى تجنّب الإثارة. هذا، وتأكدت الشروق من مصادر أمنية أن ما قيل لا أساس له من الصحة ولم تسجل أي حدث شاذ ليلة عاشوراء عبر تراب مدينة سيدي خالد.