وصفت الناشطة الحقوقية اليمنية توكل كرمان صاحبة جائزة نوبل للسلام، الحوثيين الذين استولوا على العاصمة اليمنية صنعاء، وعاثوا فيها عبثا وفسادا وسرقة واختلاسا، بجماعة الحشاشين الجدد والإشارة هنا إلى جماعة الحشاشين التي أسسها حسن الصباح في إيران عام 1090 وهي فرقة إسماعيلية سرية غريبة ورهيبة دعت إلى إمامة نزار بن المستنصر واشتهر عناصرها – أو ما يسمون الفداوية - بالإسراف في القتل والاغتيالات بلا رحمة.. وكان كبيرهم "شيخ الجبل" يجازيهم على أفعالهم ويشجعهم عليها بما لذ وطاب من متع وحشيش - أي مخدرات - في حديقة بمعقلهم "قلعة آلموت".. وقد اشتهروا باسم الحشاشين لأنهم كانوا مدمنين على الحشيش ويمارسون القتل دون رحمة تحت تأثير الحشيش.. ومن هذه الكلمة أي الحشاشين استمد الأوروبيون كلمة "assassin للإشارة إلى المجرم المسرف في القتل أو السفاح المبير.. وبشرت كرمان مواطنيها بميلاد عظيم ودعتهم في تدوينة على صفحتها في فيس بوك قائلة "لا تيأسوا ولاتهنوا لاجتياح مليشيات الحوثي المسلحة صنعاء لبعض الوقت، ذلك هو مخاض الميلاد العظيم". السيدة كرمان التي خرجت إلى الشوارع وقادت المسيرات الاحتجاجية المطالبة برحيل نظام على صالح البائد، دأبت منذ فترة على ممارسة النضال غبر شبكات التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك معلقة ومنتقدة ومعبرة عن أرائها.. وعندما اجتاح الحوثيون صنعاء واحتلوها وصادروا أسلحتها واستباحوا أعراض مواطنيها وممتلكاتهم، كان بعض المتابعين يترقبون أن يخرج اليمنيون وعلى رأسهم كرمان إلى الشارع مرة أخرى لحماية الثورة والتنديد باحتلال الحوثيين لكن لا شيء من ذلك حصل.. وظل الحوثيون أسياد الشارع في صنعاء يفرضون قانونهم على الجميع، يصنعون الحدث وحدهم في اليمن، حتى ضاعت اليمن ومالت إلى محور طهران فتوسع مجال الهيمنة الإيرانية باتجاه جزيرة العرب.. وهذا ما اعترفت به صاحبة نوبل للسلام عندما كتبت قائلة:" بتآمر إقليمي أرادوا القضاء على الإصلاح فقضوا على الدولة اليمنية لصالح المشروع الإيراني ..." لقد آثرت كرمان وغيرها من نشطاء الثورة وشبابها مواجهة المد الحوثي من خلف شاشات الحواسيب والهواتف الذكية، أي مقاومة احتلال الحوثيين للمزيد من المواقع على الأرض اليمنية، بواسطة شبكات التواصل في عالم افتراضي! فلا هم نظموا مسيرات أو احتجاجات، ولا هم نشطوا تجمعات أو وقفات -اللهم بعض الخرجات على استحياء-، فخسروا المعركة وفسحوا المجال لعبدالمالك الحوثي ليحقق حلمه في الاستحواذ على اليمن وتحويلها إلى أرض حوثية.. يعترف ثوار اليمن وعلى رأسهم كرمان أن "انقلاب الحوثي" على الدولة واحتلال صنعاء ثورة مضادة تستهدف تصفية ربيع اليمن السعيد فقد كتبت السيدة توكل في صفحتها على فيس بوك أن" كل ثورة عظيمة تتلوها ثورة مضادة وهي إحدى مراحلها ، فإما أن تنهزم أمامها وإما أن تخرج منتصرة أقوى وأصلب عوداً ولو بعد حين.." ومع ذلك لا يزال صانعوا ربيع اليمن نائمين في بلهنية لا يُسمع لهم صوت ولا يُرى لهم تحرك.. فهل هذا يعني انهزام الثورة العظيمة؟