قال الرئيس الانتقالي في بوركينا فاسو المقدم إيزاك زيدا يوم الاثنين إن الجيش سيسلم السلطة سريعا إلى حكومة انتقالية ويعين رئيسا جديدا للدولة في محاولة لتفنيد الاتهامات بأن الجيش استولى على السلطة في انقلاب عسكري. وكان رئيس البلاد منذ فترة طويلة بليز كومباوري تنحى يوم الجمعة بعد احتجاجات حاشدة على مدى يومين على محاولته تعديل الدستور لتمديد حكمه الذي استمر 27 عاما. وعين الجيش زيدا رئيسا انتقاليا للدولة يوم السبت في خطوة انتقدتها المعارضة والقوى الغربية التي تسعى إلى عودة الحكم المدني في البلاد. وكثف الاتحاد الافريقي الذي يلزم ميثاقه الدول الاعضاء البالغ عددهم 54 دولة باتخاذ اجراء ضد الانقلابات في القارة الضغوط على جيش بوركينا فاسو يوم الاثنين وأعطاه انذارا لاعادة السلطة إلى إدارة مدنية خلال أسبوعين أو مواجهة عقوبات. وقال زيدا لمجموعة من الدبلوماسيين والصحفيين في العاصمة واجادوجو إن السلطات التنفيذية ستنقل الى حكومة انتقالية وفقا للدستور. وقال "سنتحرك بسرعة كبيرة لكن توخوا الحذر حتى لا ترتكبوا خطأ قد يضر ببلدنا."وأضاف "لسنا هنا لاغتصاب السلطة والجلوس في مكان وإدارة الدولة وانما للمساعدة على خروج البلاد من هذا الوضع." ويأتي الاعلان في اعقاب اجتماعات ازمة عقدت في وقت متأخر امس الأحد بين زيدا وزعماء المعارضة بعد أن تجمع الاف الأشخاص للتنديد بتعيينه في ميدان الشعب بوسط العاصمة والذي شهد احتجاجات عنيفة الاسبوع الماضي اضرمت خلالها النيران في مبنى البرلمان. وقال سميون أويونو إسونو سفير غينيا الاستوائية لدى الاتحاد الافريقي الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن والسلم للصحفيين في العاصمة الاثيوبية إنه رغم الضغوط الشعبية التي أدت الى الاطاحة بالرئيس كومباوري فان التغيير لم يكن ديمقراطيا. وقال إسونو "أخذنا في الاعتبار أصل الثورة الشعبية التي أدت إلى تولي الجيش السلطة.. لذلك حددنا فترة أسبوعين وبعد ذلك سنطبق عقوبات." وبموجب دستور بوركينا فاسو يتولى رئيس المجلس الوطني (البرلمان) الرئاسة إذا استقال الرئيس مع تفويض لإجراء الانتخابات في غضون 90 يوما. لكن انباء أفادت بفرار رئيس المجلس الوطني من البرلمان مع عدد اخر من كبار المسؤولين من نظام كومباوري. ووصل كومباوري نفسه إلى ساحل العاج المجاورة يوم السبت وهو ما أعلنته الحكومة هناك في بيان.وأطلق الجيش في وقت متأخر يوم الأحد النار بعد تدفق جموع على مقر التلفزيون الحكومي توققا لاعلان زعيم جديد. ولقي أحد المحتجين حتفه. وعاد الهدوء يوم الاثنين وفتحت البنوك أبوابها وبدأت حركة المرور في العودة إلى طبيعتها في شوارع العاصمة. ولا يزال يطبق حظر للتجول خلال الليل.وهذه سابع مرة يتولى فيها قائد بالجيش رئاسة الدولة في بوركينا فاسو منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960. وكانت بوركينا فاسو تعرف في السابق باسم فولتا العليا. وعبر بينيويندي ستانيسلاس سانكارا العضو بحزب الاتحاد من أجل النهضة المعارض عن قلقه من دور الجيش في الاشراف على الحكم. وقال لرويترز "لا يمكن لأحد أن يثق في الجيش. لكن السلطات العسكرية التي تتولى السلطة الان تتصرف على الأرجح بحسن نية."