حققت مصر اللقب السادس لها بإفريقيا بعد فوزها المستحق على منتخب الكاميرون بهدف "نجم الدورة" ابوتريكة فى مباراة فنية، وهو الفوز للمرة الثانية على التوالي. وتألق معظم لاعبي مصر على لاعبي الكاميرون واستحقوا الفوز بكأس إفريقيا وتحقيق اللقب رغم كل الصعوبات. وتوج حسني عبد ربه لاعب وسط المنتخب المصري بلقب أفضل لاعب في البطولة، وأصبح حسن شحاتة المدير الفني لمصر هو ثاني مدرب في التاريخ يحقق الكأس مرتين متتاليتين بعد مدرب غانا الأسبق جي. كي. جيامفي الذي حقق هذا الإنجاز بعد فوزه باللقب عامي 1963 و1965. الوجه الآخر للفوز المصري هكذا تغيرت خريطة الكرة الإفريقية في غانا 2008 لم يكن فوز المنتخب المصري ببطولة إفريقيا للأمم مجرد مفاجأة كروية بقدر ما يعد حدثا رياضيا يغير خريطة الكرة الإفريقية خلال سنوات مقبلة بعدما فرضت قوى عدة قواعدها الخاصة عليها لعقود طويلة. ورفع الفراعنة عدد مرات فوزهم بالبطولة إلى ست مرات ليبتعدوا برقمهم القياسي السابق الذي حققوه في بطولة عام 2006 عن أقرب ملاحقيهم وهم الكاميرون على وجه الخصوص ورصيدها أربع مرات وغانا البلد المضيف وله ذات الرصيد وهو ما يعني احتفاظ المصريين برقمهم القياسي حتى عام 2012 على أقل تقدير. وعكس المصريون كل التوقعات التي سبقت بطولة غانا 2008 حيث رشح جميع الخبراء الأفارقة والعالميون منتخبات غرب إفريقيا لتشكيل المربع الذهبي من منتخبات غانا والكاميرون ونيجيريا وكوت ديفوار. من كان يرشح مصر للتتويج؟ ورأى بعض الخبراء مثل الفرنسي مارسيل ديسايي صاحب الأصل الغاني والذي شارك في تغطية البطولة إعلاميا أن البطولة ستكون غرب إفريقية خالصة وأن الفريق الشمالي الوحيد القادر على تحقيق مفاجأة هو تونس. والمثير أن برغم كون المنتخب المصري حامل للقب قبل البطولة لم يتوقع أحد فوزه ففاجأ الجميع وكان الطرف الوحيد الذي لا ينتمي إلى غرب إفريقيا في المربع الذهبي، ثم أذهل المتابعين بالإطاحة بأفيال كوت ديفوار بنتيجة 4-1. وبعد التتويج على حساب أسود الكاميرون التي قهرها للمرة الثانية على التوالي وكرر المنتخب المصري إنجازه كفريق شمال إفريقي يفوز بالكأس الغالي من بلد غرب إفريقي منذ انطلاق البطولة عام 1957 بعد أن حقق ذلك عام 1998 في بوركينا فاسو. المحليون الأفارقة هزموا نجوم أوروبا ولعل الجانب الأهم في فوز مصر بلقب غانا 2008 هو اعتماد الفراعنة على فريق مكون في الأساس من لاعبين محليين يلعبون داخل حدود القارة الإفريقية وبمدير فني وطني. وكانت منتخبات غرب إفريقيا قد قادت خلال عقد التسعينات ثورة في الاعتماد على المحترفين ودخلت نيجيريا في سباق مع الكاميرون في أعداد محترفيهما في القارة الأوروبية وهو أسفر عن تمثيلهما للقارة السمراء في بطولات كأس العالم مرات عدة وفوزهم بألقاب كأس الأمم. وبعد عام 2000 دخلت منتخبات السنغال وكوت ديفوار وحتى تونس والمغرب ومصر سباق الاحتراف الخارجي، لكن في نسخة عام 2008 اعتمد الفراعنة على تشكيلة من المحليين مطعمة بأحمد حسن من أندرلخت البلجيكي ومحمد زيدان من هامبورغ الألماني ومحمد شوقي من دكة بدلاء ميدلسبره الإنجليزي، فيما غاب المحترف الأشهر أحمد حسام "ميدو" للإصابة وحسام غالي للانتقال إلى نادي ديربي كاونتري الإنجليزي. اللعب الجماعي الشفرة التي يصعب فكها ويكفي أن المصريين خاضوا المباراة النهائية بتشكيلة تضم محترفا واحدا في أوروبا هو أحمد حسن قائد الفريق وهي الظاهرة التي لفتت انتباه المحللين الأجانب الذين تابعوا البطولة ومنهم بريان هوموود الذي قال في تحليله: "المصريون فرضوا أسلوبهم بالاعتماد على الاستحواذ ونقل الكرة والمهارة الفردية في الثلث الهجومي للمنافسين بعكس المنتخبات الإفريقية التقليدية التي لجأت للقوة والسرعة ودفع المنافس لارتكاب الأخطاء". لاعبون برتبة خمس نجوم في الاحتياط وكان ترتيب الهدافين من الأرقام المثيرة التي تحققت خلال الدورة ففاز الكاميروني صامويل إيتو بلقب الهداف برصيد خمسة أهداف، لكن ثلاثة لاعبين من مصر حلوا في المركز الثاني برصيد أربعة أهداف وهم محمد أبو تريكة وحسني عبد ربه وعمرو زكي. ولم يعتمد الفراعنة على نجم وحيد للفوز باللقاءات المختلفة مثلما اعتمدت الكاميرون على إيتو أو أنغولا على مانوتشو، بل كان التألق جماعيا ويكفي أن دكة بدلاء منتخب مصر لم تخل في أي لقاء من أسماء كبيرة من عينة أبو تريكة أو أحمد حسن أو حتى محمد زيدان الذي لعب بديلا طوال مباريات دور الثمانية. جاء الدور على المونديال وستصبح مصر المستفيد الأول من تغيير الخريطة الإفريقية خصوصا عندما تلعب في تصفيات كأس العالم المقبلة وهي الحلم الذي يعيش المصريون من أجل تحقيقه منذ عام 1990، وحصل المنتخب المصري على ثقة هائلة بعد سنوات طويلة من الخوف من المواجهات الإفريقية خصوصا في تصفيات المونديال. ويخوض المنتخب المصري بطولة كأس القارات التي تستضيفها جنوب إفريقيا عام 2009 إلى جوار شقيقه العراقي بطل آسيا. وضمن الفراعنة احتلال رأس إحدى مجموعات بطولة الأمم الإفريقية المقبلة التي تستضيفها أنغولا عام 2010 تماما مثلما حصل في غانا 2008 وهو ما يبعدها عن مواجهة أصحاب الأرض ويسهل مهمتها في الدور الأول. ونال حسن شحاتة الشهير بلقب "المعلم" دفعة معنوية وضربة قاصمة لمنتقديه في صفوف الاتحاد المصري لكرة القدم ووسائل الإعلام وعلى رأسهم نائب رئيس اتحاد الكرة أحمد شوبير الذي انتقده كثيرا عبر شاشات التلفزيون المصري وتم تجديد تعاقد مع المعلم حتى عام 2010". العبرة لسعدان ولاعبي الخضر وجاء تتويج المنتخب المصري ليدحض كل الأفكار التقليدية والبالية التي كان يؤمن بها مسؤولي الاتحادية الجزائرية، بعد أن اعتمدوا على لاعبين أشبه بالمحترفين وهمشوا كلية اللاعبين المحليين. وسيكون تتويج المنتخب المصري بمثابة درس يلقن صبيحة وعشية، بعد أن فشلوا حتى في التأهل للدورة أمام منتخبات مغمورة، كما هو صفارة إنذار لسعدان وطاقمه، وكذلك للاعبي المنتخب ليأخذوا العبرة ويتعلموا من المصريين الذين ضربوا مثلا لغيرهم في التفاني والدفاع عن وطنهم، والاستبسال وابكوا كل الجزائريين حرقة لحال منتخبهم. خلت من النجوم ايتو ودروڤبا سبعة مصريين وتونسي واحد في تشكيلة "كاف" في غانا 2008 أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، يوم الأحد، في العاصمة الغانية أكرا، أفضل تشكيلة شاركت في بطولة كأس الأمم الإفريقية، التي احتتمت مساء الأحد بإقامة المباراة النهائية بين منتخبي مصر والكاميرون على لقب البطولة. ضمت التشكيلة المثلى في البطولة الإفريقية السادسة والعشرين خمسة لاعبين مصريين كأساسيين واثنين كبدلاء، فيما ضمت تونس واحدا هو صابر بن فرج. واختار كاف هذا التشكيل بعد متابعة أداء المنتخبات في البطولة التي استضافتها غانا في الفترة من 20 جانفي الماضي وحتى اول امس. وضمت التشكيلة عصام الحضري حارس مرمى منتخب مصر، وجاء الغاني ريتشارد كينغستون كحارس بديل. وتكون خط الدفاع في التشكيلة المثلى في غانا 2008 من المصري وائل جمعة، والكاميروني جيرمي نيجتاب، والغانيين مايكل إيسيان وسولي علي مونتاري. وفي خط الوسط برز حسني عبد ربه المرشح للفوز بلقب أحسن لاعب في البطولة، وإلى جواره الإيفواري يايا توريه والكاميروني إلكسندر سونغ، والنجم المصري محمد أبو تريكة. ويقود خط هجوم التشكيلة المثالية لبطولة إفريقيا المصري عمرو زكي والأنغولي مانتشو. وضمت التشكيلة الاحتياطية المصريين هاني سعيد وأحمد فتحي، والتونسي صابر بن فرج، والكاميروني ستيفان مبيا، والإيفواريين ديدييه دروغبا وعبد القادر كيتا. وكان لافتا في التشكيلة غياب الكاميروني صامويل إيتو هداف البطولة قبل المباراة النهائية وصاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة خلال بطولات إفريقيا. أبوتريكة: ما أحلى الفوز باللقب في أرض المنافسين أعرب نجم النادي الأهلي ومنتخب مصر محمد أبوتريكة صاحب هدف الفوز على الكاميرون في المباراة النهائية عن سعادته البالغة بإحراز منتخب مصر للقب الإفريقي للمرة الثانية على التوالي. وقال أبوتريكة عقب المباراة: لقد كانت فرحة عارمة لإحرازنا اللقب بعيدا عن جماهيرنا وإثبات أننا أبطال افريقيا عن جدارة. وأضاف أبوتريكة: لم يكن الهدف الذي أحرزته نتاجا لجهدي وحدي، بل كان نتيجة جهود كل الفريق والجهاز الفني إلى جانب 80 مليون مصري كانوا يساندوننا بكل حب من أجل اللقب الغالي. وأختتم أبوتريكة تصريحاته قائلا: نتمنى في الفترة المقبلة أن نحافظ على تماسك المنتخب والروح العالية التي يمتلكها من أجل الصعود لكأس العالم 2010. مصر بجانب البرازيل وايطاليا والعراق في كأس القارات 2009 عقب فوزه بكأس الأمم الإفريقية 2008، تأهل المنتخب المصري إلي بطولة القارات التي ستقام في جنوب إفريقيا 2009. وستلعب مصر في البطولة التي تأهل إليها منتخب ايطاليا بصفته بطل كأس العالم في ألمانيا 2006 ومنتخب البرازيل بطل كأس الأمم لأمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) لعام 2007. كما سيشارك في البطولة منتخب العراق بصفته بطل كأس الأمم الآسيوية لعام 2007 ومنتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية بصفته بطل الكأس الذهبية لأمريكا الشمالية والوسطي لعام 2007 بالإضافة إلى منتخب جنوب إفريقيا مستضيف البطولة. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد اتخذ قرارا بإقامة بطولة القارات في ارض البلد التي ستستضيف كأس العالم على أن تقام البطولة قبل كأس العالم بعام واحد. وسيتبقى خلال العام الحالي تحديد المنتخبين الآخرين اللذين سيكملان عدد منتخبات البطولة وهو 8، والمنتخبان المتبقيان هما الفائز بكأس الأمم الأوروبية التي ستقام الصيف القادم في سويسرا والنمسا بالإضافة إلي بطل قارة اوقيانوسيا والذي سيتحدد العام الحالي أيضا والأقرب له منتخب نيوزيلندا الذي أصبح لا يواجه ادني مشكلة في الفوز بلقب القارة بعد انتقال المنتخب الاسترالي للعب في قارة آسيا. وفيما يلي المنتخبات المتأهلة البلد المستضيف: جنوب إفريقيا بطل كأس العالم: ايطاليا بطل كوبا أمريكا: البرازيل بطل كأس الأمم الإفريقية: مصر بطل كأس الأمم الآسيوية: العراق بطل الكأس الذهبية: الولاياتالمتحدةالأمريكية الخبراء يكشفون سر تفوق الفراعنة في دورة غانا الإلتزام الديني والنفسي والعلاقات الأسرية سبب تتويج مصر لفت المنتخب الوطني المصري الأنظار وخطف الأبصار واستحق الإعجاب والإكبار، وفرض نفسه بقوه على زمرة الكبار.. وتفوق وتألق وتعملق على كل الصغار والكبار. يجمع الكل أن أحفاد الفراعنة استحقوا التتويج، هكذا حاز اللاعبون المصريون على كل الإشادة والاحترام والإكبار. كانوا رجالا بحق واثبتوا ان الكرة الحديثة وكما انها تعتمد على المقومات العملية المعروفة من خطة وتحركات ومساندات ودفاعات وهجمات، فلم يكن خفيا على أن احد المقومات التي جعلت المنتخب المصري يتفوق على باقي الفرق هو الالتزام الشديد للاعبيهم وتطبيق التعاليم الاسلامية، حيث بدا ان الفريق في غزوة لنصرة الاسلام. فرحة الهدف.. سجود لله ولعل الطفرة التي أدى بها لاعبو المنتخب كل مبارياتهم وحققوا من خلالها انتصاراتهم المتتالية باستثناء تعادلهم الوحيد امام زامبيا يفتح امامنا طاقات البحث ويدفعنا لإجالة النظر وإمعان الفكر في الأسباب والدوافع التي ادت الى ذلك حتى يتسني لنا وضع الضوابط والمعايير لاستخلاص العظات والعبر.. ترى لماذا كان لاعبو مصر عند حسن الظن بهم؟.. وكيف فرضوا انفسهم على كل الخبراء؟ وما هي الأسباب التي وضعتهم بصورة اجبارية في مقدمة المرشحين وفي قمة المختارين للزفاف على كأس البطولة والدخول على اللقب العزيز. ويقول المصريون أن الالتزام الديني، خاصة في وجود "الإمام" ابوتريكة زاد المنتخب لحمة، خاصة وان فرحة التهديف كان يعقبها سجود لله. وزادت قضية الشعار الذي رفعه ابو تريكة تعاطفا مع غزة الفراعنة تصميما وعزيمة لإهداء الكأس للفلسطينيين المحتلين ولكل العالم الإسلامي. أبو تريكة: أهدى الفوز إلى الأمة الإسلامية وإلى كل العرب عقب فوز مصر التاريخى على الكاميرون واحتفاظها باللقب الإفريقى بهدف المحبوب محمد أبو تريكة أكد نجم النجوم أنه يهدي هذا الفوز الكبير والبطولة الغالية إلى الشعب المصري وإلى كل الأمة الاسلامية وأبناء الوطن العربي، مؤكداً أن الهدف الذي سجله في مرمى الكاميرون ذكره بالهدف الذى سبق وأن سجله مع الأهلي في نهائي افريقيا أمام الصفاقسس، فقد عاش نفس الشعور والإحساس وأنه يشكر الله على هذا الفضل الكبير وعلى النعمة الكبيرة التى أنعم عليه بها. ورغم ان ابوتريكة حاول تحاشي الحديث عن قضية تعاطفه مع غزة، خاصة بعد ما اعتبره تصرف شخصي، الا انه لم يتوان بأن يرسل تحية عرفان الى كل الشعب الجزائري والفلسطيني. الروح القتالية يقول الخبراء في اللعبة ان السبب الرئيس يكمن في ارتقاء الروح القتالية وارتفاع الاداء الحماسي الى ذروته.. ولعل هذه الصفات الارادية تسببت في تقلص المسافات الفنية وزوال الفوارق المهارية مع المنتخبات التي تضم نجوما افضل واشهر من حيث القدرات والخبرات، وايضا بلغ تأثيرها لدرجة تفوقت من خلالها كرتنا المحلية على الكرات العالمية التي مثلها نجوم بأندية شهيره كتشيلسي والارسنال ومانشستر وريال مدريد وبرشلونه وغيرها من الأندية التي يشار اليها بالبنان. واذا ما اردنا ان نرجع اسباب هذا التفوق الناجم من ارتقاء الصفات الارادية الى ذروتها، لا بد ان نشير الى الجهود الخارقة التي بذلها حسن شحاته لتعميق الإحساس الوطني وترسيخ روح الفريق ودفع اللاعبين الي تقديم كل ما لديهم من طاقة واخراج كل ما عندهم من جهد وعرق لإحساسهم بمسؤوليتهم تجاه وطنهم وشعبهم ومنتخبهم وهو ربما الاختلاف المميز عن المنتخب الجزائري او المنتخبات المشاركة. الملائكه معنا فمن نخشى المصريون بدورهم اكدوا ان الله نصر منتخبهم، لأنه دافع عن كلمة الحق ورفع شعارا واحدا هو الدفاع عن الوطن ونصرة الحق. ويقول احد المحللين المصريين بأن الله كان مع اولاد مصر في كوماسي وارسل ملائكته وجنوده غير المنظورة او المرئية للأداء مع ابنائنا، بل وتعمية منافسهم عن تحقيق هدفهم والوصول الي غايتهم.. فلو اننا قارنا بين كل لاعب عندنا ومثيله وشبيهه في كوت ديفوار لهالنا الفارق.. مثلا احمد فتحي من الأهلي تفوق على ايبوي احد اشهر نجوم اوربا.. وجمعة المعار الى احد الأندية القطرية افضل من توري كوري لاعب الارسنال، وسيد معوض أحسن من ارثر بوكر افضل مدافعي اليسار في العالم.. ولعل كرة القدم هي اللعبة الوحيدة الجماعية في العالم التي من الممكن ان يحقق الفريق الأقل قدرة وادنى شهرة الفوز على فريق اكبر واشهر وافضل. حضور نفسي وبدني ويؤكد الخبراء ان السبب فيما حدث من عروض ونتائج كان الفضل فيه للإعداد النفسي والذهني وبنسبة تفوقت وتقدمت على الإعداد البدني. ولعلي استدل على كلماتي بالتفوق الواضح والظاهر الذي بدا على لاعبينا المحليين مقارنة بأقرانهم العالميين. فلا يمكن ان نقارن منطقيا بين دروقبا او ايتو فعلا وبين عمرو زكي وعماد متعب.. المنطق والواقع يرجحان كفة الأولين.. لكن الحقيقي والفعلي تفوق الآخرين على قرينيهما.. هذا التفوق جاء من خلال اعداد نفسي ارتقى في دوافعه ليقدم. هكذا اتحدت كلمة الخبراء على ان الروح الحماسية والنواحي النفسية والعزائم الفولاذيه. وربما تشكلت علاقات اسرية واجواء عالية لم تتوفر لمنتخبنا اثناء مشاركته في دورة تونس، حينما نشبت مناوشات ومشاحنات رغم الدعم الجماهيري الكبير للخضر، وربما هو الأمر الذي يعزز الفارق بين منتخب متسلح بالارادة ومنظم وآخر يسير خبط عشواء. دروڤبا يعد بأقصي ما لديه لكأس العالم 2010 وعد مهاجم شيلسي والمنتخب الآيفواري ديدي دروڤبا ببذل كل ما يمكنه للحصول على لقب بطولة كأس العالم 2010 المقامة بجنوب إفريقيا وذلك بعد أن فشل منتخبه في الوصول لنهائي بطولة أمم افريقيا مؤخراً. وقال دروقبا: "بعد مباراتنا أمام المنتخب المصري تحوّل تفكيري مباشرة لبطولة كأس العالم 2010 لأنى أعقد العزم على القيام بكل شيء ممكن لجلب كأس هذه البطولة لساحل العاج.. ربما لا احقق اللقب لكن سأقدم أقصى ما عندي، حتى إذا لم نفز حينها نكون قد بنينا شيئاً قوياً". وتمنى دروغبا ان يحافظ الإتحاد الآيفواري لكرة القدم وكل أفراد المنتخب على المستوى الذى وصلوا اليه في تنافسهم على نهائيات أمم أفريقيا من أجل المواصلة بصورة أقوى في المستقبل. مورينيو يرشح منتخب إفريقي لنصف نهائي كأس العالم رشح البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني السابق لتشيلسي فريقا إفريقيا للوصول للدور قبل النهائي لكأس العالم المقبلة في جنوب أفريقيا عام 2010. وقال مورينيو في تصريحات أبرزتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن فرق إفريقيا تطورت بشكل كبير وعكست مباراتي نصف النهائي في كأس الأمم مستوى رائع للكرة الإفريقية. وقال مورينيو الذي تابع اللقاء النهائي بين مصر والكاميرون يوم الأحد "المرحلة المقبلة هي أن تصل إحدى الفرق الإفريقية إلى نصف نهائي كأس العالم أو ربع النهائي على الأقل". وبلغت الكاميرون والسنغال فقط إلى دور ربع النهائي في كأس العالم عامي 1990 و2002 ولكنهم ودعوا البطولة من هذا الدور. وتابع مورينيو "العديد من اللاعبين الأفارقة الآن يلعبون في دوريات أوروبية من المستوى الأول وهو ما يفيد القارة". وشدد مورينيو على عدم اهتمامه بتدريب المنتخبات حاليا سواء في أوروبا أو إفريقيا قائلا "أفضل العمل كل يوم والمشاركة في مباراة أو اثنين كل أسبوع". عبدربه: فيرون هو مثلي الأعلى أكد حسني عبد ربه لاعب خط وسط النادي الاسماعيلي ومنتخب مصر انه يعتبر الأرجنتيني خوان سباستيان فيرون مثله الأعلى، مشيرا في ذات الوقت أن تجربته مع نادي ستراسبورغ الفرنسي لم تنجح كون الفريق ليس من الأندية الكبيرة. وقال عبد ربه في حديث مطول وخاص لموقع الشركة الراعية لكأس الأمم الإفريقية انه دائما وابدا ما يتطلع لتطوير أدائه من اجل أن يصبح لاعبا أفضل، مرجعا ذلك إلي مساعدة زملائه في المنتخب له. وأكد عبد ربه انه يتدرب بجدية واضعا عدة أهداف له في مشواره الكروي أهمها أن يصبح لاعبا في احد الأندية الأوروبية الكبرى. تصريح عبد ربه برغبته في اللعب في أوروبا جعل صحفي الشركة الراعية يسأله حول مشكلته المثارة حاليا بين الاسماعيلي وستراسبورغ، ولماذا فشلت تجربته مع النادي الفرنسي، فأجاب حسني انه لم ينجح مع ستراسبورج، لأن الأخير ليس من الأندية الكبيرة والدليل على ذلك هبوطه في الموسم الذي عاد فيه إلي الاسماعيلي. وأضاف حسني انه لا يريد التحدث حول مشكلته الحالية وعن ما إذا كان سيلعب للاسماعيلي أو الأهلي الذي وقع عقدا لشرائه من ستراسبوغ، ملمحا إلى انه يفضل النادي الاسماعيلي الذي نشأ به ولكنه سيترك الأمر برمته إلي الاتحاد الدولي "الفيفا" للبت في القضية. وعاد حسني بالذكريات إلى بطولة كأس الأمم عام 2006 والتي يعتبرها من أسوأ البطولات حظا له، حيث انه أصيب قبل البطولة مباشرة ولم يتمكن من مشاركة زملائه في الفوز بالبطولة. وعن مثله الأعلى في كرة القدم، أكد حسني انه يتمني أن يصبح في يوم من الأيام مثل الأرجنتيني فيرون الذي يعتبره أفضل من لعب في مركز لاعب خط الوسط من حيث قدرته الكبيرة على الدفاع والهجوم في وقت واحد. مصر قدمت درسا كرويا راقيا "الخواص" نافسوا "الدولة" في العلاوات عادت كأس أمم افريقيا لمن استحقها وأرادها واعترف الجزائريون هذه المرة بأن الدول الافريقية جمعاء سارت كالبرق نحو التألق، خاصة جيراننا في الشمال الافريقي، إذ منذ كأس أمم افريقيا ببوركينا فاسو ودول شمال افريقيا مصر وتونس والمغرب تصل للدور النهائي، بينما غاب إسم الجزائر نهائيا حتى عن المشاركة وقدمت مصر هذا العام نموذجا يمكن الأخذ به عندما اعتمدت على مدرب مصري أبان قوته مع الفئات الصغرى عندما انتزع كأس أمم افريقيا للأواسط وتمكن من عجن فريق وطني كبير فيه القليل جدا من المحترفين ولكن احتراف هواة "الأهلي والزمالك والاسماعيلي" كانوا أقوى من المحترفين في تشيلسي الانجليزي وبرشلونة الإسباني فتمكنوا من خطف الأضواء كأحسن منتخب مصري في التاريخ، وكان كل لاعب في حد ذاته فريقا متكاملا.. وإذا كان الأداء الجيد وراءه دائما الأفكار فإن الملفت في المنتخب المصري هو وقوف رجال الأعمال والمشاهير وراء النادي، حيث نزلت الأموال من الخواص مثل الطوفان على النادي، منهم من تبرع بمليون دولار وآخرون بتذاكر أداء الحج للاعبين وأوليائهم وساهم رجال أعمال مصريون يقطنون في الخليج وأمريكا أو أوربا في وضع هبات وهدايا للمنتخب المصري الذي تبرع هو أيضا لأجل بناء جامع للصلاة بمدينة أكرا الغانية، والتفات الخواص للمنتخب الوطني هو شيء من الوطنية التي تغيب في تعاملاتنا مع هكذا أحداث، فقد تابعنا العام الماضي تتويج وفاق سطيف بكأس أبطال العرب وكانت التكريمات والهدايا جميعها من الهيئات العمومية مثل البلدية (مال الشعب) والولاية (مال الشعب) ووزارة الرياضة (مال الشعب) ماعدا القليل جدا من الخواص الذين قدموا إعانتهم، وعندما يتدخل وزير الشباب والرياضة السابق يحي قيدوم لأجل منح المال لشبيبة القبائل في رحلاتها الافريقية فمعنى ذلك أن كرة القدم عندنا مازالت رهن السلطات السياسية، لأن الأندية تعتمد بنسبة 100٪ على أموال الدولة، ورئيس النادي هو غالبا موظف يقوم بالتسول على أبواب البلدية والولاية ليقدم المال بعد ذلك للطاقم الفني وللاعبين، وطبعا يحتفظ بجزء لحسابه الخاص، والغريب أن رجال الأعمال عندنا لايدفعون حتى ثمن تذاكر دخول الملعب، حيث يخصهم رؤساء الأندية بالدعوات وبالحفاوة عكس بقية المناصرين. كأس أمم افريقيا بغانا من المفروض أن تكون درسا مؤثرا لكرتنا بدءا من المعالجة الإعلامية التي اقتصرت في المدة الأخيرة على تغطية أحداث العنف ومشاكل اللاعبين الاجتماعية ونهاية بالتمويل الذي جعل لاعب الكرة عندنا والمدرب أغنى رجال الجزائر ماديا والأفقر من حيث الأداء والعطاء والدليل على ذلك أن الدولة أغرت اللاعبين بعلاوات ضخمة نظير تأهلهم (غير وارد اطلاقا) للمونديال في غياب رجال الأعمال الذين يتفوقون في عددهم وثرواتهم داخل وخارج الوطن على أثرياء مصر وغيرها من الدول الافريقية. ب. عيسى