حطم الإعلامي الفلسطيني طلعت علوي الرقم القياسي المسجل في موسوعة غينيس بأطول حوار إذاعي متواصل في التاريخ استمر خمسين ساعة منذ ظهر الاثنين وحتى الثانية من بعد ظهر الأربعاء. وتجاوز علوي في العاشرة من صباح الأربعاء الرقم القياسي الذي سجلته الإعلامية اللبنانية ريما نجيم العام الماضي بأطول حوار إذاعي لمدة 46 ساعة وعشرين ثانية، وواصل حواره عبر إذاعة "راية إف إم" من مدينة رام الله في الضفة الغربية، وصولا إلى خمسين ساعة مستمرة على الهواء مباشرة. وقال علوي للجزيرة نت -فور انتهاء حواره الأطول في التاريخ- وقد بدا متماسكا وبقدرة ذهنية لافتة إن المهمة أنجزت بفضل مساندة مئات الإعلاميين وممثلي القطاع العام والخاص وعائلته وأبناء قريته. ويُعد علوي (41 عاما) وهو خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن، من أبرز الإعلاميين الفلسطينيين في مجال الصحافة الاقتصادية. وهو مؤسس صحيفة السفير الاقتصادي عام 2007، ومذيع برنامج " ملف الرقيب" عبر شبكة من عشر إذاعات محلية. وفي أطول حوار في التاريخ، كان علوي يخضع لفحوص طبية كل عدة ساعات داخل الإستوديو، وهناك أيضا كان يتناول وجباته خلال استراحات قصيرة لمدة خمس دقائق كل ساعة ضمن شروط وضعتها غينيس. وأجرى علوي في اليوم الثاني لحواره الطويل لقاءً هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكد فيه على نية القيادة الفلسطينية التوجه إلى مجلس الأمن للمطالبة بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتحديد فترة زمنية لإنهاء الاحتلال ووضع حد للنشاطات الاستيطانية. وقال عباس خلال الحوار إنه سيتوجه في التاسع والعشرين من الشهر الجاري للقاء لجنة المتابعة العربية لأخذ موافقة الدول العربية على المشروع الفلسطيني الذي سيقدم لمجلس الأمن.
300 مقابلة مسجلة وقال مدير إذاعة راية، سامح حمدان، إن الحوار كاملا سيجري نقله مسجلا بالصوت والصورة اليوم الأربعاء إلى ممثلي الموسوعة العالمية غينيس في دبيولندن لتعذر حضورهم الضفة الغربية بسبب قرار الحكومة البريطانية حظر سفرهم إلى "المناطق غير الآمنة في الشرق الأوسط". وقال حمدان للجزيرة نت "كان لدينا تخوفات من عدم تمكن الضيوف من القدوم ليلا إلى الإستوديو بسبب العاصفة الجوية وكذلك لتأخر الوقت، لكن صلابة المذيع وتعاون المستضافين في فلسطين والخارج أنجح المهمة على أكمل وجه". وأظهر علوي صلابة وقدرة تحمل عالية جدا مع مقابلة نحو ثلاثمائة شخصية سياسية واقتصادية واجتماعية من كافة القطاعات بشكل مباشر في الإستوديو أو عبر الهاتف. وانطلق الحوار متزامنا مع مناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يوافق ال29 من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، ولهذا الغرض خصصت ثماني ساعات على مدار ليلتين لتناول أوضاع الفلسطينيين في الشتات ودول أوروبا والأميركيتين. وقال حمدان إن الغاية لم تكن تسجيل رقم قياسي فلسطيني جديد في الموسوعة العالمية فحسب، ولكن إبراز تطور الإعلام الفلسطيني وقدرته على خدمة قضايا مجتمعه وتحقيق إنجازات وطنية وإنسانية ملموسة عبره. ورغم عدم اهتمام شركة غينيس بمحتوى ساعات البث المتواصلة، ركز الحوار على تحقيق سلسلة إنجازات عبر مناقشة 12 محورا رئيسيا طيلة خمسين ساعة على رأسها قضايا كإعادة إعمار قطاع غزة وسبل دعم القدس في مواجهة التهويد. وعلى صعيد إنساني، ساهم الحوار في تأمين ترميم منازل لعائلات فقيرة في مناطق الخليل ونابلس بالضفة الغربية، بالإضافة إلى كفالة عائلات فقدت معيلها، وتقديم مقاعد متحركة لعدد من المعاقين الذين استضاف عدد منهم على الهواء مباشرة.