الرجل الذي وعد بأن يتحول بإرادته إلى لقمة سائغة في فم أفعى "أناكوندا" وفّى بالوعد على مرأى من شهود عيان وكاميرات صورته يسلم نفسه إليها بالكامل، وتمكن وهو في داخلها من تصوير جوفها بكاميرا مثبتة في لباس خاص ارتداه ليقيه، وتحدث أيضا إلى المنتظرين في الخارج. وذلك ما سيظهر في برنامج تلفزيوني يبث اليوم الأحد على قناة ديسكوفري الأمريكية. الأميركي هو مخرج سينمائي أثار ضجة حين أعلن قبل شهر أنه سيستسلم إلى ثعبان عملاق يبتلعه في غابات الأمازون بعد أن يرتدي ما يحميه من الموت المحقق معصوراً، ليصور التجربة الفريدة ضمن عمل تلفزيوني. وتحول الشك إلى يقين حين بثت شبكة "ديسكوفري" التلفزيونية فيديو بعد أيام في "يوتيوب" يظهر فيه روسولي وهو يرتدي اللباس الواقي، ووعدت بدورها أنه سيرتديه في أوائل ديسمبر حين تلتهمه أفعى من رأسه أولاً حتى قدميه، وبأنه بطلها في برنامج تعده عن التجربة للبث ليل الأحد، وبهذا الوعد المرعب من "ديسكوفري" الشهيرة، ضجت وسائل الإعلام، ومعها مواقع التواصل بالخبر. وسريعاً انتفضت منظمة بيتا الناشطة عالمياً بالرفق والدفاع عن الحيوان، فطالبت بوقف البرنامج "خوفاً على سلامة الثعبان"، وتجاهلت حتى الخطر المحدق بروسولي. القائمون على البرنامج ظلوا يبحثون في غابات الأمازون 60 يوماً عن أفعى مناسبة لتبتلع المخرج الأميركي، حتى عثروا عليها، ثم أتوا بها إلى معسكر أعدوه لتصوير مراحل البرنامج الذي تظهر أولى صوره بروسولي وهو يرتدي اللباس الواقي، ويسير على قدميه مغطى الوجه بقناع مثبت فيه المايكرو، وعلى رأسه خوذة تحت القناع، فيها عدسة للتصوير، وقد تم تنفيذ الوعد بنجاح هذا الأسبوع، بحسب ما ذكرت "ديسكوفري" في موقعها. لكن الموقع لم يذكر في أي يوم من الأسبوع ابتلعت فيه "الأناكوندا" المغامر الذي خرج من جوفها سليماً معافى مثلها، ولا كم من الوقت أمضى بداخلها، وماذا سألوه وبماذا أجاب، وكيف خرج من فمها، وبماذا شعر قبل وخلال وبعد التجربة التي شهدتها زوجته، إلا في "الوثائقي" الذي سيظهر فيه أول إنسان وهو يدخل في فم ثعبان ابتلعه واختفى، وفي جوفه رأى كيف تقوم "الأناكوندا" وهي أفعى غير سامة، بليّ ضحاياها وضغط أجسامهم لقطع النفس عنهم، وبطحن عظامهم وتكسيرها ليسهل عليها ابتلاعهم بالكامل.