لم تدرج الجزائر في قائمة الدول المشاركة في مهرجان ابوظبي لثقافة وتراث وفلكلور الشعوب، لا على المستوى الرسمي ولا على قائمة الشخصيات الثقافية والفكرية، ولا في مستوى الجمعيات والمنظمات الثقافية، بالرغم من أن الهيئة المنظمة للمهرجان وجهت الدعوة إلى اغلب الدول العربية والشخصيات الفاعلة في المشهد الثقافي العربي للمشاركة في المهرجان، وتأتي هذه المناسبة لتتكرر مواعيد، إما الإقصاء من طرف الآخرين أو الغياب من طرف الذات خاصة في المواعيد الثقافية الدولية الهامة. أعلنت اللجنة العليا المنظمة للمهرجان ابوظبي لثقافة وتراث وفلكلور الشعوب أنها وجهت الدعوة إلى العديد من الشعراء والكتاب والمنظمات العربية والدولية، والشخصيات العالمية المهتمة بالتراث والثقافة وفرق الفنون والفلكلور للمشاركة في المهرجان والمؤتمر الذي يعقد على هامش فعالياته منهم الدكتور الطيب صالح من السودان والدكتور هدى الشوا من قطر والدكتورة سعاد الصباح من الكويت والدكتور المنجى بوسنينه المدير العام للمنظمة العربية التراث والثقافة والعلوم، والدكتور كامل عبد الماجد المدير العام للمنظمة العالمية للتنمية الفكرية، والدكتور ابراهيم الكوني من ليبيا، الحائز على جائزة زايد للكتاب لعام 2008.هذا ويتضمن برنامج فعاليات المهرجان الذي تشارك فيه أكثر من 60 دولة عربية وأجنبية، تنظيم مؤتمر دولي حول ثقافات الشعوب، وإقامة معرض تراثي للشعوب العربية والأجنبية مع التركيز على الموروثات القديمة والفلكلور الشعبي بالإضافة إلى تنظيم المهرجان الشعري العربي ومعارض فنية ضخمة، كما سيتم خلال فعاليات المعرض تقديم تراث الدول المشاركة من تقنيات قديمة وحرف وصناعات تقليدية وعادات وتقاليد هذه الشعوب المتوارثة عبر القرون.وتأتي إقامة هذا المهرجان حسب المنظمين تعزيزا للثقافة، والتواصل الحضاري والتعاون بين الشعوب، ويعمل على تأكيد المكانة التي تحتلها الثقافة العربية في العالم. ويهدف المهرجان إلى تشجيع الشعوب على التعايش بسلام وعرض ثقافاتها وتراثها وفنونها، وتعريف الآخرين بها وربط شعوب الدول العربية ببعضها وبتراثها القديم من خلال الفعاليات الثقافية والتراثية والبرامج الفكرية .ويأتي هذا الإقصاء من المناسبات الثقافية والفكرية الدولية ليجعل الجزائر في الدول التي تعيش على الهامش ولا يتذكرها الآخرين إلا في بعض الهوامش كونها ما زالت بعيدة عن مركز الفعل الثقافي العربي المؤثر، لتكون مثل هذه المناسبات فرص لأصحاب القرار الثقافي في بلادنا لإعادة النظر في إدارتهم لهذا القطاع، وان تكون مرحلة إعادة النظر بالتواضع أولا وسماع الكلام المفيد سواء ما تقوله وسائل الإعلام، أو الذي يتفضل به المثقفون سواء في مجالسهم أو في منابر ثقافية، حتى ولو كان نقدا قاسيا في بعض الأحيان، وان يضعوه في خانته الطبيعية كونه يصدر عن أناس تدفعهم إليه الغيرة ومصالح البلاد وسمعة الثقافة الجزائرية، ومكانتها في العالم.