قضت محكمة جرائم حرب في بنغلاديش، الثلاثاء، بإعدام أزهر الإسلام مساعد الأمين العام لحزب الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، بعد إدانته بارتكاب أعمال وحشية خلال حرب الاستقلال عن باكستان عام 1971. وقال المدعون، إن أزهر الإسلام (62 عاماً)، وجد مذنباً بخمسة من ست تهم تشمل قتل مئات من الأقلية الهندوسية والاغتصاب والخطف والتعذيب. وبعد النطق بالحكم، وقف الزعيم الإسلامي داخل قفص الاتهام وصرخ بأن الحكومة هي من "أملت" الحكم على المحكمة. ورفض محامي الدفاع تاج الإسلام الاتهامات التي أدين بها موكله، مؤكداً أنه سيستأنف الحكم. وكان أزهر الإسلام رئيساً لاتحاد طلبة منطقة رانغبور خلال تلك الفترة، وشغل منصب مساعد الأمين العام لحزب الجماعة الإسلامية حتى ساعة توقيفه عام 2012. وفتحت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة عام 2010، تحقيقاً في الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب التي استمرت تسعة أشهر. وأثارت المحاكمات غضب الإسلاميين، الذين وصفوها بأنها محاولة ذات دوافع سياسية من حسينة لملاحقة قيادة الجماعة الإسلامية وهي فصيل أساسي في الائتلاف المعارض. وقتل أكثر من 200 شخص في تظاهرات عنيفة ضد المحكمة وقراراتها، معظمهم ناشطون من الجماعة الإسلامية وأفراد من قوات الأمن. ودعت الجماعة إلى إضرابات في جميع أنحاء البلاد، يومي الأربعاء والخميس احتجاجاً على الحكم. وكانت بنغلاديش جزءاً من باكستان عام 1947 تحت الانتداب البريطاني، لكنها انفصلت عنها عام 1971 بعد حرب بين البنغلادشيين القوميين المدعومين من الهند والقوات الباكستانية. وقتل في الحرب نحو ثلاثة ملايين شخص وفقاً للأرقام الرسمية واغتصبت آلاف النساء. وعارض عدد من الأحزاب في بنغلاديش الانفصال عن باكستان بينها الجماعة الإسلامية، لكنها تنفي الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب أعمال وحشية. وأصدرت المحكمة أول حكم بالإعدام غيابياً، على عضو الجماعة الإسلامية أبو الكلام آزاد في جانفي 2013، وفي ماي 2013 حُكم بالإعدام على نائب أمين عام حزب الجماعة الإسلامية في بنغلاديش محمد قمر الزمان، بعد إدانته بسبع تهم، بينها القتل الجماعي، واغتصاب النساء والخطف والتعذيب. وفي فيفري 2013، حكمت المحكمة بالسجن مدى الحياة على نائب الأمين العام لحزب الجماعة الإسلامية في بنغلاديش عبد القادر ملا، ولدى استئناف ملا للحكم، حولت المحكمة في 17 سبتمبر 2013 الحكم إلى الإعدام، ونفذ الحكم في 12 ديسمبر 2013. كما قضت محكمة جرائم الحرب في 2 نوفمبر 2013، بالإعدام على اثنين من قادة الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، هما موتيور رحمن نظامي، ومير قاسم علي، بعد إدانتهما بارتكاب جرائم حرب. وتوفي الزعيم السابق للجماعة الإسلامية في بنغلاديش غلام عزام (92 عاماً)، يوم 23 أكتوبر الماضي في السجن، بعد إدانته بارتكاب جرائم حرب.