تسببت أمطار غزيرة ورياح عاتية، فاقت قوتها ال90 كلم في الساعة أمس، في وقوع خسائر بشرية، حيث جرفت السيول طفلا بتيزي وزو، وتوفيت سيدة بالمسيلة بعدما انهار عليها جدار. كما سجلت خسائر مادية معتبرة بعديد الولايات، حيث تم تسجيل انهيار أجزاء من مبان، وإتلاف محاصيل زراعية، فضلا عن اقتلاع أشجار وأعمدة كهربائية وبيوت بلاستيكية، وخسائر أخرى. وقد توفيت سيدة أمس، بأحد الأحياء الشعبية بعاصمة ولاية المسيلة، إثر سقوط جدار بسبب الرياح القوية، يشار إلى أن الضحية من مواليد 1955، ولديها ثمانية أبناء، وقد نقلت إلى مستشفى الزهراوي. كما اهتزت ظهيرة أمس، قرية بوبهير في بوزقان شرق تيزي وزو، على وقع حادثة جرف وادي بوبهير لطفل في الثالثة عشر من العمر، حيث كان الضحية "ز، ي" تلميذ في الطور المتوسط متجها من القرية الفلاحية بالمنطقة إلى قرية "ثوكاش" في بلدية آيت يحيى بعين الحمام لزيارة والديه لكونه يزاول دراسته لدى أخواله في إيلولا أومالو، وللوصول إلى المكان المقصود حاول الضحية رفقة خالته اجتياز الوادي الذي كان في حالة فيضان، فجرفته السيول وألقت بخالته جانبا. كما تسببت الرياح العاتية، التي هبت على ولاية تيزي وزو أمس، في انقطاع الكهرباء بعدة بلديات، مثل افرحونان، ياكوران، تيميزارت، بوغني، بني دوالة، أزفون وتيقزيرت، والعشرات من القرى جنوب الولاية بسبب التضرر الكبير في الشبكة الكهربائية، بعد ما وصلت شدة الرياح إلى 90 كلم في الساعة. وبولاية مستغانم، تمّ تسجيل تخريب البيوت البلاسيتكية والمحاصيل الفلاحية على مستوى عدّة مزارع، واضطراب الملاحة البحرية ومقاطعة الصيّادين لنشاطهم، كما حذّرت نشرية خاصّة لمصالح الأرصاد الجويّة، من استمرار الرياح وطلبت أخذ الحيطة والحذر بعدم المجازفة وكثرة التنقّلات. وبوهران، تسبب اقتلاع لافتة توجيه على مستوى طريق بدوار السانيا في وقوع حادث مرور خطير خلّف خمسة جرحى، كما تمّ تسجيل سقوط أشجار اقتلعتها الرياح على حواف الطرقات الوطنية والولائية والبلدية، إضافة إلى تطاير الصفائح الحديدية وخزانات المياه من فوق السطوح وانهيارات جزئية على مستوى شرفات البنايات الهشّة. وأدى الاضطراب الجوي بولاية تيبازة إلى تخريب عديد البيوت البلاستيكية، على مستوى مزارع بلدية الداموس ومناصر وقوراية وفوكة، من جهة أخرى تسرب الرعب بين سكان الأحياء القصديرية كحي الكاليتوس ببلدية مناصر وحي بلكبير بأحمر العين وحي باب الواد بمسلمون. كما ألحقت التقلبات الجوية المصحوبة برياح قوية، خسائر بالفلاحين في البليدة، لا سيما أصحاب البيوت البلاستكية المزروعة، فيما عاش سكان البيوت الهشة والفوضوية منها حالة من الرعب والخوف جراء تطاير بعض أسقف منازلهم القصديرية.
غلق ميناء جن جن في وجه الملاحة بسبب الرياح كما أقدمت أمس، إدارة ميناء جن جن بجيجل، على غلق المؤسسة المينائية في وجه الملاحة البحرية، بعد تلقيها لنشرة جوية خاصة، مفادها هبوب رياح قوية تصل سرعتها 80 كلم مع علو أمواج البحر إلى ثمانية أمتار، حيث تم إبعاد السفن التجارية المحملة بالسيارات المستوردة عرض البحر كإجراء وقائي، في الوقت الذي قاربت الرياح في مدينة سكيكدة سرعة 95 كلم في الساعة، إلى درجة أن الحركة توقفت نهائيا في بعض الأحياء على غرار بويعلى وبني مالك وبوعباز بعد أن حملت الرياح الكثير من المواد الصلبة مثل الهوائيات المقعرة التي أصابت شبابا في حي بويعلى بإصابات خطيرة على مستوى الرأس، وشهدت قسنطينة بعض التقطعات في التيار الكهربائي زوال أمس بفعل الرياح الشديدة، إضافة إلى خلل كالعادة في شبكة الهاتف الثابت والأنترنت. وبالعاصمة، سجلت مصالح الحماية المدنية اقتلاع العديد من الأشجار بفعل الرياح الهوجاء، في حين تم تسجيل سقوط حجارة من شرفة لبناية آيلة للسقوط ببلدية بلوزداد، كما خلف سوء الأحوال الجوية، ذعرا وهلعا في نفوس قاطني القصدير بمختلف المرتفعات لا سيما تلك التي شهدت خلال السنوات الأخيرة انهيارات وقتلى كبوسكول وجايس، بولوغين ووادي اوشايح ووادى السمار وغيرها. وتسببت الرياح القوية في فرض حظر تجول، بعدد من البلديات ببجاية، كما سجلت مصالح الحماية المدنية صباح أمس، حادث مرور خلف ثلاثة جرحى. في نشرية خاصة للأرصاد الجوية برد وأمطار ورياح طوال الأسبوع تتوقع مصالح الأرصاد الجوية استمرار مفعول الاضطراب الجوي الذي مس الولايات الغربية للوطن بعدما زحف إلى المناطق الوسطى والشرقية أمس، متبوعا برياح هوجاء، إلى باقي أيام الأسبوع، حيث ينتظر أن تستمر الأمطار الرعدية في التساقط على أن يتخلل الفترة بعض من الصفاء وإشراقات مؤقتة قبل أن تعود الأجواء مجددا للتلبد والتساقط. وأوضحت نشرة الأرصاد الجوية، أن الأجواء ستكون باردة انطلاقا من اليوم مع تسجيل أمطار محلية أحيانا تكون رعدية،لا سيما على المناطق الساحلية والقريبة من الساحل بوسط وشرق البلاد، حيث ستعرف الفترة انخفاض محسوس في درجات الحرارة تتراوح ما بين 17 إلى 20 درجة مئوية بالسواحل وما بين 10 إلى 13 درجة بالداخل والهضاب العليا، في حين تبقى الأجواء مشمسة على المناطق الجنوبية. أما سرعة الرياح فستبقى قوية ما بين 60 إلى 90 كلم/سا، مخلفة اضطرابا في حالة البحر وسوء الرؤية حيث أدت الأمواج العاتية إلى عزوف البحارة من مزاولة نشاط الصيد إلى غاية عودة هدوء البحر من جديد، حيث يتم تسجيل اشراقات من فترة لأخرى إلى غاية استقرار في الطقس، وكانت نشرية خاصة للأرصاد الجوية قد حذرت من قدوم اضطراب جوي جديد ابتداء من يوم الجمعة.