بث تنظيم داعش، الخميس، تسجيلاً مصوراً يظهر فيه قيام عناصر منه بتحطيم قطع ومجسمات أثرية يعود بعضها للقرن الثامن قبل الميلاد في متحف نينوى في مدينة الموصل شمال العراق والذي يعد من أهم المتاحف في العالم. وظهر في التسجيل، متحدث من داعش يقف أمام مجسم أثري كبير فيما يفترض أنه متحف نينوى الأثري وأشار بيده إلى المجسم قائلاً: "إن هذه أصنام وأوثان لأقوام في القرون السابقة كانت تُعبد من دون الله". وأضاف بأن "ما يسمى بالآشوريين والأكاديين (حضارتين قديمتين في منطقة بلاد ما بين النهرين ما بين الألف الأول والثاني قبل الميلاد) وغيرهم كانوا يتخذون آلهة للمطر وآلهة للزرع وأخرى للحرب يشركون بها بالله ويتقربون إليها بشتى أنواع القرابين". وبعد تلاوته عدداً من الآيات القرآنية يسوغ فيها تحطيم وطمس الآثار و"الأصنام"، قال المتحدث إنه "هان عليهم تحطيم هذه الآثار وإن كانت بمليارات الدولارات". وبعد انتهاء عنصر داعش من حديثه ظهر عناصر آخرين من التنظيم يهمون بدفع ورمي مجسمات أثرية عديدة وتحطيم أخرى بالمطارق وبالمناشير وأجهزة الحفر الكهربائية لتصبح قطعاً صغيرة. وظهر في التسجيل لوحات تعريفية شارحة بالقطع والمجسمات الأثرية التي تم تحطيمها تظهر أن بعضها يعود للقرن الثامن قبل الميلاد. ويعتبر علماء ومتخصصون بالآثار متحف نينوى في مدينة الموصل العراقية من أهم متاحف العالم حيث يحوي آلاف القطع الأثرية، وسرق العديد منها بعد الاحتلال الأمريكي للعراق 2003 وما صاحبه من فوضى أمنية وعمليات سرقة لعدد من متاحف العراق. ولم يتسن التأكد مما ظهر في التسجيل أو موعد تصويره من مصدر مستقل، كما لا يتسنى عادة الحصول على تعليق من داعش حول الموضوع بسبب القيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل الإعلام. وسيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل ومساحات واسعة شمالي وغربي وشرقي العراق وأخرى في جارتها سوريا، منذ جوان الماضي، ويعمل عادة على هدم الأضرحة والمزارات والآثار في المناطق التي يسيطر عليها بحجة أنها "أوثان ويعبد فيها غير الله". وأعلن داعش نهاية جوان الماضي عن تأسيس "دولة الخلافة" في المناطق التي يسيطر عليها في كل من العراقوسوريا، ويدّعي أنه يقوم بتطبيق "التعاليم الشرعية" فيها، كما ينسب إليه قيامه بانتهاكات وعمليات إعدام وتصفية خاصة للأقليات في تلك المناطق ولرهائن أجانب وقعوا بيده.