أقر كاتب الدولة لدى وزير الدفاع الفرنسي المكلف بقدامى المحاربين والذاكرة، جان مارك تودشيني، بفظاعة جرائم فرنسا الاستعمارية في أحداث 8 ماي 1945 بسطيف وقالمة وخراطة. ولم ترق "إدانة" ذات المسؤول لممارسات فرنسا الاستعمارية إلى درجة "الاعتذار"، لكن تودشيني تحدث كذلك عن "ضحايا فرنسيين سقطوا بين 1954 و1962". وحمل خطاب تودشيني الدعوة إلى تجاوز "آلام الماضي" وخلص يقول: "تحيا فرنسا... تحيا الجزائر... تحيا الصداقة الفرونكو- جزائرية". زاوج كاتب الدولة الفرنسي المكلف بقدامى المحاربين، مارك تودشيني، في خطاب ألقاه، بمناسبة حفل تسليم شارات وسام الشرف لخمسة محاربين جزائريين قدامى خلال الحرب العالمية الثانية نظم بإقامة سفير فرنسابالجزائر، مساء الاثنين، بالاعتراف بقسوة الاستعمار الفرنسي قبل الثورة التحريرية، وتوقف خليفة عبد القادر عريف في منصب كاتب الدولة المكلف بقدامى المحاربين والذاكرة، عند زيارته لنصب بوزيد سعال- أول ضحية يسقط في مجاز 8 ماي 1945- وقال: "وضعت باقة ورد في ضريح بوزيد سعال، وهي سابقة يقوم بها مسؤول فرنسي... أنا مسرور لهذه اللفتة التي حظيت بالقبول من قبل الجزائريين". وتابع تودشيني، في حديثه عن مجازر 8 ماي: "في الوقت الذي كانت فيه فرنسا تحيي أبطالها بعد التحرير، وكان العالم يحتفل بانتهاء الخطر النازي، تخلت فرنسا عن مثلها العالمية... ستبقى مجازر سطيف وقالمة وخراطة راسخة في أذهان الجزائريين والفرنسيين على حد سواء". وأشار المعني إلى أنه قدم إلى الجزائر "للتعبير من خلال الفعل عن واجب الذاكرة الذي تدين به الأمة الفرنسية لضحايا هذه المأساة ولآلاف الموتى الجزائريين في سطيف وقالمة وخراطة". وبعد أن فرغ من الحديث عن ضحايا مجازر 8 ماي 1945، أشار وبقوة وفي أكثر من مرة إلى ضحايا فرنسيين سقطوا أثناء تلك الأحداث وخلال الثورة التحريرية وأثناء الاستقلال عام 1962، وسجل قائلا: "هذه المأساة التي خلفت آلاف الموتى الجزائريين في سطيف وقالمة وخراطة وكذا عشرات الضحايا الأوروبيين"، وفي موقع آخر قال: "هذه الأيام العصيبة- يتحدث عن مجاز 8 ماي 1945- أدت إلى حدوث تمزق وقطيعة تتمثل في الصراع والعنف الذي دام من 1954 إلى 1962 والتي شهدت مقتل آلاف الأشخاص من العسكريين والمدنيين، هذه الصفحات السوداء تمثل جزءا من تاريخنا". وفي ثالث محطة توقف عندها تودشيني، من اعتبرهم ضحايا فرنسيين سقطوا في الجزائر، قال: "جئت لتكريم مواطنينا الذين سقطوا في وهران في 5 جويلية 1962، لقد قضوا في الأحداث المؤسفة والتراجيدية في الجزائر". وكأن الوزير الفرنسي قد "ساوى بين الضحية والجلاد"، ليعلن عن اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لبحث ما سماه قضايا جوهرية، وذكر ملف المفقودين خلال حرب الجزائر، ووصف المسألة بأنها "تمثل شيئا جوهريا له"، وأفاد بأنه اتفق على المسألة مع وزير المجاهدين الطيب زيتوني. وخلص تودشيني إلى أن الأحداث التي أشار إليها بالقول: "هذه الصفحات السوداء هي أيضا جزء من تاريخنا وتجبرنا على التزام الوضوح الذي لن يكون في غيابه مجال لمستقبل مشترك"، ليؤكد: "هذا الماضي المشترك الذي نسعى إلى تحمله بالنضال جنبا إلى جنب وبقوة عزيمة ضد تهديد الإرهاب"، مضيفا أن "القيم التي دافع عنها الشعبان... لا تزال حية في قلوبنا إلى اليوم وتلزمنا بالنضال دون هوادة ضد التطرف والإرهاب".