عمال "تونيك" أمام مستقبل مجهول/ تصوير: احميدة.غ اعتصم، أمس، عمال مجمع تونيك لصناعة الورق ببوسماعيل أمام وحدات المجمع مناشدين رئيس الجمهورية بالتدخل لرفع ما وصفوه بالحيف الذي يتعرضون له لأسباب لا دخل لهم فيها هم وعائلاتهم. * وقال عديد من العمال الذين تحدثت إليهم الشروق اليومي، إنهم غير مستعدين لتحمل نتائج وضع لا علاقة لهم بالأسباب التي أوصلت المجمع إليه، مؤكدين استعدادهم التام للمساهمة الإيجابية في الحل من أجل الحفاظ على لقمة عيشهم بعد حوالي 7 سنوات من العمل الشاق للوصول بالمؤسسة إلى المستوى الذي بلغته محليا وجهويا. * وأضاف عمال مجمع تونيك، أنهم يرفضون السير في أي مناورة لتكسير وحدات المجمع التي تم بناؤها بأموال المجموعة الوطنية، مؤكدين أن تكسير المجمع لا يخدم سوى مصالح الشركات الأجنبية التي كانت تتصارع بين بعضها بعضا للحفاظ على السوق الجزائرية المقدرة بأزيد من 600 مليون دولار سنويا. * وشدد عمال مختلف الوحدات التابعة للمجمع على ضرورة تدخل الرئيس لفتح تحقيق لكشف كل الحقائق حول الحالة الصحية للمجمع لمنع تكرار ما أسموه بتجربة الخليفة، كون الأموال والقروض البنكية التي استعملت لبناء واستيراد تجهيزات المجمع بقيت في الجزائر ولم يتم تحويلها إلى الخارج بالشكل الذي تم مع عديد من الاستثمارات الأجنبية التي جاءت إلى الجزائر بحجة الاستثمار وقامت بمضاربات سمحت لها بتصدير ملايير الدولار في وقت قياسي. * وكشف مصدر من المجمع، أن المتاعب التي بدأت في الظهور تزامنت مع انتقال المجمع إلى مرحلة صناعة المواد الأولية محليا، وهو ما اعتبرته المجموعات واللوبيات الأجنبية المسيطرة على صناعة الورق في العالم بمثابة تهديد مباشر لمصالحها الحيوية في الجزائر ومنطقة المغرب العربي، سيما بعد انطلاق المجمع في التصدير إلى تونس والمغرب وليبيا، وهي الخطوة التي لم تغفرها تلك اللوبيات للمجمع. * وقال عمال المجمع إنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على الخروج إلى الشارع بعد قطع التيار الكهربائي على جميع الوحدات وتوقيف عملية تزويد المجمع بالمياه اللازمة لسير وحدات الإنتاج وتوقيف إنجاز محطة التطهير ومحطة تحلية مياه البحر التي كانت ستضمن استقلالية المجمع في التزود بالمياه الضرورية لعمل المجمع، مؤكدين أسفهم للحال التي بلغوها، بعد أن استطاعوا بداية حياة مستقرة في المنطقة والدوائر والبلديات المجاورة لها منذ انطلاق المشروع بداية القرن الحالي، وأضاف عشرات العمال للشروق اليومي أنهم يدعون الله أن لا تتكرر تجربة الخليفة في ظل الظروف الاجتماعية التي تعيشها المنطقة. * وأكد الرئيس المدير العام للمجمع أنه يرفض الطريق التي يتم بها تسيير المجمع من طرف الحارس القضائي متهما إياه بفبركة ملفات وتوجيهها إلى مختلف الجهات لاستعمالها كوثائق لتصفية المجمع. * وتسبب توقف وحدات المجمع في التوقف التام لجميع النشاطات المحيطة بالمجمع، ومنها نشاط جمع الورق المقوى الذي كان يوفر العمل بشكل مباشر لأزيد من 10 آلاف عائلة على المستوى الوطني، وكان يوفر دخلا محترما لأزيد من 40 ألف عائلة بشكل غير مباشر.