تنفس، أمس، موالو البيّض وما جاورها، الصعداء بعد عودة الحياة إلى أسواق الماشية، حيث شهد سوق الماشية لبلدية بوقطب، ومنذ الساعات الأولى لطلوع الفجر، توافدا غير مسبوق لشاحنات نقل المواشي من كل الأحجام قادمة من مختلف الولايات. بالموازاة مع ذلك اقتحم السماسرة ميدان السوق لشراء قطعان الماشية، بعد استثمار غير مسبوق في عملية تسمين المواشي، حيث يقبل محترفو سوق الماشية في كل فرصة، على انتقاء الكثير من رؤوس الغنم ذات السلالات الرفيعة من حيث الوزن ووضعها بالإسطبلات لتسمينها تحضيرا لاكتساح الأسواق، قبل حلول شهر رمضان كون عملية التسمين، حسب الحاج عليان، وهو موال من بلدية الكاف لحمر، التي تسبق عملية البيع في فترة تتراوح ما بين الشهر إلى أسبوعين، تتم بوضع الماشية داخل الإسطبلات "الزرائب" وتوفير كل ضروريات التسمين السريع، بإعداد علف محلي مخصص للدواجن (الفنيسيون)، الذي يعدّ بديلا لتغذية المواشي ويعمل على زيادة الوزن في ظرف جد قياسي. فيما يري الحاج الطيب، أحد كبار الموالين بالجهة، أنّ عملية التسمين تساهم بقدر كبير في ارتفاع أسعار الماشية، التي تعرف سنويا مستويات غير مسبوقة تشمل النعاج، الكباش، الحولي، الماعز.. بعد بيعها بأسعار أخرى. وقد تستمر حلقات السمسرة لتتجاوز ثلاثا إلى أربع تعاملات، لتصل إلى المستهلك غالية ومرتفعة مما يجعله عاجزا غير قادر على شرائها، بل والأغرب من ذلك أن هؤلاء البارونات ينتظرون أمام مدخل السوق، ويسترقون النظر لعلّ وعسى يعثرون على صفقة العمر من بعض الفلاحين ومربي الغنم الذين يجلبون مواشيهم بغرض تسويقها.