عادت إلى النشاط تحت إجراءات بيطرية وأمنية مشددة تباينت أسعار الماشية عبر ولايات الوطن، بين صعود وهبوط، وهذا في أول أيام عودة الأسواق للنشاط، بعد غلق استمر أسابيع. وتميزت هذه العودة، بإجراءات احترازية، لمنع انتشار الأوبئة لاسيما اللسان الأزرق، ومن ذلك انتشار فرق بيطرية لمراقبة الماشية، وحضور أمني كثيف في الأسواق وعلى الطرقات المؤدية إليها، لمراقبة تصاريح النقل والشهادات البيطرية، وهي الوثائق التي لم تكن بحوزة كثير من الموّالين، ما جعلهم يعزفون عن دخول الأسواق، في حين استطاع آخرون الالتفاف عليها.
وسطاء ومضاربون على أبواب الأسواق ومخاوف من ارتفاع الأسعار عشية العيد منع موالين من دخول السّوق في البيّض بسبب عدم حيازتهم شهادات تلقيح لمواشيهم تنفس موالو البيض، أمس، الصعداء بعد عودة الحياة إلى أسواق الماشية، حيث شهد سوق مدينة الأبيض سيد الشيخ ومنذ الساعات الأولى لطلوع الفجر توافدا غير مسبوق لشاحنات نقل المواشي من كل الأحجام، ومن مختلف الولايات المجاورة، وبالموازاة مع ذلك، اقتحم السماسرة ميدان السوق لشراء قطعان الماشية تحسباً لموعد عيد الأضحى المبارك. وحسب ما تحصلت عليه "الشروق" من معلومات، فإن كثيرا من سماسرة المواشي، اشتروا رؤوسا من الغنم ذات السلالات الرفيعة، ووضعوها بالإسطبلات لتسمينها تحضيرا لاكتساح الأسواق، قبيل أيام من حلول عيد الأضحى المبارك؛ فعملية التسمين -حسب الحاج عليان موال من بلدية الكاف لحمر- التي تسبق عملية البيع في فترة تتراوح ما بين الشهر إلى أسبوعين، تتم بوضع الماشية داخل الإسطبلات، "وتوفير كل ضروريات التسمين السريع لها بإعداد علف محلي مخصص للدواجن "الفينسو"، الذي يعد بديلا لتغذية المواشي؛ ويعمل على زيادة الوزن في ظرف جد قياسي، فيما يرى السيد مولاي -أحد كبار الموالين بالجهة- أن عملية التسمين تساهم بقدر كبير في ارتفاع أسعار الأضاحي التي تعرف سنويا مستويات غير مسبوقة تشمل النعاج، الكباش، الحولي، الماعز.. فمثلا أسعار الكباش بدأت تتخطى عتبة 50 ألف دج، أما أسعار الحولي فلا تقل عن 40 ألف دج، لذا تتخوف الكثير من العائلات أن يتكرر سيناريو الغلاء خلال هذا الموسم. من جهة أخرى، يرجع عدد من تجار الماشية هذا الغلاء إلى موجة الجفاف وعملية الغلق الإضطراري للأسواق، الأمر الذي ضاعف من معاناة الموالين نتيجة غياب السيولة المالية لشراء الأعلاف، وامتناع أصحاب المطاحن على قبول الاستدانة، ممّا تسبب في خسارة كبيرة للموالين جراء بيع الماشية بالجملة في السوق السوداء، لأجل الإبقاء على السلالات الأخرى، علاوة عن غلاء الأعلاف التي تباع في الوقت الحالي، حيث بلغ ثمن النخالة حوالي 3000 دج للقنطار الواحد. ويتوقع سماسرة السوق الذي يتفننون في إلهاب أسعاره أن يصل سعر الكبش إلى 8 ملايين سنتيم، والخروف إلى 35 ألف دج، والنعجة إلى 26 ألف دج. هذا وسجلت "الشروق" حضوراُ مكثفاً لمصالح البيطرة مرفوقين بعناصر من الأمن أمام مداخل السوق تحسباُ لدخول قطعان غنم غير مرخص بتنقلها؛ خصوصاً بعد تسجيل مصالح البيطرة حسب السيد ساعد الهواري -المفتش الولائي للبيطرة- ثلاث حالات إصابة باللسان الأزرق في الماشية بدائرة بوعلام، وتم على إثر ذلك ذلك -حسب المتحدث- معالجة 265 هكتار عبر 5 بلديات لمكافحة حشرة البعوض؛ باعتبارها الناقل الرئيس للمرض، علما أن عددا من الموالين من غير الحاصلين على شهادات التلقيح عادوا أدراجهم، بعد ما منعوا من دخول السوق. وقد تستمر عملية السمسرة -حسب مصادر "الشروق"- لتتجاوز ثلاثة إلى أربعة تعاملات لتصل إلى المستهلك بأثمان مرتفعة، مما يجعله عاجزا عن شرائها، بل والأغرب من ذلك، أن هؤلاء السماسرة ينتظرون أمام مدخل السوق، يسترقون النظر "علّ وعسى" يعثرون على "صفقة العمر" من عند بعض الفلاحين ومربي الغنم الذين يجلبون مواشيهم بغرض بيعها.
الحواجز الأمنية ورخص التنقل وراء عزوف الموالين عنها إقبال ضعيف وأسواق أغلقت أبوابها قبل الثامنة صباحا بڤالمة على عكس كل التوقعات، فإن إقبال المواطنين على أسواق الماشية التي فتحت أبوابها نهار أمس الجمعة، استعدادا لاقتناء أضحية عيد الأضحى المبارك، بولاية ڤالمة، كان محتشما، خاصة بالسوق الأسبوعية ببلدية حمام دباغ، مما دفع بالموالين إلى مغادرة السوق مع الساعات الأولى للصباح، للبحث عن سوق أخرى في إحدى الولايات القريبة، كما أن عدد المربين الذين قصدوا السوق لعرض ماشيتهم للبيع، كان جد قليل ولم يتجاوز خمسة موالين جاء أغلبهم من البلديات المجاورة. وقد أرجع البعض سبب ذلك إلى الإجراءات الرقابية التي فرضتها مختلف الأجهزة الأمنية على مستوى شبكة طرقات إقليم الولاية وكثرة حواجز فرق الدرك الوطني، التي تطلب في كل مرة رخصة التنقل وشهادة الطبيب البيطري للماشية المنقولة، في إطار سلسلة الإجراءات المتخذة لمكافحة فيروس الحمى القلاعية. كما أن إقبال المواطنين على السوق كان جد محتشم، بسبب تخوفهم من ارتفاع الأسعار التي قد تفرزها قلة العرض، بسبب تداعيات إجراءات مكافحة مرض الحمى القلاعية، وقد اضطر بعضهم إلى العودة أدراجه بعد ما وجد أبواب السوق الأسبوعية بحمام دباغ موصدة في وجوههم بعد الثامنة صباحا، والبحث عن الماشية في بعض إسطبلات المعارف من المربين الذين فضلوا عدم المجازفة والتنقل بماشيتهم إلى السوق في اليوم الأول. نفس المشهد، شهده سوق الماشية الجهوي ببلدية تاملوكة صبيحة أمس، عندما اضطر الموالون القادمون من بعض البلديات القريبة على غرار عين اعبيد، وقصر الصبيحي، إلى مغادرة السوق باكرا، في ظلٌ قلٌة حركة الزبائن الذين فضلوا الانتظار إلى ما ستأتي به الأيام القادمة، في وقت يروٌج السماسرة من الذين اعتادوا شراء الماشية وإعادة بيعها بأسعار باهظة مع مناسبة كل عيد أضحى، إلى التهاب أسعار الأغنام هذه السنة، مرجعين سبب ذلك إلى قلة العرض والإجراءات الصارمة المتخذة في إطار المخطط الوطني لمحاربة داء الحمى القلاعية، والمتعلقة أساسا بصعوبة نقل الماشية من ولاية لأخرى، في حين أكد المربون أنهم يتخوفون من انتشار بعض الأمراض الموسمية، وأن رؤوس الماشية عرفت كسادا في الإسطبلات خلال الشهرين الماضيين بسبب غلق الأسواق، وهو ما أصبح يضاعف مصاريف تربيتها، ما قد يدفع بأصحابها للتخلص منها وبيعها بأسعار متدنية لا تختلف كثيرا عن أسعار السنة الماضية.
سعر الخروف ما بين ثلاثة إلى خمسة ملايين سنتيم بياطرة ورجال شرطة يحكمون قبضتهم على سوق عين الحجل بالمسيلة شهد سوق عين الحجل لبيع الماشية في يومه الأول بعد فترة غلق دامت اكثر من شهرين اعتبرها من التقتهم الشروق اثناء جولة استطلاعية بالحصار، تدفق مئات الروؤس، قدرت بأزيد من 4 آلاف رأس مرشحة للارتفاع. وفي سياق تنقلنا عبر أجنحة السوق التي سجلت في يومها الأول بعد قرار الغلق قدوم المئات من الموالين والتجار والمواطنين من مختلف ولايات الوطن كتيارت، العاصمة، سطيف، باتنة، تبسه، الجلفة، المدية، البويرة، سجلنا جملة من الآراء والانطباعات تصدرها تذمر العشرات من الموالين والمربين والتجار بخصوص الإجراء المتعلق بإخضاع الأغنام التي تدخل او تخرج من السوق لشهادة الطبيب البيطري، معتبرين ذلك تعطيلا لهم بعد طول انتظار دام -كما قال هؤلاء- أزيد من شهرين، ويذكر ان بلدية عين لحجل سخرت طبيبا بيطريا وسيارة إسعاف داخل السوق، إضافة لطبيب من مديرية الفلاحة، فضلا عن انتشار رجال الشرطة، لكن رغم ذلك طالب الموالون والمواطنون السلطات العليا في البلاد التدخل من اجل فتح مدة نقل الماشية بين المناطق والمحددة ب24 ساعة، واعتبر هذا الإجراء بمثابة التضييق على حركتهم التجارية، خاصة وأن من تحدثوا إلينا أكدوا ان أغنامهم سليمة، ولم تسجل اية حالة تذكر، وأن مدة غلق الأسواق أثرت عليهم وعلى معيشتهم، من جهته اعتبر نائب رئيس البلدية مفتاح بن يوسف الإجراءات المطبقة وطنية وهي وقائية اكثر منها رقابية، مؤكدا ان المجلس سوف يبلغ كافة الانشغالات على اعتبار ان سوق عين الحجل يشهد في حالاته القصوى دخول أزيد من 6 آلاف رأس غنم، اما من حيث الأسعار فهناك فارق طفيف عن السنوات الماضية، حيث سجلنا أسعارا تراوحت ما بين 03 إلى 05 ملايين للخروف، وهناك من اوضح بأنها أسعار معقولة مقارنة بالسنوات الماضية.
الدركيون انتشروا فجرا والبياطرة غابوا عن صفقات البيع والشراء ارتفاع فاحش في أسعار الأضحية ببومرداس والمتسوقون يكتفون بالتجول أجمع مرتادو سوق الخروبة في ولاية بومرداس أمس، الموالون، المربون، المتسوقون على أن هاجس الحمى القلاعية الذي اجتاح رؤوس الماشية في عديد ولايات الوطن أثر سلبا على إعمار سوق الماشية هذا الجمعة، إذ لم تشهد خلال أول يوم من عودة نشاطها إقبالا كما اعتادت من قبل لذات الأسباب، فضلا عن أسباب أخرى ذات الصلة بالأسعار الملتهبة التي دفعت المتسوقين إلى العزوف عن الأضحية لذات الخلفية والتي أرجعها الموالون والمربون إلى ارتفاع أسعار الكلأ والعلف أيضا. وتباينت أسعار الأضحية في هذا السوق الذي شهد في أول يوم من عودة نشاطه ارتياد موالي الجلفة، المدية، المسيلة على فضاءاته، حيث تراوحت أسعار الخراف بين 25000 دج و35000 دج، فيما بلغ سعر الكبش النايلي أكثر من 70.000 دج، كما هو الحال بالنسبة لكباش منطقة الحضنة التي عرفت إقبالا منقطع النظير من طرف المتسوقين، فيما عرفت الكباش التي تعيش في المنطقة ارتفاعا مذهلا في الأسعار إلى درجة أن تم بيع كبش جلب من منطقة قدارة ب90.000 دج. بعض تجار الماشية ممن تحدثوا إلى الشروق اليومي أكدوا أن الكم متوفر وحتى النوعية متوفرة أيضا في هذه السوق، غير أن الأسعار تخضع للطلب، وبالتالي يمكن أن تشهد تراجعا خلال الأيام القليلة القادمة لأسباب تتعلق بعزوف المشترين عن الأضحية خوفا من مرضها وعدم سلامتها. وفي هذا الشأن، جندت مصالح البيطرة بمقاطعة بودواو التابعة لمديرية المصالح الفلاحية فريقا لمراقبة الماشية التي دخلت سوق الخروبة خلال هذه الجمعة، يتقدمهم بيطري التقته الشروق اليومي في حدود الساعة الثامنة صباحا بمدخل السوق، أي بعد أكثر من 03 ساعات عن افتتاحه، وأكد أن فريقه الموفد لهذه المهمة غير كاف، غير انه سيتضاعف في الأسبوع المقبل موازاة مع اقتراب أيام العيد وتنامي الطلب على الأضحية، وكذا توافد التجار والمتسوقين على السوق. وأشار محدثنا أنه سيعمل على مراقبة الماشية في هذه السوق من حيث نظافتها، سلامتها، صحتها، وكذا المناطق القادمة منها فضلا عن مراقبة الرخص المعتمدة في تنقلها بين الأسواق، غير أن الغريب في كل هذا، تلك الصفقات المبرمة في جنح الليل بين السماسرة والموالين والتي لم تخضع للمراقبة وبالتالي يخشى العام والخاص أن تتسرب الماشية المصابة بطريقة أو بأخرى خارج الفضاءات ويتم تداولها دون مراقبة. من جهتها مصالح الدرك الوطني التابعة للفرقة الإقليمية بالخروبة كثفت من دورياتها داخل وخارج السوق بنشر أفرادها عبر البوابات الرئيسية وكذا مدخل المدينة تحسبا لأي طارئ، إذ تم تسجيل حضورها منذ اللحظات الأولى من فجر الجمعة رغم أن السوق كانت عامرة في حدود الساعة الثانية صباحا.