عبّر المعارض التونسي نجيب الشابي في اتصال هاتفي الأربعاء مع "الشروق اليومي" عن "تأسفه الشديد" لقرار الرئيس زين العابدين بن علي ترشحه لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2009، معتبرا أن الرئيس بن علي يعيد من جديد حالة الرئاسة مدى الحياة إلى تونس بعدما كان قد أصدر بيانا يوم توليه الرئاسة عام 1987، جاء فيه "أنه لا رئاسة مدى الحياة"..، وهو يتنافى مع طموحات الشعب التونسي الرامية إلى تكريس مبدأ التناوب على السلطة. * وأكد السيد نجيب الشابي، وهو الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي أن قرار الترشح لولاية خامسة يتنافى مع طموحات الشعب التونسي الرامية إلى تكريس مبدأ التناوب على السلطة. وطالب الشابي بفتح حوار وطني بين القوى السياسية وبتعديل الدستور والحد من عدد الولايات الرئاسية، كما طالب بتوفير الشروط القانونية لضمان انتخابات حرة ونزيهة. وحذر محدثنا من أن عدم استجابة نظام الرئيس بن علي لهذه المطالب يعرض الاستقرار السياسي والاجتماعي في تونس إلى الخطر. * وبخصوص ما إذا كان ما يزال متمسكا بحقه في الترشح للانتخابات الرئاسية ومنافسة المرشح الوحيد، الرئيس بن علي، أكد المعارض التونسي في اتصاله الهاتفي مع "الشروق اليومي" أن موقفه لم يتغير بهذا الشأن وأن رفض النظام لترشحه دليل قاطع على أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون فاسدة وستقوم على الإقصاء، وبعبارة أخرى ستكون انتخابات على المقاس. * * من جهة أخرى كشف نجيب الشابي أن تونس تعيش حالة من الاحتقان والتذمر جراء الوضع الاجتماعي والسياسي المتفاقم، وعبّر عن خشيته من أن عدم التعجيل بالإصلاح قد يؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد. وأعطى الشابي مثالا على حالة الاحتقان ما تشهده منطقة المناجم الواقعة على الحدود الجزائرية، حيث تشهد المنطقة منذ جانفي الماضي ما يشبه الانتفاضة بسبب تصدي السلطات للمواطنين الذين يطالبون بحقهم في العمل والاحتجاج على المحسوبية في الشغل. ويؤكد المعارض التونسي أن السلطات تتصدى لهذه المطالب من خلال الاعتقالات العشوائية التي تطال المواطنين. تجدر الإشارة إلى أن الرئيس زين العابدين بن علي وافق على الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة في خطاب ألقاه في افتتاح المؤتمر الخامس للحزب الحاكم "التجمع الدستوري الديمقراطي" الذي عقد أمس الأربعاء. ولم يشكل هذا الإعلان مفاجأة للتونسيين باعتبار أن اللجنة المركزية للحزب الحاكم رشحت الرئيس بن علي لولاية جديدة في فيفري 2007 وجددت دعوتها هذه في 15 جويلية خلال اجتماع للجنة المنتهية ولايتها. * * وبالإضافة إلى تأكيدات الحزب الحاكم بخصوص ترشيح بن علي لولاية رئاسية جديدة، يمارس النظام تضييقا على المعارضين من أجل منعهم من الترشح بكل الوسائل على غرار ما حصل مع المعارض نجيب الشابي. ويذكر أن زين العابدين بن علي تولى الرئاسة عام 1987، ومن المقرر أن يعاد انتخابه العام 2009 لولاية هي الخامسة على التوالي وذلك في ضوء تعديل دستوري تمت الموافقة عليه عبر استفتاء العام 2002. وأتاح هذا التعديل إعادة انتخاب بن علي عام 2004 بأكثرية 94,49 في المائة من الأصوات في مواجهة ثلاثة منافسين ينتمون إلى المعارضة البرلمانية التي تسير في فلك النظام.