أجمعت النخب الإسرائيلية على أن كل الدلائل تشير إلى عدم قدرة الجيش السوري على الصمود أكثر أمام الضربات القوية للمعارضة المسلحة في الأسابيع الأخيرة، منبّهة إلى أن نظام الأسد يمكن أن يسقط في أيّ لحظة. ونقلت وكالة "سما" عن رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب، رون فريدمان، قوله إن أكثر ما يدلل على انهيار المعنويات الشاملة للجيش هي الاستغاثة التي أطلقها القائد العلوي للقوات السورية في منطقة حلب، سهيل الحسن، والتي كشفت عن تهاوي معنويات قوات النخبة في قوات الأسد. وفي مقال نشره موقع صحيفة "واي نت" الإخباري، أمس الثلاثاء، أوضح فريدمان أن هناك دلالة كبيرة على انهيار معنويات الحسن تحديداً، لأنه يعد أكثر قادة جيش الأسد حماسا للحرب وأكثرهم شهرة بسبب "الإنجازات" التي حققها، إلى درجة أنه قد أطلق عليه "النمر". ونبّه فريدمان إلى أن الحسن هو صاحب فكرة إلقاء البراميل المتفجرة على المدن السورية، بهدف كسر معنويات الثوار والحاضنة الاجتماعية والجماهيرية لهم. وأشار فريدمان إلى أن حماس القائد العلوي للحرب ضد قوات المعارضة وصلت إلى حد أنه لم يرجع إلى بيته على مدى أربعة أعوام، على اعتبار أن انهيار النظام يعني القضاء على طائفته العلوية. وشدد فريدمان على أن نقطة التحول الفارقة التي أفضت إلى هزيمة الجيش السوري في الأسابيع الأخيرة أمام المعارضة، تمثلت في توحد فصائل الثورة السورية التي قلبت موازين المعركة رأسا على عقب. وفي السياق، اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أمس الثلاثاء، أن انضواء فصائل المعارضة المسلحة تحت لواء "جيش الفتح" مثل تطورا سمح للثوار بمراكمة قوتهم العسكرية في مواجهة قوات النظام، ما أدى إلى تقهقر الأخيرة، لاسيما بعد سيطرة المعارضة على محافظة إدلب ومدينة جسر الشغور، وتقدّمها نحو الساحل، وتحديدا صوب معاقل العلويين. وأشارت الصحيفة إلى أن انشغال تنظيم "داعش" بمواجهة القوات العراقية في محيط بغداد قلص الضغط على قوات الثوار في شمال سوريا، وجعلها تتفرغ للتخطيط للتقدم صوب معاقل نظام الأسد التقليدية. وفي السياق، دعا "مركز يروشلايم لدراسة المجتمع والدولة" الذي يديره دوري غولد، كبير المستشارين السياسيين لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، إلى إقناع الغرب بتبني تقسيم سوريا. وفي ورقة تقدير موقف نشرها الاثنين، حذر المركز من أن بقاء سوريا بدون تقسيم يعني تحويلها إلى "قوة سنية كبيرة"، مشددا على أن كل الدلائل تؤكد أن جماعة "الإخوان المسلمين ستلعب الدور الرئيس في إدارة مقاليد الأمور في هذه البلاد". واعتبر المركز أن "تقسيم سوريا إلى دويلات سيكون الحل الأفضل لإسرائيل والغرب"، مشددا على أهمية أن تعلن الولاياتالمتحدة تأييدها لاستغلال إقليم كردستان العراق، على اعتبار أن مثل هذه الخطوة تفتح الطريق أمام "انفصال المزيد من الدويلات في المنطقة."
.. نصر الله: النظام السوري لن يسقط والحرب ستكون طويلة نقلت تقارير صحافية أمس الثلاثاء، عن زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، القول إن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد يعني سقوط حزب الله. وقال نصر الله القول خلال لقائه بميشال عون قبل أيام إنه: "لن يكون هناك سقوطٌ للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه، لأن سقوطه يعني سقوط الحزب بالذات، وسقوط محور الممانعة"، وذلك وفقاً لصحيفة الأخبار اللبنانية. وتابع نصر الله: "الأعمال العسكرية الأخيرة في سوريا بين النظام ومعارضيه أشبه بعقارب ساعة تترنح، تميل مرة إلى الربح وأخرى إلى الخسارة.. إلا أن الأسد لن يسقط". وأضافت الصحيفة أن نصر الله لفت محدّثه إلى "استحالة استعادة السيطرة على سوريا كلها، بيد أن الأخطر من ذلك الإيحاء بفكرة الأقاليم في سوريا على غرار العراق، لم يكن في الإمكان سوى خلاصة الحزب إلى أنه لا خيار له في الحرب السورية، ولا تراجع عنها.. المعركة هناك طويلة ولن تنتهي".