معظم أبطال العالم أسقطتهم بالضربة القاضية

بلقاسمية للشروق اليومي:

* الأمريكيون عرضوا عليّ الجنسية والفرنسيون سموني »الظاهرة« * أحب نانسي عجرم والغناء العربي العاطفي
*
عندما تجالس الملاكم محمد بالقاسمية، تحس كم نحن ظالمين لأنفسنا، نبتلع أبطالنا دون أن تأخذنا بهم رأفة، فالبطل الكبير الذي تهاطلت عليه عروض التجنّس من أمريكا ومن أوروبا فرفضها جملة وتفصيلا، نجده الآن يكاد (يتسوّل) منازلة، إلى درجة أنه أمضى عام 2007 كاملا من دون أدنى
*
منازلة في فن نبيل لا تبلغ فيه قمة النبل إلا بالمنازلات الدولية..
*
*
*
*
محمد بلقاسمية الذي كان رفقة مناجيره محمد ڤنيف، الذي حاز عام 2003 على أوسكار أمريكي كأحسن مناجير في العالم فتح قلبه للشروق اليومي فكان كعادته ضيفا نبيلا مثل منازلاته.
*
*
*
* هل يمكن القول أن بلقاسمية سيعود قريبا؟
*
- إن شاء الله... من المفروض أن أواجه منافسين أروربيين كبار في أربع إلى ست منازلات قبل ديسمبر 2008 وهو ما يفتح لي الباب للعودة إلى الواجهة بعد الذي حدث لي عام 2007 الذي أمضيته كاملا في بطالة أضاعت عني الكثير وأفقدتني درجات كثيرة. يمكن القول أنني في صراع مع الزمن للعودة إلى رتبتي السابقة والدفاع عن لقبي كبطل العالم WBB الذي أحرزته ثلاث مرات والتفكير في بطولات WBF وWBA وWBO التي هي حلم كل العرب والآفارقة وطبعا الجزائريين.
*
*
* لكن لماذا غاب نجمك عام 2007؟
*
-الغياب كان لسبب واحد وهو "مالي" بحت، فنحن مازلنا نعتمد ثقافة السبونسور رغم أن المنازلات الكبرى يتابعها كل العالم، تصور أننا نطلب أحيانا من مؤسسات كبرى منحنا 600 مليون لإجراء منازة عالمية فتقدم لنا 10 ملايين سنتيم أو أقل... أمنيتي، كملاكم عالمي، أن أجري منازلة كل ثلاثة أسابيع وأتمنى في غياب السبونسور أن تساعدنا الولايات حتى نحقق الانتصارات في كل الجزائر.
*
*
* نشعر من كلامك بالحسرة؟
*
* طبعا... عندما تشاهد عالم الملاكمة مزدحما بأبطال عالميين معظمهم سقطوا أمامي بالضربة القاضية، لا يمكنك سوى أن تحس بالحسرة، فمثلا عندما ألتقى بطل فرنسا مورماك بالبطل العالمي الأمريكي »أونيل باي« قالت الصحافة الفرنسية و»كنال بليس« إن البطل الأمريكي لم ينهزم في حياته إلا مرة واحدة وكانت بالضربة القاضية ضد الملاكم الظاهرة »بلقاسمية«، ثم تساءلت »أين هو بلقاسمية؟« عندما تسمع مثل هذا الكلام لا يمكن سوى أن تحس بالحسرة.
*
*
* في الجزائر لا توجد ثقافة سبونسور وأيضا ثقافة ملاكمة فنحن لا نعرف متى تصبح بطلا للعالم؟
*
- في عالم الملاكمة الاحترافية تغيّرت الأمور، إذ توجد حاليا 20 منظمة عالمية، وأنا حاليا بطل للعالم في WBB وهي بطولة حافظت عليها ثلاث مرات ولكن هدفي أكبر من ذلك وهو الإحراز على البطولات الكبرى التي تكلف بعضها 25 مليون أورو أي حوالي 250 مليار سنتيم وهنا يتدخل المناجير محمد ڤنيف ليذكرنا أن بلقاسمية هو أعظم ملاكم عرفته الجزائر والعالم العربي والإفريقي.
*
*
* عانيت بالتأكيد لأجل بلوغ هذا المستوى؟
*
- تصور أنني عندما قابلت الدانماركي »جيسبر كريستيانسن« في 12 أكتوبر 2001 في الدانمارك قمنا باستلاف مبلغ مالي لأجل بلوغ الدانمارك... وتصور أيضا أنني سافرت من روان الفرنسية إلى كوبنهاجن برّا على مسافة 1700 كلم لمدة 17 ساعة كاملة، وعندما بلغت الدانمارك ضحكوا عليّ واستهزأ بي بطلهم، حيث قال إنه سيواجه ملاكما »نائما«، كما أنني لم استقبل حتى من القنصل الجزائري في الدانمارك وواجهت جمهورا عنصريا كان ضد المسلمين شهرا بعد أحداث نيويورك في 11 سبتمبر 2001 ودخلت المنازلة في أجواء مشحونة، ولكني قررت رفع التحدي وأرسلت للدانماركيين بطلهم على البساط لينام بدلا عني أنا الذي عشت 17 ساعة في السفر. وبعد الفوز بالقاضية هربنا أنا ومناجيري برا... وبدأت بعد ذلك التقدم عالميا وللأسف كان بإمكاني أن أكون الرقم 1 عالميا... لكن!!
*
*
* وصلتك عروض للتجنس؟
*
- كثيرة جدا... عندما عشت عامين في الولايات المتحدة حاولوا تجنيسي ليحولوني بطلا عالميا كما عُرضت عليّ الجنسية الفرنسية... في فرنسا بطلهم الأول يلعب أمام 1000 متفرج وعندما ألعب أنا في فرنسا يكون الجمهور الفرنسي خارج القاعة بالآلاف هم يسمونني »الظاهرة« منذ أن أطلقت عليّ هذا اللقب قناة F3.
*
*
* أين تقطن الآن وكيف تتدرب؟
*
- أنا في الجزائر وبالتحديد في البليدة أتدرب تارة مع مولودية العاصمة وأيضا مع بوفاريك.
*
*
* متزوج؟
*
- نعم وأب لطفلين هما منير 7 سنوات وعبد الله 3 سنوات.
*
*
* هل يتابعان منازلات والدهما ويحبان الملاكمة؟
*
- في الجزائر الكرة وحدها رياضة... طبعا يشاهدان منازلاتي، أما عن خياراتهما فهما مازالا صغيرين ولم يحضرا سوى مرة واحدة منازلة في الشلف.
*
*
* خارج الملاكمة ماذا تحب من الرياضيات؟
*
- صرت »بالسيف« أتابع الكرة وأحوالها، لكن أحب عموما الرياضات القتالية، وأمارس كرة السلة أريد أن أؤكد أنهم في الخارج هم الذين يصنعون الأبطال أما عندنا فنحن الذين نصنع أنفسنا.
*
*
* دعنا من الرياضة هل تتابع الغناء؟
*
- نعم خاصة الغناء العاطفي العربي، فأنا عاطفي جدا وأحب اللبنانية نانسي عجرم التي أتمنى حضور حفلتها القادمة في مدينة قسنطينة... المدينة الساحرة التي أذهلني جمالها ورأيتها كأجمل ما شاهدت في حياتي، خاصة التليفيريك والجسور المعلقة، كما أحب الشاب خالد الذي التقيت به في بعض الحفلات... عموما أحب الغناء العاطفي العربي.
*
*
* هل تأكل بطريقة نظامية أم عادية؟
*
- في سائر الأيام آكل كل ما تشتهيه نفسي، أما في زمن المنافسة فأعتمد على ريجيم رياضي صرت أتقنه دون مساعدة طبيب.
*
*
* هل تهوى السفر؟
*
- كنت مغرما بالسفر، أما الآن فلا أحب مغادرة الجزائر نهائيا ويبقى حلمي القريب أن أؤدي رفقة عائلتي عمرة ومناسك الحج، لأنها أحسن سفرية في حياتي. وهنا يتدخل مناجيره ليقول: »هل تعلم أن بلقاسمية يرفض المنازلة في أيام رمضان رغم أن هاته المنازلات تدرّ عليه الملايير والرتب المتقدمة، في زمن الأزمة كان ينازل في أمريكا ويفتخر بجزائريته، عندما كان البعض يخجل من هذا الانتماء.
*
*
* هل سبق وأن سقطت في منازلة؟
*
- أجريت لحد الآن 41 منازلة احترافية تعادلت مرة واحدة وخسرت بالنقاط مرتين وفزت 38 مرة من بينها 35 مرة بالقاضية أو بتوقيف من الحكم، وسقطت مرة أثناء المنازلة ضد الأمريكي »أونيل باي« بطل العالم حاليا وهو جمايكي الأصل لكني قمت وأسقطته بالقاضية... وحتى لا تنسوا فهو حاليا بطل للعالم!!
*
*
* هل تستعمل قوتك للدفاع عن نفسك أو المظلومين؟
*
- لا... الناس تعرفني ولا يجرؤ أحد أن يظلمني، ولأنني عاطفي أتدخل دائما للدفاع عن المظلومين لكن من دون استعمال القوة... أنا مقتنع أن نظرتي فيها الكثير، فبمجرد »خزرة« يهرب الظالم.
*
*
وقدم مناجير محمد بلقاسمية للشروق اليومي قرصا مضغوطا فيه تاريخ منازلاته الحاسمة وهو القرص الذي لم يشاهده لحد الآن البطل الكبير محمد، الذي يريد أن يصبح مع بداية 2009 بطلا كبيرا للعالم ليعوض »محمد« بلقاسمية »محمد« علي، ويبقى محمد الأقوى كما كان منذ 14 قرنا برغم الذين حاولوا الإساءة لحامل هذا الإسم... فمن يساعد محمد لبلوغ الأمنية الكبيرة جدا.