يشمل بنك معلومات مصالح الشرطة على حوالي 5 آلاف ملف خاص بالمفقودين الذين أودعت عائلاتهم شكاوى لدى مصالح الأمن بعد اختفائهم في ظروف غامضة، وأحصت الشرطة حوالي 4576 حالة اختفاء لأشخاص من الجنسين من مختلف الأعمار، منهم مسنون تصل أعمارهم إلى 94 عاما وأطفال في العاشرة من العمر، إضافة إلى مختلين عقليا ومعاقين حركيا هجروا المسكن العائلي حسب تصريحات ذويهم في ظروف مجهولة ومحيرة. * * "حراڤة" وإرهابيون جدد في عداد "المفقودين" * * وكانت العديد من العائلات قد سارعت على خلفية التفجيرات الانتحارية التي هزت العاصمة في 11 أفريل 2007 إلى الإبلاغ عن "فقدان" أبنائها الذين غادروا المنزل خلال الفترة الممتدة من نهاية 2006 إلى فيفري 2007، وزعمت أنهم التحقوا بالمقاومة العراقية وآخرين أكدت أنهم هاجروا البلاد بطريقة سرية بحرا "حراڤة"، ولم تقم هذه العائلات بإبلاغ السلطات عن اختفائهم في حينه، إلا بعد أن باشرت أجهزة الأمن تحقيقات في "الاختفاءات الغامضة" للمجندين حديثا في العمليات الانتحارية. * * وأشارت مصادر أمنية مسؤولة إلى إن هذه الأرقام لا تعكس الواقع، على خلفية أن بعض العائلات لا تقوم بإسقاط البلاغ عند العثور على الشخص المفقود أو عودته إلى البيت، وتتردد عائلات أخرى من جهة ثانية في الإبلاغ عن فقدان ذويها، خاصة عندما يتعلق الأمر بفتيات توصلت التحقيقات إلى أنهن هربن من المسكن العائلي لأسباب مختلفة. * * وأوضحت نفس المصادر أن العائلة تتصل بمصالح الشرطة لإيداع شكوى تتعلق باختفاء أحد أفراد عائلتها مرفوقة بصورته، وتقدم تفاصيل عن جميع ظروف اختفائه (الساعة، اليوم، اللباس الذي كان يرتديه والمرض الذي يمكن أن يعاني منه)، ليتم تدوين المعلومات وإرسالها إلى جميع مصالح أمن الولايات في إطار "البحث في فائدة العائلات"، كما توجه نسخة على مصالح الدرك الوطني ومصلحة الاستغلال والبحث. * * شيوخ وعجائز ضمن المفقودين وأطفال يهربون بعد فترة الامتحانات * * وتحصي مصالح الشرطة أكثر من 5 آلاف حالة أغلبها مرفوقة بالصور والوضعية العائلية والمهنية، مع الإشارة إلى العلامات الخصوصية. واللافت أن العديد من المفقودين هم من المعاقين ذهنيا وحركيا، إضافة إلى مسنين وعجائز تتراوح أعمارهم بين 88 و94 عاما من الجنسين، فقدوا في ظروف غامضة، ولا يستبعد أنهم مصابون بمرض "آلزهايمر" الذي يرافقه فقدان الذاكرة، لكن أغلب هؤلاء هم من الشباب، خاصة الإناث اللواتي تتراوح أعمارهن بين 16 و38 عاما، عازبات ومطلقات، وهناك أيضا حسبما توفر ل"الشروق" من معلومات سيدات متزوجات وأمهات لأكثر من طفلين، قد تكون أبرزها الحالتان المسجلتان بتلمسان والجلفة. * * ومن بين القصر المفقودين أطفال في العاشرة من العمر، سليمي العقل والبدن، غادروا منازلهم دون إبلاغ عائلاتهم. ولاحظ مسؤول أمني على صلة بالملف، أن أغلب الحالات سجلت خلال انتهاء الموسم الدراسي أو عند انتهاء فترة الامتحانات، وتحدث عن "هروب منزلي" وليس فقدان، وأوضح أن هؤلاء يعودون إلى البيت، "لكن عائلاتهم لا تبلغ مصالح الأمن، ليبقى البحث جاريا عنه ولا يتم إسقاط البحث، مما ترتب عنه مشاكل لاحقا، حيث تم مؤخرا توقيف سيدة كانت محل بحث منذ 20 عاما من طرف أهلها، عند محاولتها مغادرة التراب الوطني مع زوجها، وثبت أنه تم العثور عليها، لكن دون إبلاغ الجهات الأمنية منذ تلك الفترة. * * وقامت المديرية العامة للأمن الوطني بنشر الحالات في موقعها على الأنترنت في نافذة "بحث في فائدة العائلات" لتمكين المواطنين من الاطلاع عليها وإبلاغها في حال توفر معلومات عنهم. * * وكانت مصالح الأمن قد قامت مؤخرا بالتحقيق في بلاغات العائلات بفقدان ذويها بعد لجوء العديد منها إلى "التستر عن أبنائهم الذين التحقوا بصفوف الجماعات الإرهابية، بتقديم بلاغات كاذبة عن اختفائهم"، وتوصلت أيضا تحريات أمنية إلى أن العديد من "المفقودين" هم من "الحراڤة" الذين غادروا التراب الوطني في إطار الهجرة السرية.