يستمع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الأحد، خلال مجلس الوزراء، الذي استدعى إليه أعضاء حكومة عبد العزيز بلخادم، الى عرض وافي عن ظاهرة الحرڤة أو ما يعرف بالهجرة غير الشرعية للشباب الجزائري باتجاه الدول الأوربية، هذا العرض الذي سيقدمه وزير التضامن الوطني، جمال ولد عباس. ولعل أهم نقطة ضمن جدول أعمال مجلس الوزراء، المقرر الأحد، هي العرض الذي سيقدمه وزير التضامن عن ظاهرة الحرڤة، وأسبابها والحلول المقترحة من قبل دائرته الوزارية، على اعتبار أنها الوصي المباشر عن آليات العمل المصنفة ضمن إطار العمل التضامني للحكومة، كما سيكشف ولد عباس عن رؤية وزارته للحلول العملية القادرة على إقناع الشباب المحبط من ركوب أمواج البحر، والمخاطرة بحياتهم في سبيل الوصول الى الضفة الأخرى من البحر.ومعلوم أن وزير التضامن كان قد عمد في المدة الأخيرة الى الاستثمار في إحدى الآليات التي أوجدتها الحكومة منذ مدة، لتشجيع الشباب البطال على الشغل، وذلك من خلال ما يوفره الصندوق الوطني للقروض الصغيرة، والتي توفر للشاب قرضا ما بين 30 ألف دينار الى 400 ألف دينار. عملية الترويج لهذه الآلية ومحاولة استغلال ولد عباس لها على أساس أنها موجهة للشباب الحامل لمشروع "الحرڤة"، أعطت الانطباع على أنها آلية حديثة النشأة أوجدت خصيصا للتكفل بالشباب الراغب في الحرڤة.ومن المرتقب أن يفصح رئيس الجمهورية، خلال لقائه بالوزراء عن تصور جديد لمعالجة ملف الهجرة غير الشرعية، وتنامي ظاهرة الحرڤة التي تحصد أرواح الشباب، وتترقب كثير من الأوساط أن يدلي الرئيس بدلوه في الظاهرة التي جعلته، يقول صراحة في لقاء الحكومة مع الولاة الذي تطرق الى ظاهرة الحرڤة إن سياسات الحكومة كانت كثيرة، غير أن نتاجها يؤكد إخفاقها.مجلس الوزراء المقرر الأحد، يشد إليه الأنظار، كما يحبس أنفاس كثيرين في ظل الظرف الزمني ومجموعة المعطيات والمؤشرات الجديدة المتوفرة على الساحة السياسية، فالرئيس يدخل السنة الأخيرة من عهدته الرئاسية الثانية، وملف تعديل الدستور مايزال عالقا من دون حسم فيه، رغم تعالي الأصوات المنادية إليه.