رئاسة الجمهورية في انتظار زيارة الزراء في رمضان..للمحاسبة لم يبق عن الدخول الاجتماعي إلا بضعة أيام، حيث سيتصادف هذه السنة مع حلول شهر رمضان المعظم، وينتظر أن يعود قبل هذين الموعدين السياسي والديني، معالي الوزراء إلى مكاتبهم، بعد قضائهم لعطلة رمزية. * في وقت استفاد فيه النواب من فترة راحة ونقاهة برلمانية طويلة، بينما فضل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومعه رئيس حكومته، أحمد أويحيى، مواصلة نشاطهما وقطع عطلتيهما، الأول بسبب كثافة أجندته، والثاني لأنه لم يستأنف مهامه خلفا لعبد العزيز بلخادم، إلا مؤخرا فقط. * سياسيا، سيكون الدخول الإجتماعي مميزا وحافلا بالأحداث هذا العام، ولعل أول ما في الرزنامة السياسية، انطلاق العد التنازلي لتنظيم الإنتخابات الرئاسية (أفريل 2009)، كما ينتظر أن يتحدد "مصير" تعديل الدستور والمحاور الكبرى وكذا الأولويات التي ستمس دستور 96 الذي قال عنه الرئيس بوتفليقة خلال عهدته الأول إنه "يكرهه لكنه يحترمه". * بوتفليقة، يرتقب ان يزاول خرجاته الميدانية والتفقدية للولايات، للوقوف على سير المشاريع، ومراقبة وتيرة إنجازها، خاصة تلك التي دشنها وأعطى إشارة انطلاقها خلال العهدتين الأولى والثانية، وسيكون رمضان مناسبة لاستئناف الرئيس جلسات "الحساب والعقاب" واستنطاق الوزراء بشأن قطاعاتهم وتقييم إنجازاتهم، على مقربة من انقضاء العهدة الرئاسية الثانية، التي لم يتأخر الرئيس خلالها عن إتهام بعض الوزراء بالكذب وتغليطه وتضليله بأرقام مزيفة. * وعليه، فإن الدخول الإجتماعي، الذي لم يبق عنه سوى بضعة أيام، سيوقظ الحكومة ومعها الأحزاب ويخرجها من مخابئها وينهي عطلها، في ظل استمرار الصراعات والنزاعات وإطلاق "النيران الصديقة" داخل بيوت بعضها. ويرى مراقبون أن موعد الرئاسيات المقبلة، سيكون المفتاح الذي سيغلق أبوابا سياسية مفتوحة وسيفتح بالمقابل أبوابا أخرى مازالت موصدة في وجه مواقف وتموقعات مؤجلة بسبب الصمت و"الغموض" الذي أصاب فجأة الطبقة السياسية بشأن التعديل الدستوري المرتقب. * برلمانيا، سيكون افتتاح الدورة البرلمانية المقبلة، فرصة أيضا لتحريك وتحرك الأحزاب داخل قبة زيغوت يوسف، من أجل التموقع إما مع حكومة أحمد أويحيى أو ضد توجهها وخياراتها، وتحديدا فيما يتعلق بمشاريع القوانين المنتظر عرضها للمناقشة والمصادقة على الهيئة التشريعية، وكذا تلك المراسيم الصادرة، خاصة تلك الموصوفة والمتهمة بالقرارات "غير الشعبية"، خاصة ما تعلق منها بتلك الإجراءات التنفيذية التي تستهدف بالدرجة الأول جيوب الغلابى والزوالية من المواطنين. * إجتماعيا، سيشكل الدخول الإجتماعي عود كبريت ستحاول بعض الأطراف السياسية والنقابية استغلاله لإشعال "نيران" الغضب والإحتجاج من أجل لي ذراع الحكومة و"التفاوض" معها من موقع قوة، موازاة مع دخول مدرسي وجامعي "صعب وحرج"، إلا أن الوعيد والتهديد السابق الذي أطلقه رئيس الحكومة، بعد عودته إلى قصر الدكتور سعدان، عندما قال بأن الدولة ستستعمل العصا لمن عصا، سيكون جدارا في وجه "الغاضبين" ومن الصعب تسلقه، على اعتبار أن المواعيد السياسية المنتظرة على المدى القريب، لن تقبل ولن تتحمّل أي ّ إبتزاز أو تشويش بوسعه أن يهدد بعصف الإستقرار السياسي والإجتماعي ويعيده إلى نقطة الصفر. * أمنيا، يتوقع مراقبون، أن تحاول بقايا الإرهاب الإستثمار في الدخول الإجتماعي المصادف لشهر الصيام والقيام، توقيع "تصعيد" إجرامي بحثا عن صدى إعلامي وتسجيل حضور "سياسي" على المستوى الخارجي، قصد إيهام الرأي العام بالأهداف "السياسية" للتنظيم الإرهابي الذي مازالت قيادته ترفض الإستسلام والتوبة مقابل الإستفادة من تدابير السلم والمصالحة الوطنية. *