عرفه الجمهور بأغانيه الوهرانية الموزونة، على خطى بلاوي الهواري والراحل أحمد وهبي... غاب عن الساحة الفنية أكثر من عشر سنوات، لكنه عاد مرة أخرىل يصدح بحنجرته الهادئة المميزة، مرجعا غيابه إلى التهميش الذي طاله من أشخاص نافذة بمؤسسة التلفزيون ووزارة الثقافة. * "شهرة خالد لا تختلف عن شهرة بن لادن وبوش وشارون..." * * ومع ذلك لا يزال متمسكا بلونه الغنائي، معتبرا في المقابل موسيقى الراي لونا لقيطا كبر في الشوارع... وفي لقاء جمعه مع "الشروق"، أفصح بارود يبخّدة أنه لا يعترف بعالمية الشاب خالد ويعتبر شهرته تشبه شهرة شارون وبوش وبن لادن، وبأن "ملك الراي" لا يؤدي إلا بقايا الغناء الوهراني الأصيل. * * ** منذ زمن وأنت غائب عن الساحة الفنية، هلاعتزلت الغناء؟ * لا، لم اعتزل لكني مثل كثير من الفنانين الجزائريين ممن أفنوا حياتهم في غناء الأصيل من الأغاني ، أصبح غير مرغوب فينا تقريبا من قبل المشرفين على تسيير الشؤون الثقافية والفنية في البلاد، هم يمارسون علينا تعتيما صريحا ومعلنا، وهو ما أخمد جذوتنا وأبعدنا عن الساحة الفنية، اذكر أني وعدد كبير من الفنانين الجزائريينوالوهرانيين على وجه الخصوص خدمنا كثيرا ما أصبح يسمى اليوم بديوان الثقافة والإعلام، لكن هذه الهيئة الثقافية تخلّت عنا بعد أن اتّسع مجالها،أما التلفزيون فأبوابه موصدة في وجوهنا بأمر من مديرة الإنتاج سامحها الله"برّابح خيرة"، المعروفة باسم "السيدة ليلى"، التي تحتكر التلفزيون وتمنع وصولنا إلى معابره، وهو ما جعلني عدة مرات أطلب من رئيس الجمهورية التدخل لإحقاق الحق، وكذلك لوزيرة الثقافة خليدة تومي ضلع في واقعنا المر أيضا،واعتبر أنها لم تخدم الثقافة في شيء ولم تعمل إلا لتكريس الرداءة، فالواجب عليها أن تتخلى عن منصبها ودعيني وأنا اليوم أفرغ ما بصدري ل "الشروق" أتطرق أيضا إلى مديرة الثقافة بوهران التي اعتبر أن وجودها أو غيابها عن منصبها سيان وأتمنى أن تمضي استقالتها هي الأخرى فهي لم تخدمنا كفنانين. * * ** أهذا ما يجعلك أيضا تغيب عن حضور الفعالياتالثقافية ولو كضيف كما يفعل الكثير من الفنانين الجزائريينممن يمضون حضورهم دون مشاركة فنية؟ * بصراحة، أنا أقاطع هذه التظاهرات والمهرجانات التي لا تعترف بي إلاكضيف يستعان بي لملء كرسي من الكراسي، وقد أخذت قراري في عدم حضور أي فعالية لاأغني فيها اللون الوهراني الأصيل الذي يحن الجمهور الجزائري إلى سماع كلامه النظيف، وسط فوضى الغناء الصاخب، وقد استأت كثيرا حين نظم مهرجان الفيلم العربي مؤخرا بوهران ولم يطلب فيه أي فنان وهراني للغناء أمام الضيوف العرب، فالعرس أقيم بيننا ولم نشارك في مراسيمهما عدا الزهوانية التي صدحت والتلفزيون الجزائري يصورها وهي تقول "حبيبي ونبغيه" وكأن ليس بوهران سواها أو أن الأغنية الوهرانية لا يمكنها أن تكون إلا على منوال الزهوانية، التي لم تمثل اللون الغنائي الوهراني الأصيل. * * ** مع إلقائك باللائمة على المسؤولين إلا انكبالمقابل لا تنشط فنيا، ألا يمكن أن تكون قد فقدت الرغبةفي الغناء مثلا؟ * يا سيدتي بماذا أنشط، فتسجيل ألبوم غنائي بالمقاييس الحالية ليس أمراسهلا، سابقا كان لإذاعة وهران دور كبير في تسجيلنا لأغان كثيرة أوصلتنا إلى الجماهير العريضة وكنا ننشط بمعدل أغنية كل شهر، كان معدلا كافيا ليتواصل معنا الجمهور، أما اليوم نحن في مواجهة الموزعين المحتالين ممن يمارسونأساليبهم الملتوية علينا ما يعيقنا على التعامل معهم ويبعدناعن دخول الاستوديوهات التي لم أطأها شخصيا منذ أكثر من عشرسنوات * ما عدا ألبوم متواضع سجلته على نفقتي الخاصةيملي قصائد للشيخ العلاوي وغيره. * * ** ألا يمكن أن يكون اللون الذي تؤديه قد اضمحلمع الحضور القوي لأغنية الراي الوهرانية؟ * أولا دعيني قبل أن أجيبك على سؤالك أصحح لكمعلوماتك، فالراي ليس موسيقى وهرانية * اعتبره نوعا لقيطا ولد بالشوارع وكبر بينها، وجمهوره في الغالب هم من المنحرفين وأصحاب السوابق. وأصدق إن سميته ضربا من ضروب الإرهاب. أما عن اللون الوهراني الأصيل فمن المستحيل ان يضمحل ان بقينا نحارب من اجل بقائه وأنا لا استطيع أن أنجرف مع تيار ما يقدم اليوم من أغنيات، بل إنني متأكد من أن الناستنتظر الفن الراقي والأغنية المحترمة التي أقدمها، فهي أكثراستمرارية من أغنيات هذه الأيام. * * ** لكن مع كل ما قلته عن الراي إلا أنه بلغ العالمية بفضل الشاب خالد، كيف تفسر هذه المفارقة؟ * أما عن ما وصفته بالعالمية فلا اعترف بها أنا شخصيا، وإن كان ما وصل إليه الراي عالمية يحسد عليها، فأنا لا أحسد شارون وبن لادن وبوش على عالميتهم،أما الشاب خالد فهو في رأيي لا يمثل الأغنية الوهرانية بل يمثل نفسه واللون الذي يؤديه، الذي اعتقد انه بقايا الطرب الغنائي الوهراني الذي أؤديه.. هو كالزهوانية يؤدي ما يروق فئة معينة، وأجد ان مثل هذه الأغاني التي يؤدونها هو من شوّه صورة الشارع الوهراني في القطر الوطني ليشاع عن وهران أنها بلد "الزهو" رغم أني أجدها أشرف مدينة في الجزائر.