فجّر أوّل أمس عميد الأغنية الوهرانية الشيخ "بلاوي الهواري" فضيحة فنّية تتعلّق بإنجاز فيلم عنه من طرف المخرج مراح عبد اللطيف تحت عنوان "حدّثني عن بلاوي الهواري"، كاشفا الستار عن أخطاء وردت في الفيلم عن سيرة الرجل وتاريخه دون أن يتّم إخطاره بإنجازه إضافة إلى توظيف صور حميمية بطرق احتيالية قد تثير غضب الشاب خالد كذلك. خرج الشيخ "بلاوي الهواري" عن صمته بخصوص ما تعرّض له من إساءة من طرف المخرج مراح عبد اللطيف لفيلم وثائقي عنه تبنّته الوزارة في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية". حيث صرّح في ندوة صحفية ببيته أنّ مخرج الفيلم لم يحصل على الضوء الأخضر من المعني حتّى ينجزه ويقوم بعرضه دون حتّى أن يستلم نسخة منه، موّجها أصابع الاتهام له باعتبار أنّه استغّل اسم الشيخ وتموقعه ووزنه في الساحة الفنيّة الجزائرية باعتباره أحد أعمدة الأغنية الوهرانية لا ينافسه في ذلك إلاّ الراحل أحمد وهبي، حيث تقدّم بطلب لوزارة الثقافة بغرض إنجاز الفيلم وحصل جرّاء ذلك على ما يقدّر ب 200 مليون سنتيم حسب ما تشير إليه الكواليس ومصادر مقرّبة. بينما نفى صاحب أغنية "علاش بيك بليتني" أن يكون على علم بإنجاز الفيلم أو موافقته على ذلك، مشيرا إلى أنّ مراح عبد اللطيف كان قد ألّح في سنوات ماضية على إنجاز "بورتري" عنه إلاّ أنّه لم يعلمه حين قرّر ذلك، بينما استاء بلاوي الهواري ل "بلاوي" ارتكبها المخرج في حقّه حيث أنّه قام حسب ما تشير مصادر مقرّبة بالاحتيال على ابن أخيه "جمال" المقيم بالسكن الذي ولد فيه بلاوي بالمدينة الجديدة وقام بالتصوير من الداخل موهما إيّاه أنّ ذلك لأغراض أخرى دون أن يذكر أيّ شيء عن توظيف هذه الصور في الفيلم. وقد قام بأخذ صور لأبناء "جمال" من دون ارتدائهم للثياب موظّفا ذلك في التدليل على حالة الفقر والحياة الاجتماعية المترّنحة التي تعيشها عائلة بلاوي الهواري وقد "أحدث ذلك شقاقا كبيرا في العائلة"، بينما وردت عدّة أخطاء ذكر الشيخ بعضا منها باعتبار أنّه لم يشاهد بعد الفيلم حيث أنّه كان في البيت المقدّس لأداء مناسك العمرة وكانت انتقاداته على أساس ما ذكره المقرّبون منه إذ ورد في الفيلم على سبيل المثال أنّ بلاوي ولد في سيدي الحسني، بينما ولد الشيخ في نهج "اسطمبولي محمّد" قرب ساحة "سيدي بلال"، وورد خطئا أيضا أنّه سجن بسجن "أركول" بعدما أحرق سجن القصبة إلاّ أنّ الحقيقة التي ذكرها الشيخ أنّه سجن ب"سيق" ونفى كذلك أن يكون قد رافق الشهيد أحمد زبانة مصرّحا أنّه كان قريبا منه في مرحلة الطفولة فقط بينما ذهب كلّ منهما في مساره بعد ذلك. إلى جانب ذلك أعاب المقرّبون من الشيخ ما وظّفه المخرج مراح في الفيلم حين استعرض مشهدا لتصريح أحد الشباب ب"ميشلي" إذ يسأل عن بلاوي الهواري، مجيبا أنّه "مات" معتبرين أنّه كان يجب عليه أن يحذف هذا المقطع. بينما لا يتوّقع أن يسكت الشاب خالد عن أرشيف صور حميمية تجمعه بالشيخ وبوعجاج وغافور تمّ التقاطها في حفل استقبال في عهد والي وهران زوخ دون أيّ صفة رسمية ووظّفت في الفيلم من دون أيّ ترخيص من خالد. بلاوي الهواري ذو الرصيد الفنّي الهائل في التلحين والغناء وأستاذ أغلب الفنّانين الذين حصّلوا شهرة وطنية وعالمية مثل الشاب خالد، هواري بن شنّات، بارودي وغيرهم، ذكر أنّ الفيلم بمثابة "بريكولاج" تمّ إنجازه لأغراض مادّية حيث أنّه تلّقى عروضا من نفس الشخص بتصوير فيلم عن حياته في الخارج إلاّ أنّه رفض، ولم يبد أيّ نيّة في مقاضاته راجيا أن يتّم تصحيح ما ورد من أخطاء مع الإشارة أنّ الفيلم تمّ توقيف عرضه في العاصمة، وكشف أيضا أنّه شرع في كتابة مذّكرات مفّصلة عن حياته ستنشر قريبا. صالح فلاق شبرة