أكدت التحقيقات الأمنية في الاعتداء الانتحاري الذي استهدف المدرسة العليا للدرك الوطني بيسر بولاية ببومرداس، وخلف مقتل 46 شخصا، أغلبهم شباب تقل أعمارهم عن 23 عاما، أن الاعتداء نفذه انتحاريان، وهو ما يؤكد شهادة أحد الناجين سابقا ل "الشروق"، كما أن السيارة تكون قد قدمت من ضواحي برج منايل، شرق ولاية بومرداس. * * "كتيبة الفاروق" تستغل ورشة لصناعة المتفجرات مابين الأخضرية وبومرداس * * وقالت مصادر قريبة من التحقيق في الاعتداء، إن الانتحاريين، وهما شابان، أحدهما لا يكون عمره يتجاوز 25 عاما والثاني تجاوز الثلاثين، تنقلا إلى المقهى الذي يبعد عن المدرسة العليا للدرك بيسر بحوالي 100 متر فقط، جلسا إلى طاولة في الساحة وتناولا قهوة بالحليب مع "كرواسون"، خرج أحدهما قبل أن يعود مجددا، لم يتحدثا إلى أحد وطلبا شايا بشكل عادي، رغم أن قواعد التنظيم الإرهابي تقضي بأن "يكونا صائمين للقاء ربهما" (..)!، وكان أغلب المتواجدين بالمقهى من الشباب الذين كانوا ينتظرون الخضوع للامتحان البسيكوتقني، والذين قدموا من عدة ولايات. * بعدها تنقل الشاب الذي كان يحمل حزاما ناسفا وكانت السيارة المفخخة ترافقه، لكنها اصطدمت بحافلة نقل الركاب، وكان مخططا أن يقوم الانتحاري بواسطة حزام ناسف باختراق صفوف الشباب المصطفين أمام باب المدرسة لتمكين السيارة المفخخة من الدخول إلى ساحة المدرسة في ظل الفوضى التي يثيرها الانفجار الأول، لكن يبدو أن حافلة نقل المسافرين القادمة من وهران باتجاه تيزي وزو، مرورا ببومرداس، أعاقت سيارة الانتحاري الثاني الذي قام بتفجيرها قبل الوصول إلى الهدف. * وتفيد المعطيات الأولية أن السيارة المفخخة كانت تستهدف التجمع الصباحي لضباط يقومون بدورية قيادة الأركان على مستوى المدرسة بساحة العلم، حيث كان إرهابيون قد قاموا بترصد التحركات من أعلى الجسر العلوي المقابل للمدرسة وقاموا بتصوير بعض المشاهد أياما قبل تنفيذ الاعتداء الانتحاري لتحديد الأهداف، وكانت خلال هذه الفترة جموع الشباب من الجنسين تتوافد على المدرسة في ساعة مبكرة لإيداع ملفات التوظيف وإجراء الامتحانات، وكان ذلك لافتا لكل المارة بالمدرسة على خلفية أنه كان يتم في سنوات سابقة إيواء هؤلاء الشباب داخل المدرسة، وحدد تاريخ العملية يومي 19 و20 أوت الذي يتزامن مع إجراء الفحص النفسي، ويكون قد حضر إلى المدرسة حوالي 160 شاب من الجنسين من مختلف الولايات، بعد تلقيهم استدعاءات من المجموعات الولائية للدرك الوطني بالولايات التي يقيمون فيها.إلى ذلك، تفيد معلومات متوفرة أن السيارة المفخخة قدمت من منطقة برج منايل، وتكشف العمليات الأخيرة عن وجود ورشة لصناعة المتفجرات وإعداد السيارات المفخخة بين الأخضرية وبومرداس. وينسب اعتداء يسر إلى "كتيبة الفاروق" التي تنشط على الحدود بين البويرة وبومرداس.وتقول مصادر قريبة من التحقيقات، إن قيادة التنظيم الإرهابي أصبحت تستخدم السيارات التي كانت تستعملها سابقا في نقل المؤونة والمتفجرات والتنقل ونقل الأفراد في ظل عدم توفر السيارات، بعد تمكن مصالح الأمن من ضبط السيارات المسروقة وإحباط الاعتداءات الانتحارية. * وكانت قيادة التنظيم الإرهابي قد لجأت إلى تنفيذ اعتداءين انتحاريين ضد هدف واحد لضمان نجاحهما، كما وقع ببرج الكيفان عند استهداف ثكنة الحرس الجمهوري، حيث تم استهداف مقهى بواسطة حزام ناسف لتمكين الانتحاري الثاني من التسلل إلى الثكنة.