توفي شاب من ولاية المسيلة، الثلاثاء، بعد مصارعته داء "البوتيليزم" لأيام بمستشفى الجلفة، فيما لا يزال رفيقاه يرقدان بالمستشفى ذاته، وكان الثلاثة تناولوا مادة الكاشير، وهي المادة التي تسببت في ظهور أعراض مرضية على طفل من ڤالمة، ما استدعى تحويله إلى مستشفى بعنابة. توفي، صباح الثلاثاء، الشاب ( م.إ) 18 سنة، المقيم ببلدية مناعة جنوبالمسيلة، متأثرا ببكتيريا البوتيلزم، الذي كان يرقد بالعناية المركزة بالمؤسسة العمومية الاستشفائية بالجلفة، حيث تعرض الضحية لأعراض البوتيليزم كازدواجية الرؤية والإصابة بفقدان البصر، بعدما تناول مادة الكاشير في ثاني أيام عيد الفطر. أفاد مصدر مقرب من العائلة أن مصالح المستشفى أخذت عينة من دم الضحية إلى معهد باستور لإخضاعها للتحاليل، ليكون داء البوتيليزم الذي امتد إلى ولاية المسيلة قد سجل أولى ضحية من أبناء الولاية، بينما ظهرت على شابين من الولاية المذكورة، نفس أعراض المرض وهما يرقدان بالعناية المركزة بالمستشفى ذاته، وتبقى حالة أحدهما مستقرة، فيما ذكر مقربون من عائلة المريض الآخر ل"الشروق" أن حالته لم تتحسن بعد. وبدت أعراض البوتيليزم على الشباب الثلاثة، بعدما تناولوا مادة الكاشير، إذ تأثر أحدهم بانسداد في الحلق لم يستطع التنفس على إثره، فيما تعرض الآخران إلى ازدواجية في الرؤية تلاها فقدان البصر، ليتم نقلهم إلى مستشفى الجلفة. وتعد حالة الضحية الأولى بالمسيلة والرابعة في الوطن، بعدما توفي رجل يبلغ من العمر 66 سنة يقيم بحي الزمالة بباتنة، بعد دخوله مصلحة الإنعاش للمركز الاستشفائي الجامعي لباتنة في 23 جوان المنصرم، مع تسجيل 8 مرضى آخرين يشتبه في إصابتهم بالبوتيليزم، كما توفي طفلان من خنشلة بالداء نفسه، بالمركز الاستشفائي الجامعي لباتنة. وفي السياق ذاته، مازال يرقد بمستشفى طب الأطفال بعنابة، الطفل "ن ، ه" البالغ من العمر9 سنوات، المنحدر من بلدية مجاز عمار بولاية ڤالمة، بعد تعرضه للإصابة بتسمم غذائي خطير قبل أيام قليلة. وبحسب مصادرنا، فإن أعراض التسمم الغذائي ظهرت على الصبي، وتسببت في تدهور حالته الصحية، ما دفع بعائلته إلى نقله على جناح السرعة إلى مصلحة الأمراض المعدية، بمستشفى ابن زهر بمدينة ڤالمة، ليتم تحويله من طرف الأطباء إلى مستشفى طب الأطفال بعنابة، للتكفل الأحسن بحالته الخطيرة. وأشارت مصادرنا أن مصلحة الوقاية على مستوى مديرية الصحة بالولاية وفور إبلاغها بحالة الطفل المصاب بالتسمم الغذائي، باشرت تحقيقاتها التي أسفرت عن تحديد سبب التسمم المتمثل في مادة الكاشير الذي تم اقتناؤه من أحد المحلات التجارية ببلدية مجاز عمار. وتم إخطار مصالح مديرية التجارة التي تدخلت لحجز كمية الكاشير الفاسد وأصدرت قرارا بالغلق المحل التجاري، فيما باشرت فرقة الدرك الوطني ببلدية مجاز عمار تحقيقا في الحادثة. وذكرت مصادر طبية أن حالة الطفل ضحية التسمم الغذائي مستقرة حاليا بعد تجاوز مرحلة الخطر في انتظار نتائج التحاليل المخبرية. وتسجل ولاية ڤالمة مع حلول كل فصل العشرات من حلات التسمم الغذائي، جراء تناول بعض الأطعمة التي يتم تحضيرها بمواد معروضة بطرق غير سليمة أو في أماكن تفتقد للنظافة في المحلات التجارية أو على أرصفة الطرقات، فضلا عن طرق حفظ المواد الحساسة على غرار مشتقات الحليب والبيض واللحوم وغيرها.