استصرخ خطيب الحرم المكي الشيخ صالح بن حميد الشباب السعودي "ألا يضلهم هؤلاء الأفاكون" في إشارة منه إلى أعضاء تنظيم "داعش" الإرهابي. وخاطب بن حميد الشباب قائلا "يا أبناءنا، يا شبابنا.. يا فلذات أكبادنا.. أيها الشباب الصالح: اتق الله في نفسك، فإن القضية قضية دماء تُسفك، ومسلم يُكفّر وأمة تُمزّق"، وطالب إمامٌ وخطيب الحرم المكي في خطبة الجمعة - التي خصصها كلها للحديث عن تنظيم "داعش" في سابقة لم تحدث من قبل - الشباب بأن يقف وقفة صدق مع النفس، ويطلب من الله أن يريه الحق حقا، ويرزقه اتّباعه، ويُريه الباطل باطلا ويرزقه اجتنابه. وتابع بن حميد مخاطبا الشباب ومتوسلا إليهم: "توجه إلى أهل الثقة الأثبات وأهل الذكر، وإياك والتردد، فالقضية قضية دين وأمة ودماء ومصير"، وتساءل بن حميد وقد بلغ منه الغضب مبلغه: "ماذا سيفعل هؤلاء القتلة -في إشارة إلى مقاتلي تنظيم داعش- بلا إلهَ إلا الله إذا جاءوا بها يوم القيامة؟ ماذا سيفعلون بها وهم يكفّرون المسلمين؟ وماذا سيفعلون بتفريق الأمة؟ وماذا سيفعلون بالتمكين للأعداء؟… حسبنا الله ونعم الوكيل". وحذّر بن حميد الشباب السعودي من الالتحاق بالتنظيم، مذكّراً بحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم: "من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة، لقي الله مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله". وقال بن حميد إن مناصرة هذا التنظيم أو إعانته والانضمام إليه يُعدّ مشاركة في قتل المسلمين، محذرا من القيام بعمليات انتحارية، مؤكدا أن من يفعل ذلك، فقد جمع موبقتين: قتل النفس المؤمنة، وقتل النفس بالانتحار. وصبّ بن حميد جام غضبه على مقاتلي تنظيم "داعش"، مؤكدا أنهم "ذوو ظلم وهوى وحزبية وعصبية وجهل"، ومشيرا إلى أن العلماء على مختلف مشاربهم قد "أجمعوا على ضلال هذه الفئة"، وأنهم خوارج وهم المعنيون بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "هم كلاب النار". وأنهى بن حميد خطبته مطالبا كل من يقف على منبر التوجيه والإرشاد والإعلام أن يفضح هذا التنظيم، ويكشف أمرهم، مؤكدا أنهم "شرّ على الأمة، سفكوا دماءها، وخربوا ديارها، ومكنوا لأعدائها، وأفسدوا شبابها، وبدّدوا ثرواتها".