تكشف وثائق ومستندات تحصلت عليها "الشروق" من مصادر خاصة، عن تجاوزات خطيرة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة، وهذا من خلال صفقات مشبوهة خاصة بقطاع النظافة داخل المستشفى وثغرات مالية بالملايين. وحسب الوثائق الرسمية التي تحوز "الشروق" نسخة منها، فإن إدارة مستشفى مصطفى باشا الجامعي تعاقدت مع شركة نظافة خاصة تحمل اسم "د. نات" مقابل مبلغ مالي لم يتم تحديده أو الكشف عنه وهذا لمدة ثلاث سنوات، كما يتضمن العقد أن من مهام الشركة توفير أعداد من العمال لكل مصالح المستشفى على أن يكون داخل كل مصلحة - حسب الوثائق المتوفرة - ما بين 12 و16 عنصر نظافة. وفي السياق، كشف مصدرنا عن تلاعبات تمس تلك الأعداد من المستخدمين، فمثلا مصلحة الجهاز الهضمي ومصلحة أمراض القلب 1 و2، لا تملك نفس الأعداد المذكورة في العقد والتي تفرض وجود 12 عاملا نظافة لكل مصلحة، وهنا يضيف مصدرنا أن عدد العمال لا يتجاوز ال 4 عناصر يضمنون خدماتهم في الفترة الصباحية فقط، إضافة إلى امتناعهم عن ضمان مهمة التنظيف طبقا لما ينص عليه العقد. كما كشف نفس المصدر، أن الأسماء الموجودة ضمن العقد ودفتر الشروط، هي في الغالب أسماء وهمية وافتراضية، فمثلا مصلحة الجهاز الهضمي حسب الوثائق التي تحصلنا عليها، تحمل 12 عنصرا منهم عنصر الرجال، لكن المفاجأة كانت مذهلة من خلال قيامنا بجولة داخل المصلحة، فتبيّن أن عمال النظافة بها لا يتجاوز الأربعة وجميعهم نساء. وهو نفس المعطى بالنسبة لمصلحتي أمراض القلب وغيرها من المصالح الأخرى التي وقفنا عندها، والنتيجة تلاعب بقائمة الأسماء الوهمية ورواتب وهمية تصل إلى غاية اليوم لفائدة مديرين سابقين في المستشفى، اتفقوا مع إدارة شركة النظافة التي تحصلت على العقد مقابل تلك المبالغ التي تدفعها والتي حسب مصدرنا تدخل في حسابات المدعوين " ش. ه " و" ب. ر". ولم يتوقف التلاعب في المبالغ والأسماء الوهمية حسب مصدرنا عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى أن العقد الذي يربط شركة النظافة الخاصة وإدارة المستشفى، لم يحدد مصالح عديدة بهدف احتساب مبالغها تحت الطاولة، وهذا ما ينطبق على مصلحة مدرسة شبه الطبي es avenantsL ، وغيرها من المصالح الأخرى التي يتم في مقابلها الاستفادة من مبالغ مالية خيالية يتقاسمها بعض المسؤولين فيما بينهم. كما كشف نفس المصدر أن أحد المسؤولين بمصلحة العتاد في المستشفى "d mm" أنشأ شركة نظافة خاصة به تحت مسمى "onet" وتمكن من خلال علاقاته مع مديرين على الظفر بعقد عمل لشكرته داخل المستشفى على أساس أن لديه 100 عامل، لكن الواقع أن عدد العمال لا يفوق ال 30 عاملا والباقي كلها أسماء وهمية، وهو ما اثر سلبا على نظافة المستشفى. كما اعترف مصدرنا أنه لأول مرة تمّ الحصول على دفتر الشروط الخاص بعمل تلك الشركات، وهذا بسبب رفض معظم المديرين الذين تناوبوا على المستشفى من تقديمه، وفي ظل ذلك، قدمت مديرة المستشفى الحالية بالنيابة سعيدة مبروكي دفاتر الشروط، كما أكد مصدرنا أن هذه الأخيرة تعمل على كشف التجاوزات التي ارتكبت داخل المستشفى، خاصة تلك المتعلقة بشركات النظافة الخاصة والأموال الكبيرة التي تضخ لحسابها.