استبعدت فرنسا إمكانية اقتدائها بالخطوة الايطالية وتعتذر وتعوض مستعمراتها السابقة وخاصة الجزائر عن الجرائم التي ارتكبتها في حقها خلال الفترة الاستعمارية * وردا على سؤال لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية بباريس عما إذا كان الموقف الإيطالي من الاعتذار لليبيا ودفع تعويض لها مقابل الفترة التي استعمرتها فيها يمثل سابقة تاريخية في العلاقات الدولية يمكن تكرارها بين دول أخرى، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية أريك شوفالييه أن ما فعلته ايطاليا "يمثل شأنا خاصا في العلاقات الثنائية بين البلدين حيث يمثل التاريخ المشترك للعلاقات بين البلدين مسألة خاصة". واكتفى المتحدث الفرنسي بالقول إن بلاده "تتابع بصفة عامة التطورات الأخيرة التي أدت إلى تعزيز التقارب بين ليبيا والمجتمع الدولي ولا سيما الدول الأوروبية". ويفهم من هذا التصريح أن فرنسا غير مستعدة فيما يبدو للاقتداء بالخطوة الايطالية التي فتحت شهية المستعمرات الفرنسية السابقة في المطالبة هي الأخرى من فرنسا بالاعتذار لها وتعويضها عن الفترة التي احتلتها فيها وارتكبت في حقها جرائم فظيعة. * وفي هذا الخصوص طالبت أحزاب سياسية ومنظمات مدنية في الجزائرفرنسا بأن تقتدى بإيطاليا وتعتذر للجزائريين عن جرائمها بحقهم خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر الذي دام 132 عام. ومن جهتها الصحف المغربية الصادرة الاثنين أثارت مسألة التعويض الايطالي لليبيا، وانتقدت إحدى الصحف ما أسمته الإحجام المغربي حتى عن المطالبة بأن تقدم الدول الاستعمارية السابقة اعتذارا لها، أي فرنسا واسبانيا التي ما تزال تحتل مدينتي سبتة ومليلية. * يذكر أن العقيد الليبي معمر القذافي وقع السبت الماضي في بنغازي مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني على اتفاقية تاريخية تدفع ايطاليا لليبيا بموجبها خمسة مليارات دولار تعويضا عن الجرائم التي ارتكبت خلال حكمها الاستعماري الذي امتد من عام 1911 حتى عام 1943. كما تقدم ايطاليا بموجب الاتفاق اعتذارها العلني عن فترة استعمارها لليبيا. وردا على الخطوة الايطالية قال القذافي إن ليبيا ستمنح ايطاليا امتيازات في الاستثمارات في قطاعي النفط والغاز وأنشطة أخرى مكافأة لها.