صورة من الأرشيف اسمه نوح بن ربيعة، من مواليد 7 جويلية 1995، ببلدية الحجار ولاية عنابة، أحب القرآن صغيرا واعتكف في المسجد وعمره لا يتجاوز ال 4 سنوات، هو الآن يحفظ القرآن ويرتله ترتيلا محكما، ويستعد لتشريف الجزائر في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم للفئات الصغرى. * تحدث ل"الشروق اليومي" عن مسيرته في حفظ القرآن وآماله وطموحاته المستقبلية، فقال: "قررت في سن العاشرة من عمري رفقة أحد زملائي، دخول المدرسة القرآنية لمسجد سعد بن معاذ الواقع بحي دراجي رجم ببلدية الحجار، قصد دراسة الفقه والسيرة النبوية وحفظ القرآن الكريم، وكان لي ذلك على يد الشيخ إسماعيل، وهو إمام خطيب من خريجي المعهد الإسلامي لولاية ميلة، إذ أعد لنا خطة منهجية لحفظ القرآن ودراسة السيرة النبوية، من خلال تخصيص أمسية يومي الاثنين والخميس لحفظ القرآن، وما بعد صلاة المغرب إلى العشاء للنهل من السيرة النبوية، كما أن الإمام قسم لنا كتاب الله إلى ثلاثة أجزاء، فبدأنا ب"جزء عم"، ولما تمكنا منه أضاف "جزء قد سمع"، ثم "ربع يس"، إلى غاية أن أتممنا 60 حزبا كاملة، بتاريخ 16 مارس 2007، أي بعد حوالي عامين من الحفظ المستمر والدراسة المتواصلة". للعام، فإن نوح الوحيد من بين زملائه الطلبة المقدرين بحوالي 70 طالبا الذي أتم حفظه للقرآن الكريم، وقال نوح إن الفضل الكبير في تحقيق هذه الأمنية في فترة وجيزة يعود للشيخ المدرس والوالدين الكريمين وكل الأهل والأقارب، وحتى سكان الحي، الذين كانوا يقفون إلى جانبي، إضافة إلى العزيمة كما قال "نوح"، الذي يحمل إلى جانب كتاب الله العزيز، سيرة نبيه الكريم، وأجزاء طويلة من الفقه القرآني. سألناه عن سيرة الحفظ فقال هناك سورا قرآنية سهلة مثل "البقرة، آل عمران والمائدة" وأخرى صعبة الحفظ نوعا ما على غرار "النحل، يونس وهود"، وسألناه عن أعظم آية أثرت في نفسه "فراح يرتل على مسامعنا الآيات الأخيرة من سورة الزمر، بعد قوله تعالى (وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا، حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا، قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكفرين). نوح يحظر حاليا لخوض الدور الثاني من المسابقة الدولية لحفظة القرآن، بعد فوزه في المسابقة الأولية، كأول مترشح عن ولاية عنابة، وينتظر حاليا نتائج المسابقة التي أجريت أواخر شهر أوت بدار الإمام بالمحمدية بالعاصمة، والتي من المفروض أن تفرز 15 مترشحا، يدخلون دور النهائي لاختيار ممثل الجزائر. عن هذه المسابقة يقول نوح إنها أمنيتي الأولى والأخيرة، أتمنى أن أشرف الجزائروعنابة، كما أتمنى إكمال دراسة السُّنة والتفسير بجامع الأزهر بمصر، وأن يصبح عالما إسلاميا جزائريا. وعن وضعيته الاجتماعية، قال متواضعة جدا، وأرجو من وزير الشؤون الدينية أن يمن علي وعلى والدتي "بحج أو عمرة"، وختم كلامه موجها رسالة إلى أولياء الجيل الحالي "ربوا أولادكم على الإسلام، وعلموهم الصلاة باكرا"، مبديا أملا كبيرا في إمكانية عودة غالبية المجتمع إلى التنشئة الإسلامية الحقة.