أشرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بالجامع الكبير بالجزائر العاصمة مساء الأربعاء، على إحياء ليلة القدر المباركة بتكريم الفائزين بالمسابقة الدولية السادسة لحفظ القرآن الكريم والمسابقة الوطنية لصغار حفظة القرآن. وتنقل الرئيس بوتفليقة مباشرة بعد الإفطار إلى الجامع الكبير الذي وصله في حدود الساعة الثامنة إلا الربع ليجد في استقباله مقرئ الأقصى الشريف الشيخ محمد رشاد الشريف، وتوزع المصلون في كل أرجاء المسجد، وحضر الاحتفالية السلك الدبلوماسي الإسلامي المعتمد في الجزائر، وأخذ الرئيس مكانه إلى جانب كبارالمسؤولين في الدولة من بينهم رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري والوزير الأول السيدأحمد اويحيي ووزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس السيد عبد العزيز بلخادم. وعرف الحفل تنظيما محكما، وبرز من خلال جميع فقراته الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لحفظ القران الكريم وتجويده وتفسيره من خلال تشجيع جميع المبادرات التي تصب في هذا السياق حيث نظمت المسابقتان الدوليتان لحفظ القرآن والمسابقة الوطنية لصغار الحفظة تحت رعاية رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وبمناسبة هذا الحفل كرم الرئيس بوتفليقة الثلاثة الأوائل الفائزين بالمسابقة الدولية السادسة لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره والتي شاركت فيها 34 دولة عربية وإسلامية ومن الجالية المسلمة في كل بقاع العالم والتي جرت تحت تأطير حكمين دوليين من تونس وتركيا مشهود لهما بكفاءتهما. وعادت الجائزة الأولى للطالب خليل إبراهيم خليل من ليبيا، بينما حاز على الجائزة الثانية الطالب عبد الرحمان أبوبكر من الكاميرون وتحصل على الجائزة الثالثة الطالب عبد الرحمان حسين موسى من النيجر. وحظيت لجنة التحكيم المتكونة من خمسة أعضاء من تكريم خاص من القاضي الأول في البلاد حيث سلم جوائز لكل من الأساتذة عامر العرابي من الجزائر بصفته رئيس اللجنة والأعضاء محمد نجيب بن منصور من تونس ومحمد أمين ماشالي من تركيا وكمال الكدة ومحمد الشيخ من الجزائر. وكرم الرئيس بوتفليقة أيضا الفائزين الثلاثة الأوائل في المسابقة الوطنية التشجيعية السابعة الخاصة بصغار حفظة القرآن الكريم الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة حيث أحتل المرتبة الأولى الطالب طاهر بوجمعة من ولاية سعيدة متبوعا بالطالبة وهيبة تومي من ولاية سطيف بينما عادت المرتبة الثالثة للطالب خالد بن سليمان من ولاية بومرداس. ونال أعضاء لجنة التحكيم التي أشرفت على المسابقة الوطنية الخاصة بصغار حفظة القرآن الكريم والمشكلة من السادة عماد بن عامر رئيسا للجنة وعبد الهادي لعقاب وعبد الكريم سعدون وفتحي لعطاوي و يوسف سعيدي تكريما خاصا من الرئيس. وعرف الحفل تكريم مقرئ المسجد الأقصى الشيخ محمد رشاد الشريف، كما تم منح تكريم خاص للبرعم عبد الرحمان فارح الذي لا يتجاوز عمره 3 سنوات والذي يحفظ سورا من القرآن الكريم وأدعية، ومنح له شرف الإشراف على اختتام الحفل، حيث انبهر الحضور لفصاحة لسان البرعم الصغير. وتلقى الرئيس بوتفليقة بهذه المناسبة الكريمة هدية من الطلبة الفائزين تمثلت في درع وذلك عرفانا له بالجهود التي يبذلها من أجل خدمة القرآن الكريم وتحفيظه في أوساط الأجيال الصاعدة. وتخلل الحفل إلقاء أستاذ جامعة محمد حموش درسا حول ليلة القدر المباركة التي أنزل فيها القرآن الكريم ذكر بالأهمية التي تتميز بها هذه الليلة التي أختارها المولى عز وجل من هذا الشهر الفضيل. وأعتبر الإمام بهذه المناسبة نجاح أي دولة مرهون ب"إقامة الحق والتعاون بين أفراد المجتمع ورص صفوفهم من خلال تعزيز الروابط الأخوية". وذكر الإمام بالرعيل الأول من الصحابة الذين استجابوا لهذه القيم السمحاء وذلك بالتناصح فيما بينهم لما يرضي اللّه تعالى بعيدا عن كل ما نهى عنه. وركز في درسه على فضل الأخلاق في بناء المجتمع، واعتبر الأخلاق جوهر استقرار الأمة وقال أن العلم الذي لا يمكن أن يٌربي الأجيال على الأخلاق لا فائدة منه، وخص رجال الإعلام بنصيحة تحري الأخبار وعدم الخوض في الأنباء التي تفتقد إلى المصداقية وقال "ان رجال الإعلام والأقلام عليهم ان يتحلوا بصدق الرسالة". ودعا في نفس السياق إلى عدم التعدي على حقوق المجالس من خلال إفشاء الأسرار، واعتبر الحفاظ على السر قيمة دينية وفضيلة تعكس إيمان المسلم. وعرف الحفل الذي أقيم بالجامع الكبير ختم صحيح البخاري الذي دأب المسجد الكبير على قراءته منذ مئات السنين، وقدمت فرقة العلوية من ولاية بجاية بالمناسبة مدائح دينية وابتهالات.