لفظت في ساعة متأخرة من نهار الاثنين، التلميذة ساجدة شريط 5 سنوات من العمر، تلميذة بالقسم التحضيري بابتدائية المحمل شرق الولاية خنشلة، أنفاسها الأخيرة، تحت عجلة شاحنة كانت قادمة من ولاية تبسة باتجاه المسيلة، مخصصة لنقل الإسمنت، متأثرة بإصابتها البليغة عقب خروجها من المدرسة، بعد الانتهاء من الدراسة الخاصة بالفترة المسائية، لتنقل جثة ساجدة، على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى المدينة، قبل تحويلها إلى قسم حفظ الجثث بمستشفى الرئيس الراحل احمد بن بلة بمقر عاصمة الولاية، وباشرت مصالح الأمن تحقيقا حول القضية، وسط صدمة كبيرة لدى الطاقم التربوي بالابتدائية، وقرر أولياء التلاميذ صباح أمس الثلاثاء، منع أبنائهم من مزاولة الدراسة، منظمين بذلك وقفة احتجاجية للمطالبة بحماية أطفالهم. ويعتبر مقتل الطفلة ساجدة شريط، ثاني حادث مأسوي هز قطاع التربية، في أقل من يوم واحد، وذلك بعد أن اهتزت متوسطة شامي محمد بخنشلة، ساعات فقط قبل حادثة ساجدة، على وقع حادث مأساوي كان ضحيته التلميذ النجيب أسامة قرموعي 13 سنة من العمر، وهو حافظ للقرآن الكريم، ويدرس في الصف الثاني متوسط، بعد تعرضه لإصابة بليغة على مستوى الرأس، اثر سقوطه من سلالم المؤسسة في فترة الراحة خلال تدافع الطلبة لحظة الخروج، رغم محاولة التشبث بشرفة الطابق الأول عند سقوطه، لينقل لحظتها من طرف مصالح الحماية المدنية نحو مصلحة الاستعجالات الطبية، ولفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروحه البليغة، حيث شيعت جنازته أمس الثلاثاء بالمقبرة بخنشلة، بعد عرضه على التشريح الطبي، في جو جنائزي غفير حضره إلى جانب أهل الطفل، السلطات المحلية ممثلة في مدير التربية ومنتخبي الولاية، لتعود الدراسة في بعض أقسام المؤسسة. وحلت لجنة تفتيش عالية المستوى بحثا عن حقيقة وفاة الطفل أسامة، للإشارة فقط، فقد سارعت مصالح الأمن إلى فتح تحقيق حول ظروف الحادث، وأصدر مدير التربية مباشرة قرارا بتوقيف كل من مديرة المؤسسة والمراقب العام كإجراء تحفظي إلى غاية انتهاء اللجنة الموفدة من طرف وزارة التربية والتي ستواصل لاحقا تحرياتها.