أكدت، صباح أمس، فاليري ميم، الرفيقة الأخيرة للسيد شارب، في حديث مثير إلى صحيفة "لوباريزيان" الشعبية، واسعة الانتشار، أن فرضية وجود علاقة بين رفيقها، الذي كان من بين قتلى الاعتداء الإرهابي الذي راحت ضحيته الصحيفة التي كان يديرها، وبين رجال أعمال عرب واردة، الأمر الذي تركها تصرّ على الحديث عما أسمته بحقائق أخرى بعيدة عن مفهوم الاعتداء الإرهابي الذي سيطر على الساحة الإعلامية والسياسية بكافة أشكاله. وقالت فاليري، الرفيقة التي ربطت علاقة منذ أربع سنوات مع الراحل شارب وتحدثت إلى الصحيفة الفرنسية باسم مستعار: لم يكن شارب في حالة نفسية غير عادية صباح الاعتداء رغم ملاحظته سيارة سوداء من نوع بيجو أمام بيته أثناء عودته من المخبزة التي اشترى منها بعض المرطبات، وقد تحدث معها عن ضرورة إعادة النظر في الحراسة الأمنية التي خصصت له بعد توقف وصول رسائل التهديد. الرفيقة التي تساءلت عن هوية أصحاب السيارة السوداء قبل إبلاغها الشرطة والقاضي المكلفة بالملف التي لم ترد عليها، قالت أيضا إن جريدة "شارلي إيبدو" كانت في أمسّ الحاجة إلى المال للاستمرار، وأن رفيقها قد أخبرها بأنه كان في حاجة إلى 200 ألف أورو قبل نهاية العام حتى لا يضطر إلى غلقها، وأدى الأمر الواقع إلى طلب المساعدة من رجال أعمال عرب قضى معهم سهرات عديدة بعد أن أضحت الهبات غير كافية. شارب الذي فعل ذلك في سرية، لم يفصح لرفيقته عن هوية الوسيط الذي أوصله إلى رجال أعمال عرب، واكتفى بإخبارها ضاحكا "أنهم يصرفون مبلغ 100 ألف أورو كما يمكن أن نصرف 10 أورو وأنه لم يتمكن من معرفة هوياتهم". وفي حديثها عما وصفتها ب"الظلال الغامضة"، أردفت قائلة إنه استطاع في الأخير الحصول على المبلغ الضروري وإنها نبهته إلى خطورة الأمر وإلى عواقبه التي ربطتها بالاعتداء الذي راح ضحيته. وتساءلت، موجهة الكلام إلى الجهات الأمنية المعنية بقولها: "من دفع؟ وما مصير المبلغ الذي حصل عليه رفيقها شارب؟" الغرابة التي لفت بالاعتداء تمثلت في فصل جديد من سيناريو الاعتداء، ألا وهو فصل اقتحام بيت الرفيق الراحل يوم السبت وأخذ حاسوبه الشخصي. واستغربت المتحدثة عدم اهتمام الشرطة بهذا المعطى المصيري والخطير والمحدد لكافة خلفيات وأبعاد مسلسل الاعتداء. وردا على سؤال: لماذا الاهتمام اليوم بالقضية؟ أكدت دون تردد قائلة: "لأنني أحس بأن حقيقة الاعتداء على صحيفة شارلي مازالت بعيدة وسأفعل كل ما أستطيع لكي تنفجر وأستغرب من جديد موقف المحققين الذين يبدون غير مهتمين بأطراف يمكن أنها وقفت خلف الاعتداء ولا يمكن الاكتفاء بفرضية إرهاب الإسلاميين".