رصدت صحيفة (عالم الميديا) التي تصدر كلّ شهرين في عددها الجديد كيف أن (شارلي إيبدو) التي كانت على شفير الإفلاس أصبحت أغنى صحيفة في فرنسا. تكتب الصحيفة أنه في أقلّ من أسبوعين بعد الاعتداءات التي ضربت (شارلي إيبدو) جنت الصحيفة من دون شكّ ما لا يقلّ عن 30 مليون أورو (أي 1000 مرّة خسارات شارلي إيبدو خلال الفترة الأخيرة)، وهو ما يضمن صدورا للصحيفة خلال عشرات السنين، ما يستوجب شفافية مطلقة من المسؤولين الجدد للصحيفة حول استخدام هذه الأموال. والغريب أن شاربونيي (شارب)، المدير السابق الذي قضى في الاعتداء، كان يبحث عن 30 ألف أورو فقط حتى يضمن الاستمرارية، والآن بعد رحيل هذا الرجل جنت الصحيفة مبلغا ضخما. لكن أهمّية المبالغ التي جنتها الصحيفة تستلزم حاجة حقيقية إلى الشفافية، حيث أن كلّ من ساهم (كلّ الفرنسيين بسبب مساهمة الدولة) يريد رؤية مسؤولين جدد للصحيفة. ومن دون الدخول في التفاصيل الدقيقة يكفي أن نعرف أن 7 ملايين نسخة من العدد الأخير إضافة إلى عائدات النسخة الرقمية التي تُباع بشكل رهيب في العالَم كلّه سيحمل للصحيفة 10 ملايين أورو، كما أن الاشتراكات التي انتقلت من 7000 إلى 150 ألف ستحمل 10 ملايين أورو إن لم يكن أكثر، هذا بالإضافة إلى الهبات المختلفة (الدولة، غوغل، أمازون، أفراد وشركات)، وصلت يوم 18 جانفي إلى 10 ملايين أورو. المجموع هو 30 مليون أورو، علما بأن المبلغ ليس نهائيا لأن الدعوة لمساعدة الصحيفة ما تزال مستمرّة، كما أن الكثيرين لا يزالون يجهلون أن الصحيفة حقّقت إيرادات ضخمة. وتضيف (عالم الميديا) أنه من غير المستبعد أن تصل العائدات إلى 50 مليون أورو، أو أكثر. (ميزانية حرب) تقول (عالم الميديا)، وهو ما يمكن أن يُقارَن مع ما تمتلكه صحيفة (لوكنار أونشينيه) الأسبوعية الساخرة، إلاَّ أن هذه الأخيرة كدّست ثروتها التي تصل إلى 120 مليون أورو خلال نصف قرن وهي تبيع مئات الآلاف من النسخ كلّ أسبوع، بينما جنت (شارلي إيبدو) كلّ هذا في أيّام معدودات، بينما لم تكن مبيعاتها قبل تتعدّى 25 ألف نسخة أسبوعيا. وينتهي مقال (عالم الميديا) الذي وقّعهُ بيير مسَّالكي، بهذا الاستنتاج (بفضل 30 مليون أورو حتى لا نتحدّث عن 50 مليون أورو أصبحت شارلي إيبدو من دون أن تشاء إحدى الصحف الفرنسية الأكثر غنى، ويمكن أن نتخيّل أن هذه الأموال كافيةٌ لأن تشتري، مرّتين، ليبراسيون وليكسبريس ونوفيل أوبسرافتور التي تعادل كلّ واحدة منها أقلّ من 5 ملايين أورو). وتتساءل (عالم الميديا): (لِمَ لمْ تقرّر إدارة شارلي إيبدو أمام هذه الأموال الضخمة أن تُوقِف حملةَ جَنْي الأموال والمُساعَدات؟ وما الذي ستفعله بكلّ هذه الثروة؟)، سيتوجّب عليها أن تردّ على العديد من الأسئلة والشكوك لأن الفرنسيين لم يمنحوا هذه الأموال ل (شارلي إيبدو) وحدها.