لقي طفل في الخامسة من العمر، مساء الثلاثاء بوهران مصرعه تحت عجلات حافلة للنقل الحضري بخطّ 37، على مستوى شارع الأمير خالد، (وجدة سابقا) أو حيّ الكميل الشعبي، بينما أصيب اثنان آخران بجروح متفاوتة الخطورة أدّت إلى نقلهما نحو مصلحة الاستعجالات. اهتّز حيّ الكميل ببلدية وهران بعاصمة الغرب، على وقع حادثة مؤسفة، تسبّب فيها سائق حافلة للنقل الحضري كان يسير بسرعة جنونية. وحسب شهود عيان، فإنّ الساعة كانت تشير إلى الساعة السادسة و40 دقيقة أي مباشرة بعد صلاة المغرب، وكان الأطفال الثلاثة، ولد وبنت شقيقان وابن خالتهما برفقة الأب على مستوى شارع الأمير خالد، ليتفاجأوا بحافلة تعمل على الخطّ 37، كانت تسير بسرعة كبيرة وفي حالة تجاوز في نصف الثاني من الطريق بعد أن اعترضت سيّارة طريقها، لتصدم الأطفال الثلاثة، من بينهم "علي" ذو الخمس سنوات الذي رمته حسب الشهود في تصريحهم ل"الشروق" على بُعد عدّة أمتار ولم يتمكّن سائقها من التحكّم فيها بالمكبح لتقوم بالدوس عليه وقتله في عين المكان، بعدما أصيب بجروح خطيرة، أمّا شقيقه وابنة خالته وهما من أعمار متقاربة فقد أصيبا بجروح متفاوتة، ليتّم نقلهما على جناح السرعة نحو مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي. كان هذا الحادث بمثابة فاجعة للعائلة وكارثة حقيقية على مستوى الحيّ، إذ هرع السكّان إلى عين المكان أين حلّ غضب شعبي عارم، ممّا اضطّر جميع حافلات النقل الحضري التي تسلك نفس المسار على خطّ 37 و17، إلى تغيير طريقها تجنّبا لحدوث انزلاقات، كما تدخّلت مصالح الأمن وفتحت تحقيقا حول الحادث الذي حوّل دار العائلة إلى مقصد لتقديم العزاء من قبل المئات من السكّان. وحسب مصادر"الشروق"، فإنّ هذا الشارع يعرف تسابقا محموما من قبل حافلات النقل الحضري التي يوصف كثير من سائقيها ب"المجرمين"، نظرا لعدم مبالاتهم بالمارّة من عجائز أو أطفال، وانطلاقهم بسرعة هائلة من أجل الوصول في أسرع وقت للمحطّات والظفر بركّاب إضافيين في إطار المنافسة بينهم، وأضاف مواطنون من الحي أنّ تذكرة إضافية بثمن 20 دج، كانت وراء مقتل الطفل "علي" وإصابة مرافقيه، وزرع الرعب في قلوب أطفال أصدقاء الضحايا شاهدوا بأمّ أعينهم ما حدث، مندّدين بذلك إذ صرّحوا: "الشارع يتواجد وسط المدينة وليس طريقا سريعا"، ويشار إلى أنّ هذه الحوادث ترتكب في غياب ممهّلات أو إشارات مرور تخفّض السرعة، فيما يبقى تهوّر السائقين السبب الأوّل فيها، والذين لم تفلح معهم تدخّلات مصالح الشرطة وسحب رخص السياقة، مطالبين بتدخّل مديرية النقل من أجل تغيير مسارات حافلات النقل الحضري وإيجاد حلول عاجلة لهذه الحوادث.