مصطفى العرفاوي رئيس الاتحاد الدولي للسباحة/ تصوير: علاء بويموت نزل رئيس الاتحاد الدولي للسباحة مصطفى العرفاوي ضيفا على الشروق الثلاثاء، في أول زيارة له لصحيفة جزائرية وبارك لها تصدرها صدارة الصحف على الصعيد العربي. * وأجاب العرفاوي على استفسارات صحفيي الشروق في صبيحة رمضانية، فكانت فرصة لتسليط الضوء على هذه الشخصية الكبيرة التي لا يعرف قيمتها كثير من الجزائريين. * فالمسيرة العملية للدكتور مصطفى العرفاوي حفلت بكثير من المفارقات وهو ينتقل من اختصاص إلى آخر، فمن إطار في الطب إلى رجل في السياسة، ثم رئيسا للاتحاد الدولي للسباحة. * ومنذ انتخابه في هذا المنصب، وهو يشق طريقه نحو الأعلى، ويكسب ود شريحة كبيرة من الناس، بل ولم يقلل تقدمه في السن (76 عاما) من حيويته، إذ يبقى العرفاوي واحدا من أبرز الشخصيات العربية التي بسطت نفوذها على العالم. * المشاركة الجزائرية في بكين جيدة * قال ضيف الشروق إن الحصيلة الجزائرية في بكين بميدالية فضية وبرونزيتين إيجابية جدا "أعتقد ان الجزائريين حققوا الشروط الجيدة في المشاركة، والنتائج إيجابية إذا ما قارنا بلدان اخرى، لانه ما كان طلب تحقيق نتائج أكبر أكثر مما حقق. * عڤون أخطأ برفضه المشاركة حتى ولو انه ظلم * اعتبر العرفاوي رفض العداء عڤون بالمشاركة في سباق 10 آلاف متر خطأ كبيرا منه، لانه ما كان يجب ترك المنافسة تمر عليه، لكنه عاد وأكد ان العداء وان صدق ما قيل بشأنه، أنه موعود مسبقا بالمشاركة في ال 5000م، فان الامر غير منطقي وكان يجب الاحتكام الى العقل. * التحضير للأولمبياد بين أربع وثمان سنوات * أوضح العرفاوي أن تحضير أي سباح، للألعاب الاولمبية يتطلب مدة طويلة من العمل تتراوح بين أربع وثمان سنوات، ولتحقيق نتائج طيبة في البطولات العالمية والألعاب الاولمبية، يتطلب عملا وجهدا كبيرا ووقتا طويلا، فيجب العمل من الآن على تحضير سباحين صغار السن لأولمبياد لندن 2012، وللذي ستحتضنه اليابان في 2016، لكي نحقق نتائج ايجابية ونحصل على الميداليات، أما إذا استمر الحال على ما هو عليه بتقديم منح للسباحين للتحضير بأمريكا أو استراليا لمدة سنة أو ستة أشهر لن يأتي بأي جديد وتتواصل النكسات. * لا يمكن لأي عربي أو إفريقي أن يخلفني * يرى العرفاوي انه أول وآخر جزائري وعربي وإفريقي، يترأس الاتحاد الدولي للسباحة "لان الصراع كبير على رئاسة الاتحاد الدولي للسباحة، ومعظم الدول الكبيرة تسيطر على المنافسات الدولية وتتنافس على هذا المنصب، ولذلك لا أعتقد انه بإمكان أي جزائري أو عربي أو إفريقي أن يخلفني في منصبي الحالي". * أقسم أن الجزائر أروع بلد لو توزع خيراتها بشكل سليم * زار ضيف الشروق مصطفى العرفاوي أغلبية بلدان العالم، إلا أنه رغم ذلك اعتبر بلده الجزائر الأحسن في العالم "أقسم أقسم بالله أن الجزائر بالنسبة لي أروع بلد يصعب العيش خارجه، لكن شريطة أن توزع خيراتها بشكل سليم". * تربطني علاقة متميزة مع رئيس كورية الجنوبية * قال العرفاوي إن مسيرته الرياضية عرّفته بشخصيات عديدة من كل بقاع العالم، مؤكدا ان الرئيس بوتفليقة يعرفه منذ أن كان وزيرا للرياضة، مبديا اعتزازه بذلك، مؤكدا ان الرئيس الكوري الجنوبي الجديد تربطه به علاقة متميزة وهذا قبل ان يتربع على عرش بلده. * آسف أنا مرتاح ولن أقبل أي منصب ولو كان وزيرا في الجزائر * على الرغم من الشعبية الكبيرة التي يحظى بها العرفاوي داخليا وخارجيا، الا انه يرفض تبوؤ أي منصب يعرض عليه في الجزائر، مكتفيا برئاسته الاتحاد الدولي للسباحة، وأكد انه سيبقى يساعد الجزائر كأقل شيء يقدمه، لكنه يرفض منصبا حتى ولو كان وزيرا أو رئيس حكومة. * لم أكن على علم بترشح ايلاس لمنصب في الاتحادية الدولية * كشف رئيس الاتحاد الدولي للسباحة مصطفي العرفاوي، انه لم يكن على علم بترشح السباح الجزائري سليم ايلاس، لمنصب في اللجنة الرياضية للاتحادية الدولية للسباحة "لكنني كنت على علم انه لن يفوز في الانتخابات، لان النجم العالمي بوبوف كان المشرح الأقوى للفوز". * لن يقدم أكثر للجزائر مستقبلا * قال ضيف فوروم الشروق، إن نجم السباحة الجزائرية سليم ايلاس، لن يقدم مزيدا للسباحة الجزائرية، لأنه على مقربة من إنهاء مشواره الرياضي، وسنه لا يسمح له بذلك "المرحلة التي يتألق فيها أي سباح تتراوح بين 18 و24 سنة فقط، وأعتقد أن ايلاس لن يكون باستطاعته التألق أكثر على المستوى العالمي". * على السلطات الجزائرية توفير الإمكانيات * وعن تدني مستوى السباحة الجزائرية عالميا، قال العرفاوي إن نقص الإمكانيات وراء تحقيق النتائج الهزيلة، في البطولات العالمية والاولمبية، وعلى السلطات الجزائرية أن تتدخل وتوفر الإمكانيات اللازمة للسباح الجزائري. * 25 ألف دولار لكل رقم قياسي عالمي * ومن بين أهم النقاط الإيجابية التي أضافها العرفاوي خلال مسيرته الطويلة على رأس الاتحاد الدولي للسباحة، وهي استفادة كل سباح يحطم الرقم القياسي العالمي من منحة، وهذا لم يكن في عهدة سلفه "أضفنا أشياء كثيرة للسباحة العالمية، ولتحفيز السباحين أكثر خصصنا منحة 25 ألف دولار لكل سباح يحطم الرقم القياسي العالمي." * سندخل تخصصات جديدة للألعاب الاولمبية * مثلما تمكن من إدماج عدة تخصصات في الألعاب الاولمبية، يسعى العرفاوي قبل انتهاء عهدته الرابعة، لإقحام تخصصات أخرى للألعاب الاولمبية "نهدف إلى إقحام عدة تخصصات في الألعاب الأولمبية، 50 متر سباحة على الصدر والفراشة ونرفع من عدد المنتخبات المشاركة في الوتر بولو من 08 إلى 12 منتخبا". * لا يمكنني أن اتهم أي سباح بتناول المنشطات * قال ضيف "الشروق اليومي" انه يرفض أن يتهم أي سباح بتناول المنشطات، بما أن الفحوصات التي تلي المنافسات جاءت سلبية. * وأضاف السيد العرفاوي انه لم يشك يوما في نتائج السباحين بما فيهم الذين يحطمون الأرقام القياسية باستمرار. * وفي رده عن الإشاعات التي تؤكد إمكانية تناول مايكل فيلبس لمنشطات، قال العرفاوي "يجب أن نشجع هذا السباح الموهبة واعتقد أن أي فتى في سنه قادر على تحقيق نفس النتائج التي حققها فيلبس". * من الصعب القضاء على المنشطات * وصف رئيس الاتحاد الدولي للسباحة مكافحة ظاهرة المنشطات بالحرب الشعواء التي يصعب إخمادها في ظرف وجيز، مشيرا إلى أن بعض الرياضيين سيواصلون تعاطي المنشطات مادامت الحياة قائمة. * وأكد ضيفنا أن مخابر عالمية تعمل على القضاء على الظاهرة، لكن في المقابل كشف بأن مخابر أخرى تعمل على إنتاج منشطات يصعب اكتشافها. * سأترشح لعهدة سادسة * كشف العرفاوي انه سيترشح للانتخابات المقبلة لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم السنة المقبلة. * وعن دوافع ترشحه لعهدة سادسة، قال العرفاوي انه كان قد اقتنع بضرورة وضع حد لمسيرته في الاتحاد الدولي للسباحة، لكنه كما قال "هناك أطراف كثيرة في الاتحاد الدولي طالبتني بالترشح لعهدة أخرى وأمام الضغط الكبير من مختلف الاتحاديات قررت الترشح". * وقال العرفاوي انه سيكون مرشحا رفقة مرشح القارة الأمريكية ذو الجنسية الأرغوانية. * وعن حظوظه في الانتخابات، قال العرفاوي بأنه يصعب التكهن، لكنه بدا شبه مقتنع بالفوز ومواصلة المسيرة على رأس الاتحاد الدولي للسباحة. * كيف و صل العرفاوي إلى رئاسة الاتحاد الدولي * 1972 - دخل الاتحاد الدولي للسباحة كعضو بسيط. * 1973- ساهم في إقصاء جنوب إفريقيا التي كان يسيطر عليها نظام الابرتايد من الاتحاد الدولي وهو ما ساعده كثيرا في كسب ثقة باقي الأعضاء. * 1976- عين كنائب رئيس للاتحاد الدولي للسباحة بعد جهوده الجبارة في إزاحة جنوب افريقيا. * 1984- فاز الأمريكي بوب هلميك بالانتخابات وكان يعتمد كثيرا على العرفاوي حتى أصبح بمثابة ذراعه الأيمن. * 1986- رئيس الاتحاد الدولي الأمريكي هلميك رشح العرفاوي لانتخابات سنة 1988. * 1988- ترشح لرئاسة الاتحاد الدولي رفقة مرشح هولندي وحقق مفاجأة من العيار الثقيل بعد أن فاز بنتيجة 130 صوت مقابل 30 صوت للهولندي ليكون بذلك أول عربي وإفريقي يترأس الاتحاد الدولي للسباحة. * 1992- غير القانون الداخلي للاتحاد الدولي، حيث سمح للعرفاوي بالترشح لعهدة ثانية وهذا بناء على طلب تقدم به الاتحاد الأمريكي بإضافة عهدة ثانية في القوانين. * 1996 - الغيت المادة القانونية التي تتحدث عن ضرورة الترشح رئاسة الاتحاد لمرة واحد فقط، حيث أصبح من المسموح الترشح لعهدات رئاسية دون تحديد العدد. * 2000- ترشح بمفرده لكرسي الرئاسة. * 2004 - ترشح دون منافس. * 2009 - سيترشح لعهدة سادسة رفقة مرشح هولندي آخر. * العرفاوي في رمضان * لن أتخلى عن سهرات الجزائر ..الشوربة والسلاطة * يحكي ضيف الشروق يومياته الرمضانية التي يحبذ أن تكون بالجزائر بين الأهل والأحباب، ويقول إن هذا الشهر المعظم له طقوس خاصة ولن يكون له معنى إذا قضاه بعيدا عن الأهل أو خارج البلاد. * ويقول العرفاوي ( 76 عاما) انه يبدأ يومه الرمضاني في ساعة مبكرة، فهو يرفض النوم صباحا ويتوجه إلى السوق بشكل يومي لقضاء حاجياته. * ويقول في هذا الخصوص "لست ممن تغريهم السلع أو تدفعه شهوته إلى اقتناء ما يجده أمامه، فقط أتوجه للسوق لأنني رب عائلة". * ويقول العرفاوي أحبذ الإفطار رفقة الأهل وتناول الشوربة والسلاطة دون الأطباق الأخرى التي لا يميزها عن بعضها، ويتحدث عن السهرات الرمضانية في الجزائر التي يعتبر أن لا مثيل لها في العالم. * ويضيف "بعد التراويح تكون السهرة الرمضانية رائعة على أنغام الأندلسي والشعبي التي تمنحك شعورا بالاعتزاز بوطنيتك ودينك". * وعن الأيام الرمضانية التي يقضيها خارج البلاد، فيقول بأنه تفقده نكهة رمضان، لأنه كان عرضة لهذا الموقف في كثير من الأحيان، بل هو مقبل على السفر إلى مونريال بعد غد، لكن ذلك لا يعيقه على أداء فريضة الصيام. * شخصية رفعت راية الجزائر في زمن المحن * العرفاوي.. كلمة السر لكل معادلة صعبة * هو أشهر من علم..لك أن تسأل من يكون مصطفى العرفاوي في كل محفل رياضي، ولا تتعجب أبدا إذا قيل لك انه تلك الشخصية الهادئة والمتواضعة والمحبوبة لدى الجميع. * مصطفى العرفاوي (ولد في 27 نوفمبر 1932) عضو في اللجنة الأولمبية الدولية، وهو الرئيس الحالي للاتحاد الدولي للسباحة الجزائرية وأيضاً عضو في اللجنة التنفيذية للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات وعضو في لجنة التنسيق التابعة لدورة الألعاب الأولمبية 2012 التي ستقام في لندن. ويرأس الاتحاد الإفريقي للسباحة منذ مدة تزيد عن ثلاثين عاماً. * بداياته الرياضية كانت كلاعب كرة السلة وكذلك لاعب كرة ماء (الواتر بولو) في سن مبكر. في عام 1962، أي عندما بلغ من العمر 30 عاماً، أسس الاتحاد الجزائري للسباحة، وهو من الأعضاء المؤسسين للجنة الأولمبية الجزائرية التي خدمها كأمين عام حتى عام 1967. مخلصاً للقارة الإفريقية، خدم أيضاً لمدة طويلة كرئيس لاتحاد السباحة الإفريقي للهواة، وتوحد الاتحادات الرياضية الافريقية. * العرفاوي يعد واحدا من الشخصيات النادرة جدا في العالم التي تم من أجله تعديل القوانين المعمول بها في الاتحاديات الرياضية لتمديد عهدته في الرئاسة، وهو يشرف على الاتحاد الدولي للسباحة للعهدة الخامسة ومرشح للسادسة. * بعيدا عن الرياضة شغل العرفاوي عدة مناصب في إدارة المستشفيات وكذلك في مديرية الصحة للعاصمة، كما شغل كنائب رئيس المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) بعد الاستقلال. * العرفاوي من الشخصيات البارزة ويحظى بشرف استقبال أغلب رؤساء البلدان التي يزورها لمكانته المرموقة، حتى أن الرئيس الجديد لكوريا الجنوبية استدعاه خصيصا لحضور حفل التنصيب، يحب زيارة اليابان ومندهش كثيرا للانضباط الذي يميز مواطنيها ويعشق زيارة سويسرا. أب لأربعة أبناء ثلاثة ذكور وطفلة وكلهم متزوجون، ولأن المثل يقول "إن ابن البط عوام"، فإن كل أفراد العائلة يمارسون السباحة. * الحديث عن العرفاوي لا تسعه صفحات الشروق، لكن يمكن ان يختصر مسؤولو الرياضة عندنا بأنه كلمة سر لكل معادلة صعبة، حيث يلجؤون إليه طيلة أوقات المحن أو حينما يشتد بهم الحال، لكنهم ينكرون جميله حينما يتخلصون من ذلك.