الكلمات التي يختارها شموع لا تنطفئ وألحانه التي يؤديها كأول الغيث إذا هطل، تنبت شوقا في مواويله. صوته الملائكي يقول ياسامعي الصوت اطربوا. * ينشد للإسلام ولفلسطين وللأم... فإنشاده لحن وجرح. هو المنشد العالمي أبو راتب، التقته الشروق اليومي بالشارقة فكان هذا الحوار القصير... * * الشروق: ما جديدك الفني أستاذ أبو راتب جمهورك يسأل عنك؟ * * أبو راتب: لديّ ألبوم جديد الآن يضم عشرة أناشيد لم يطلق عليه اسم بعد، يحوي أناشيد جميلة ومتنوعة بأسلوب جديد وستصور منه أنشودة إن شاء الله فيديو كليب. * * ماذا عن نشاطكم في أمريكا في المجال الإنشادي وخارجه؟ * * أبو راتب: نشاطي بأمريكا منقسم الى قسمين: تربوي فأنا أدرس في أكاديمية الهلال حيث لدي مشروع تربوي بالتعاون مع بعض الاخوة. أما الشطر الثاني من نشاطي فهو إقامة الحفلات الإنشادية والمهرجانات الدعوية لنقدم النشيد الإسلامي هناك. * * عرفتم بلحن الكلمة بدل التركيز على الألحان التي تسبق وضع الكلمات، في هذه الرؤية كيف تقيمون الإنشاد اليوم؟ * * الآن أصبح من الواجب التفريق بين المنشد الداعية والمنشد القريب الى الفنان. وقد أصبح قليل من يهتم بالكلمة ومن يهتم بإنشاد الآلام وقضايا الأمة وأصبح الإنشاد بشكل عام يتناول الابتهال والمديح بشكل مركز ونحن دائما ندعو الى أن يكون المنشد داعية فلابد ان يتقيد بالكلمة، فمقياس الأنشودة عندي الآن الكلمة. * * في الإطار نفسه، كيف تقييمون الأنشودة والطاقات الصوتية في الجزائر؟ * * أنا أعتز أن الجزائر محضن للنشيد الإسلامي وهناك طاقات صوتية وفنية رائعة وهناك منشدون يهتمون بالكلمة وإن شاء الله نراهم معروفين عند المشرق أكثر وهذا أكيد سيأتي مع الأيام؟ * * ما رأيكم بالمنشد نجيب عياش المشارك في منشد الشارقة؟ * * نجيب عياش ممتاز. أنا الذي كان لي الشرف أن انتقيته من التصفيات التي جرت بالجزائر لاختيار ممثلكم في المسابقة، وأنا مؤمن بأدائه وصوته وإن شاء الله سيكون منافسا قويا؟ * * في الجزائر لكم جمهور واسع وأغلبهم أوفياء لإنشادك منذ زمن، ماذا تقول لهم؟ * * أحبهم وأحب الجزائر وأحب كذلك »الحريرة الجزائرية« يضحك وأكثر ما يسعدني أن أكون في الجزائر أنشد؟ * * هل من طرائف خارج هامش العادي تذكرونها من زياراتكم للجزائر؟ * * سنة 1989 ، في إحدى الحفلات هناك حيث كنت في الكواليس، إذ بأحد يقتحم الباب وهو ينادي أريد أبو راتب... أرعبني جدا ثم هجم... ودخل ليقبّلني فاحتضنته وجلسنا معا. * * كلمة أخيرة في هذا الحوار... * * أتمنى لكم التوفيق والخير للجزائر. * * من هو أبو راتب: * * ولد في مدينة حلب السورية عام 1962 في أسرة عريقة بالعلم والفن، كان خاله عازفا متمرساً على آلة العود الشرقية، بينما كان عمه عازفاً على آلة القانون. التحق بالمعهد العربي للموسيقى وهو صغير ودرس النوطة »الصولفيج« ثم تعلم العزف على آلة الكمان بعد ذلك التحق بفرقة الفتوة للموسيقى العسكرية. * إلا أن حبّه للفن التراثي والديني، إضافة إلى نشأته الدينية الملتزمة، كل ذلك ساهم في تغيير مساره الفني وجعله يلتحق بفرقة المنشد أبي دجانة للإنشاد الديني. ومن خلالها استطاع أن يبرز ويبدع في مجال النشيد، إلى أن أسس فرقة الهدى عام 1981 والتي سطع نجمه من خلالها. في عام 1986 تطورت فرقة الهدى لتؤسس الهدى للفن الإسلامي، التي أثرت المكتبة الفنية بالعديد من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية. وفي عام 1991 أسس الهدى الدولية للإنتاج الفني فكانت من أوائل المؤسسات الفنية الإسلامية التي اهتمت بتطوير النشيد الإسلامي. * للمنشد عشرات الأشرطة الفنية والفيديو كليب في شتى المواضيع الدينية والوطنية والاجتماعية والثورية. * شارك المنشد أبو راتب في مهرجانات إنشادية وفنية في معظم أنحاء الوطن العربي وأوربا وأمريكا. قدم فكرة برنامج منشد الشارقة لقناة الشارقة وساهم في الإعداد لهذا البرنامج الشهير وهو أحد أعضاء لجنة الحكام فيه، كما ساهم المنشد أبوراتب في تأسيس رابطة الفن الإسلامي العالمية وانتخب رئيساً لها.