قدم 22 نائباً عن حزب "نداء تونس" في البرلمان، الاثنين، استقالاتهم رسمياً من الكتلة النيابية، احتجاجاً على ما اعتبروه "تهميش مشروع الحزب"، في انتظار تكوين كتلة مستقلة أخرى، أو الانضمام لحزب سياسي جديد، وفق ما صرحت به نائبة من الحزب. ويأتي ذلك، بعد يوم من إعلان محسن مرزوق، الأمين العام لحزب نداء تونس، الانفصال نهائياً عن الحزب، والعمل على تأسيس كيان سياسي جديد، على أن يعقد اجتماعاً شعبياً يوم 10 جانفي المقبل، للإعلان عن هذا الكيان. وفي تصريحات أدلت بها للصحفيين بمقر البرلمان، قالت النائبة عن الحزب، رابحة بن حسين، إن "22 نائباً من النداء قدموا اليوم، استقالاتهم رسمياً من الكتلة إلى رئيس الحزب ورئيس مجلس النواب محمد الناصر"، دون أن توضح رد الأخير على هذه الاستقالات. وأضافت بن حسين، وهي أحد هؤلاء، أن أسباب الاستقالة "تتمثل في أن مشروع نداء تونس الذي وعدنا به الناخبين ضاع ووقع تهميشه، ولا يتم إنجاز مشروع وطني حداثي ديمقراطي نكون مقتنعين به ومؤمنين به، لذلك وجدنا حضورنا في الحزب لن يقدم أية إضافة للبلاد". وتابعت: "من هذا المنطلق ووفاء للمشروع، وإيماناً بمبادئه أردنا التمسك به أكثر من أي انتماء حزبي آخر، سنحاول الوفاء لهذا المشروع في مسار جديد آخر". واستطردت "الانخراط في مبادرة الرئيس المؤسس (رئيس البلاد، الباجي قائد السبسي)، جاء إيماناً بعدم الاستقالة، والانفصال عن الحزب، لكن المبادرة لم تقدم أية حلول توافقية، ولم تأخذ مواقفنا بعين الاعتبار أو احترامها، بل وجدنا مساراً معيناً، وليس مستعداً للاستماع للأطراف الأخرى لذلك وصلنا إلى طريق مسدود". وأوضحت أن المستقيلين "سيكوّنون كتلة مستقلة تقدم الإضافة للمجلس والبلاد"، غير مستبعدة الانضمام إلى الحزب الجديد الذي سيشكله محسن مرزوق الأمين العام المستقيل لحزب نداء تونس. وفي هذا الصدد، قالت: "إذا كان هناك انسجام مع مسار الحزب الجديد لمحسن مرزوق الذي طالما عبّر عن قناعاتنا ومشروعنا، الأكيد سنتوافق معه ونسانده في ذلك". ولفتت إلى أن العمل مع الحكومة "سيتم كما كان سابقاً، وسندعمها ونساندها طالما قدمت الإضافة، وحاولت خدمة البلاد، لأن مصلحة البلاد فوق كل اعتبار، وطالما عملت على حل المشاكل الأساسية كالفقر والبطالة والإرهاب". وكان الرئيس السبسي، أعلن في وقت سابق، تشكيل لجنة تضم 13 عضواً من الحزب، تتمثل مهمتها في محاولة التوفيق وتحقيق التوافق بين من وصفهم ب"الفرقاء". من جهتها، أقرّت لجنة 13، طلب الحزب تكوين لجنة ستعمل على الإعداد لأشغال "المؤتمر التوافقي الأول" للحركة في شهر جانفي المقبل يليه مؤتمر انتخابي في شهر جويلية 2016. وكان 32 نائباً من الحزب، قدموا استقالتهم من كتلة نداء تونس، الشهر الماضي، قبل أن يعلقوها مؤقتاً. ويشهد حزب نداء تونس الذي يقود الائتلاف الحاكم في البلاد، منذ ما يزيد عن شهرين، حالة انقسام حادة بين فريقين الأول يدعم أمينه العام المستقيل، محسن مرزوق، والثاني يساند حافظ قائد السبسي نجل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي. وأعلن قياديون في النداء يتزعمهم مرزوق، يوم أمس (الأحد)، مغادرتهم هياكل الحزب واعتزامهم تشكيل كيان جديد في العاشر من جانفي المقبل. وكان مرزوق، أعلن منذ أسبوع، استقالته رسمياً من الأمانة العامة للحزب، وأعرب عن نيته تكوين حزب سياسي جديد.