عاش سكّان حي القدس، "الملعب سابقا" بمدينة شلالة العذاورة، جنوب شرقي المدية، أمسية الخميس إلى الجمعة هلعا كبيرا، إثر نشوب حريق بورشة تعنى بخياطة الأفرشة. وهو الحريق الذي أتى الأفرشة الأسفنجية، ما جعل الدخان يعم الورشة ويتسبب في فقد كمال وعبد الرزاق وعيهما، لتأتي عليهما ألسنة اللهب وترديهما جثّتين متفحمتين في وقت نجا فيه ثلاثة آخرون كانوا مع الضحيّتين بذات الورشة، أين أصيبوا باختناق. إلى ذلك فقد أشار السكان المجاورون للورشة الذين هبوا إلى إخماد ألسنة اللهب، إلى تسجيل تأخر لرجال الحماية المدنية، مؤكدين أن الحماية المدنية لم يصل أعوانها إلاّ بعد مرور 40 دقيقة بعد إطلاق نداء الاستغاثة، ما جعلهم يدخلون في ملاسنات مع المواطنين الغاضبين وصلت حدّ التعدي الجسدي على أحد الأعوان، فيما أكّد رئيس الوحدة الذي اضطر لقطع عطلته أنّ أعوانه وفور تلقيهم نداء مباشرا قاموا بواجبهم، مضيفا أنّ ما عزّز من تصاعد ألسنة اللهب واختناق العمال داخل الورشة هو عدم خضوع هذه الأخيرة لمقاييس الأمان المعمول بها، نظرا لغياب التهوية بها وكذا منافذ النجدة. يذكر أن الضحيتين هما طالبان، أحدهما في القسم النهائي بثانوية الإخوة يسبع، فيما يدرس الثاني بجامعة الدكتور يحيى فارس بالمدية، وقد تمّ تشييعهما عصر أمس في جنازة مهيبة بكتهما فيها شلالة العذاورة قاطبة. وأفادت مصادرنا أنه تم فتح تحقيق أمني عن خلفية الحادثة وأسبابها.